أملصوا هذا الرعديـد عنكـُم .. الوهـن :

قررت وأنا قادم من السوق المحلي ..
أن أقوم بزيارة لأخوي الصغير وصاحبي الكوني ..
في الحافلة القادمة من الناحية الجنوبيــّة للخرطوم صدر حديث بسيط ..
سـُرعان ماتطــوّر بين ثمانية أوتسع أشخاص ..
كان محور الموضوع عن إختفاء الســُكر مع بداية شهر رمضان ..
وبعض السلع الضروريـّة .. وظهوره بأسعار عالية لا يقدرون عليها ..
وأن هذا الأمر الشيطان نفسه يعف أن يفعله ..
وتفعل فيه الحكومة وأذنابها من الوحوش وتقوم بحمايتهم ..
كان معظم المـُتحدثين من الشباب ..
إستفذنـي الأمر ولم أستطيع أن أروّض أنفاسي ..
حتي تستكين صمتاً ..
أخرجت نفساً حاراً ..
لعــلــّي أهدأ وأصمـُت ..
لـم أفلح ..
لأن النقاش لم ينقطع ..
ولم تنقطع أغنية باهتة من مزياع الحافلة ..
وددت لو أن السائق رحمنا من هذا المـُهنـّق .. علي الراديو ..
بدأت خفيضاً أحادث احد المـُتحدثين جواري ..
قليلاً .. علا صوتي ..
بدأ يعلو أكثر ..
فأكثر ..
وكانت كلماتي الأخيرة بصراج جنوني ..
( أنتم أيها المتحدثون سبعة .. أنا ثامنكم ..
ربـّما تسعة .. أنا عاشركم ..
ليس معنا كلبنا .. باسط زراعية علي هذه الحافلة ..
لأننا .. لسنا نيام .. لسنا هربنا إلي مغارة ..
لأننا .. لسنا أولياء لله .. لينغزنا هكزا دون جـُهد ..
نحن أبطال .. أسمعوني أرجوكم .. نحن أبطال ..
فقط دعونا ننزل عن هذه الحافلة .. أرجوكم ..
سأكون أوّلكم .. وسأصيح عالياً .. فلتسقط الحكومة ..
حكومة الجوع والزل .. حكومة القهر .. فلتسقط ..
فلتسقط الزبالة علي المزبلة ..
أرجوكم فقط أنزلوا وأسمعوني فقط ..
سترددون خلفي ..
سيزول خوفكم ..
سأتلقي أول رصاصة علي صدري ..
وعندها يمكنكم أن تتفرقوا .. لكن ستجتمعوا ..
سيجمعكم دمي .. لأنكم .. لأنكم .. أبطال ..
يا شعب السودان ..

فجأة صمت أنا ..
رأيت صمتاً .. كثيفاً ..
لم أسمع صوت المـُغـنـّي الباهت ..
وجوه تبحلق فيني ..
ربما .. لم يعـُد الكـُمساري راقباً في تحصيل تزكرته ..
و .. بعـُدت محطـّة الكوني ..
بعــُدت .. هـُناك في الوراء ..
إستبدّ بي العطش ..
يا له من يوم ..
ويا لهم من بشـر ..
تم خصيهم ..
يا له من وهن ..

صدق رسول الله حين قال ..
توشك أن تتكالب عليكم الأمم .. كما تتكالب الأكلة علي قصعتها ..
قالوا أمن قــلــّة نحن يومئذ يا رسول الله ..
قال لا أنتم كـُثر ..
لكنكم قثاء متفرقون ..
ينزع الله المهابة من قلوب أعدائكم لكم ..
ويغزف في قلوبكم الوهن ..
قالوا وما الوهن يا رسول الله ..
قال :- حـُب الـدُنيا وكراهيــّة الموت ..

يــــا له من وهــــن :-
وقـ المغارب ــت :-