الورث الملعون ..

مسرحيه من فصل واحد
تأليف:رضا الهجرسي

الورث الملعون
ــــــــــــــــــــــــ

تفتح الستار

مكتب موضوع فى جانب المسرح الأيمن يجلس عليه رجل فى الأربعين من عمره ( مستر جورج ) يرتدى بدلة تصبغ عليه الطابع الإنجليزى أبيض البشرة يدخن بايب وهو منشغل فى مراجعة بعض الأوراق امامه ويقلب ورق يدخل عليه رجل يرتدى بالطو علي ملابسة غير مهندم ويتحرك بطريقة غريبة ( يعقوب )
( يفتح ذراعيه ضاحكا )
يعقوب : مستر جورج ... حبيبى.
( يعتدل جورج على كرسيه ينظر إليه بدون إهتمام )
جورج : يعقوب.. إيه اللى رماك علينا الساعة دي ..
يعقوب : وحشتنى حبيبى..وحشتني..
جورج : هات م الآخر.. إنت مابتجيش وتتمسكن كده.. إلا إذا كان ليك مصلحة
يعقوب : مصلحتي.. مصلحتي هي رضاك حبيبى ..
( يستند على المكتب ويقترب وجهه من وجه جورج يلقى جورج القلم ويسند ظهره على الكرسى )
يعقوب : خبر رفع الحراسة عن وقف ولاد العرابى ..
جورج : وطى صوتك .. ليسمعوك يامجنون.. انت عرفت أزاي و منين..
( فى خبث )
يعقوب : حبيبى إخواتى متنطورين فى المصالح أول ما طلع الحكم برفع الحراسة عن وقف ولاد العرابى جتلك على طول ..
جورج : جيت لى..أنا.. ليه ..
( يبتعد عن المكتب )
يعقوب : وعدك حبيبي.. وعدك . .
جورج : وطى صوتك يامجنون.. لحد يسمعك..
( يقترب من المكتب فى حركات خبيثة وفى صوت هامس )
يعقوب : وعدك .. وعدك انك ترجع لى حقى وحق جدودى.. في الوقف..
( هامساً )
جورج : فاكر.. فاكر الوعد.. وقدامى ورق الوقف وبرتبلك كل حاجة بس بلاش نضحك على بعض.. وتقولى حق جدودى وحقى فى الورث والوقف..
( يقف ويلف حول المكتب )
جورج : اللى هعمله ده عشان أحافظ على خير الوقف اللى غرقت فى خيره سنين وحيخدوه ولاد العرابى الملاعين.. ويتهنوا فى خيره ويرفعوا راسهم قدامى ..
( يضع يده على كتفه )
جورج : علشان كده أنا حزرعك شوكه فى ضهرهم وبلاش كلام النصب بتاعك ده حقى وحق جدودى.. مصلحتنا واحده ..ودة بس اللي بينا ..
يعقوب : ماشى حبيبى واحشنى .. ومش واحشنى أنا بس .
( يشير يعقوب ناحية اليسار فتظهر فتاة جميلة تقف فى إغراء وهى تلف حول نفسها فى دلال وإغراء يشير ناحيتها )
يعقوب : سارة حبيبى.. وحشت سارة ..قوى ..قوي..
يجرى جورج ناحيتها مسرعاً ويقبل يدها وتتضاحك فى دلال ويشده يعقوب من يده ويجلسه على المكتب وتقف بجانبه من الناحية الأخرى وهى تلعب فى شعره وهو ينظر اليها فى رغبة وهيام .. وجورج ينظر اليها في رغبة )
