الفساد أصبح مشكلة تعاني منها معظم الدول خاصة تلك الدول التي تنعدم فيها الحريات مثل أنظمة الحزب الواحد والأنظمة التي تأتي عبر الانقلابات العسكرية، حيث تنشأ طبقة من المنتفعين والانتهازيين الذين يعملون من أجل الثراء على حساب الطبقات الضعيفة والمسحوقة.
والفساد أصبح مؤسساً يمارسه الحزب الحاكم في كل مستوياته بدءاً من المحليات وحتى المستوى المركزي وهو نشأ لغياب رادع الضمير والخلق والدين ولغياب الوطنية، و الفساد هو احد التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية، وهو من إنجازات حزب المؤتمر الوطني
وإن السبب الرئيسي لانتشار معدلات الفساد في السودان يعود إلى تدني رواتب موظفي الخدمة المدنية، والتي تدفع نسبة كبيرة من العاملين إلى قبول تلقي الرشاوى لتلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة…
ونجد إن محاربة الفساد تتطلب مراقبة قوية عبر البرلمانات والقوى المسئولة عن تنفيذ القانون ووسائل إعلام مستقلة ومجتمع مدني فعال، وهذا ما نفتقده في السودان، حيث تنعدم المراقبة البرلمانية وتحاذر وسائل الإعلام تناول موضوعات الفساد والإشارة إلى الذين يقفون وراءه
ومحاربة الفساد لا يمكن أن تتم بالحديث عن الفساد ولعنه، وإنما بإجراءات صارمة ومحاسبة دقيقة وفسح المجال أمام وسائل الإعلام لكشف المتلاعبين وإطلاق يد القضاء لردع كل من يثبت تورطه. بهذه الطريقة يمكن القضاء على الفساد أو على الأقل، الحد منه ..