يعقوب : خليك معايا أنا ..فين أوراق الوقف ..
( يكلمه وهو ينظر الى سارة )
جورج : أنا معاك ..يا قمر ..يا ملوعني..
( يناوله ورقة يأخذها ويبتعد ويقرأ الورقة وهو سعيد و يشير للمكتب )
يعقوب : كده تمام .. وبكده المكتب ده بقى بتاعى ..ملكي ..
( ينظر لسارة ويهز برأسه أن تغادر الغرفة فتمشى مبتعده فيمسك يديها جورج ويمسكه يعقوب وتخرج سارة وهى تنظر إليه فى دلال وتلقى له بقبلة فى الهواء )
يعقوب : خليك معايا هنا ..هي موجودة حبيبي ..وتحت أمرك ..خليك معايا أنا ..
( جورج مازال هائماً )
جورج : أنا معاك يا قمر ..يا ملوعني ..
( يفتح درج المكتب ويخرج مسدس ويريه ليعقوب ويعيده فى درج المكتب )
جورج : أنا هنسي ده فى درج المكتب.. يقويك قدام ولاد عرابي وخوهم كمال
( يفتح الدرج ويأخذ المسدس وفى توعد )
يعقوب : أخوهم كمال.. اللى عامل فيها زعيم ومتفرعن ..
( جورج يلم أوراقه ويضعها فى الشنطة ويتجه خارج المسرح ويكلم يعقوب )
جورج : أظن أنا كده وفيت بوعدى.. والباقى عليك بأة ..
( يغادر جورج المسرح )
تدخل سارة فى نشاط ومرح وتتجه ناحية المكتب ويعقوب يتحسس بيديه على المكتب بشوق ولهفة وسارة تلف حوله فى مرح ..يجلس يعقوب على المكتب فى مرح ويلقى برأسه إلى الخلف ويغمض عينيه..
يعقوب : ياااه ... أخيراً بعد كل السنين الطويلة دية بقالى مكان أأقعد عليه .
( يقف فجأة وهو يكلم سارة ويمسكها من يديها صارخاً )
يعقوب : لألأ مش كفاية مش كفاية لازم الوقف كله يبقى بتاعى ..ده حقى و حق جدودى ولازم أرجعه وهانبدأ بحسين حسين فقير شخصيته ضعيفة وبيحبك يبقى الفلوس وإنتى.. سكتنا لحسين ..
( فى دلال وأنوثة )
سارة : حسين ده بيعبدنى عباده اللى أطلبة منة.. هيعمله على طول بس انت فهمنى أعمل معاه أية وسيب الباقى عليا ..
( يتناول ورقة من على المكتب ويريها إياها )
يعقوب : كل المطلوب منك تمضيه.. على العقد دة ..
سارة : عقد !!! عقد إيه دة؟؟
( يشير بيده فى دائرة حول المكتب )
يعقوب : الأرض دي اللى عليها المكتب من نصيب حسين فى الوقف كل المطلوب منه يمضى عقد بيع المترين دول وبكده يبقى قعدتنا على المكتب قانونية وميقدرش كمال يرمينا برة الوقف . .
( وهو سارح ولهجة يملأها الغل والغيظ وفي توعد)
يعقوب : هنشوف.. مين فينا اللى هيرمى التانى ..برة الوقف .. يا كمال..
( يدخل رجل من يمين المسرح فى الثلاثين من عمره يرتدى ملابس غير مهندمة يعقوب يناول سارة الورقة ويشير ناحيته .. سارة تخبأ الورقة وتتجه نحوه )
سارة : حسين..حسين حبيبى ..
( يقف مذهولا وينظر حوله ويشير بإصبعه نحو صدره )
حسين : أنا ... أنا حبيبك..
سارة : وهو فى غيرك حبيبى ..يا عمري ..
( فى دلال ودلع وإدعاء )
سارة : إيه مابتحبنيش .. يعنى أنا بتعذب فى حبك وإنت ولا حاسس بيا وبقلبى
( يهز يعقوب رأسه فى أسى وهو يدعى البكاء )
يعقب : حرام.. حرام عليك ياحسين يا بن عمي..تلوع قلب البنت الطاهرة الشريفة
( فى إستغراب )
حسين : مين ..أنا ..
يعقوب : طول الليل عندها حمة ومابتنطقش إلا إسمك ... حسين هاتلى حسين بحبه ياأخويا ومقدرش أعيش من غيره.
( بعبط )
حسين : أنا ..
( يمسكه من ذراعه ويهمس له )
يعقوب : أيوه انت.. قولها كلمتين حلوين غازلها.. أنت أبن عمها وبصراحة كدة هى مش شايفة غيرك.. ماتتقلش البنت واقعة فيك ودايبة فى دباديبك يا أخي ..أتلحلح ..
( يفرد حسين صدره فى إدعاء للرجولة فى تباهى )
حسين : دباديبى أنا..يعني سارة ..جميلة الجميلات ..واقعة ودايبة في ..دبابيبي ..
( يرجع فى فزع للخلف )
حسين : بس أخويا كمال قالى أبعد عنكم..ومكلمكوش خالص.. أنا خايف يعرف
( يرجع ويمسك يد سارة )
حسين : بس بدال دايبة فى دباديبى.. يتفلق كمال وكل ولاد العرابى ..واحد واحد
( تفرد ليه الورقة )
حسين : إيه ده..يا حبيبة قلبي ..
سارة : ده ..جواب غرامى.. انت كتبتهولى ..نسيت يا قاسي ..
( فى إستغراب )
حسين : أنا كتبت لك جواب غرامى !!!
( يسحبه بعيد عنها )
يعقوب : أيوه ياأخى.. انت اللى كتبته..
( يهمس فى أذنه )
يعقوب : أنا إضطريت أكدب عليها وأقولها أن ده جواب من حسين علشان أنقذ حياتها من الموت . بتحبك يااخى بتحبك .. أبصم بصباعك عليه علشان تتأكد إنك انت اللى باعتة.. بتحبك ياإبن العم.. بتحبك ..وبتموت في دبابيبك ..
( يسحبه يعقوب من يده وسارة من اليد الاخرى ناحية المكتب ويضع الورقة أمامه ويمسك يعقوب إصبعه ويبصم حسين على الورقة ويخطفها يعقوب فى فرح ويغمض عينيه فى سعادة غامرة )
يعقوب : يااااه ... ياااه أخيرا..أخيرا بقالى مترين فى الوقف.. أخيراً ..ياااااة..
( يفتح حسين ذراعيه لسارة ليحضنها )
حسين : تعالى يا حبيبتي في حضن حسين.. حبيبك
( فى تأفف )
سارة : حبك برص وعشرة خرس.. أبعد عنى ياجربان انت.. آل حبيبتى آل..
( يتسمرحسين فى مكانه فارغا فاهه وتسمع أصوات من الخارج فيضم يده ويجرى مبتعدا عن سارة ويعقوب فى نفس اللحظة يتحرك فى ثقة ناحية المكتب ويجلس على الكرسى فى ثقه وخلفه سارة واضعه يدها علي كتفة )

يدخل رجلان الأول طويل القامة أسمر البشرة تظهر على ملامحه قوة الشخصية يضع يده خلف ظهره(كمال) والأخر يرتدي ملابس أزهرية وهو يسير بجانبه )

سعود : كمال يا خويا الأمور ماتتحلش بالعصبية و الزعيق و الشتيمة ده إحنا إخوات ياأخى.. ولازم التفاهم بينا يكون أحسن من كده ..
كمال : ما انت شايف وسامع بودانك من ساعة ماعرفوا ان الوقف اتفك والحارس القضائى سابهولهم وهما مختلفين كل واحد برأى ده عايز الحته دى وده عايز ياخد الجهة البحرية غلبت غلبت ياسعود ياخويا ، نفسى يتوحدوا على كلمة واحدة ورأى واحد.
سعود : صعب صعب ياكمال ياخويا.. انت عارف إخواتك كل واحد ليه دماغ لوحده إلا حسين أخوك الغلبان ده بيرضى بأى حاجة وبيسمع كلامك فى كل حاجة
( وهو يشير ناحية المكتب )
كمال : الحته بتاعته فى الجهه دي ..مشكلتة هينة ..
( يرى كمال يعقوب جالس يهز رجليه من تحت المكتب فيقطع كلامه وتبدأ علامات الغضب الشديد على ملامحه ويصرخ فى غضب )
كمال : الكلب ده بيعمل ايه هنا ..وأية اللي مقعدة علي المكتب ..
يحاول أن يجرى ناحيته فى غضب فيمسكه أخوه سعود وأخوه خسين يتحرك يمين ويسارا حائراً يشير كمال بيده الى يعقوب )
كمال : قوم ياكلب ياابن الكلب وخد أختك دى معاك وإطلع بره الوقف كله ماشوفكش في وقف العرابى تانى وإلا هقطعك وهرميك لكلاب السكك تنهش لحمك ..
( مازال سعود يحتضن كمال يمنعه من التهجم على يعقوب )
سعود :اهدا يا كمال ياخويا الأمور ماتتحلش كده اهدا خلينا نفهم الموضوع وسيبلى أنا الموضوع ده.. أنا هحله.. اهدا انا هتفاهم معاه ..
( فى عصبية )
كمال : ده ماينفعش معاه تفاهم ده تضربه بالجزمة يخضعلك مايفهمش غير لغة القوة والعافية
( فى ثقة وهدوء )
يعقوب : إسمع كلام أخوك وإتفاهم ..وافهم ..
كمال : اتفاهم على ايه ياكلب اطلع بره أرض العرابى حالا فاهم وألا هقطعك
( يعقوب يشير بالورقة فى يديه )
يعقوب : ما تقدرش أنا معايا عقد إيجار بالمكتب وقانون قديم كمان يعنى طول العمر حبيبى وماتقدرش تطلعنى.. القانون بيقول كده والعقد قانونى ..
سعود : عقد !!! ومين عملك العقد ده
يعقوب : الحارس القضائى بتاريخ قديم قبل فك الوقف ..
كمال : طب ياله خد مكتبك وإطلع بره الوقف انت مأجر المكتب بس مش مأجر أرض العرابى
( سارة وهى تقف خلف يعقوب )
سارة : لا ماهو انت مش فاهم حبيبى الأرض اللى عليها المكتب بقت ملكنا
كمال : ملككم !!
سعود : ملككوا !!
حسين : ملككم إزاى ؟؟
( يضحك يعقوب ويكلم حسين )
يعقوب : انت مش بعت لنا المترين اللى عليهم المكتب بعد فك الوقف حبيبى كمال كل شئ قانونى حبيبى ..
( ينظر كمال لحسين نظرات غاضبة فى تساؤل يتحرك فى ارتباك )
( وهو يتألم )
حسين : أنا بصمت على جواب غرامى مش بيع أرض ضحكوا عليا ياأخويا.
( يحاول أن يفلت من بين يد سعود وهو يصرخ )
كمال : ضحكتوا عليه واستغليتوا جهله انت واختك اشللية أنا لازم أقتلك علشان ولادنا يعيشوا فى أمان.. لازم أقتلك..همحيك من علي وش الدنيا ..
( يفلت من سعود ويجرى فى اتجاه يعقوب وفى نفس اللحظة يمد يعقوب يده فى درج المكتب ويخرج المسدس ويطلقه على كمال يضع كمال يده اليمنى على كتفة اليساروعلامات الألم الشديد تظهر على وجهه ويقف فى منتصف المسرح يجرى سعود ويسنده من الناحية اليمين ويجرى حسين ويسنده من الناحية اليسارووجههم للجمهور ومازال كمال واضعا يده على كتفه وهو فى منتهى الالم ويعقوب شاهرا سلاحه ناحيتهم فى منتهى القوة والثقة )
( فى ألم شديد )
كمال : ياااااه..
الورث اتسمم
ورث ولادنا اتسمم
هايقولوا علينا ايه ولادنا هيقولوا علينا ايه ولاد
واحنا مورثينهم ورث مسموم ملعون ..
( يتركه اخواته وفى بطئ وألم يتقدم خطوات وهو يواجه الجمهور )
كمال : سامحونى ياولادى
سامحونى ياولاد ولادى
جدكم سايب لكوا
ورث ملعون
ورث مسموم
( صارخا بأعلي صوتة وهو يركع علي ركبتيه)
كمال : ورث مسموم ..
ملعوووووووووون



( تسدل الستار )