--------------------------------------------------------------------------------
تفرق .. كتير..
يا أهل المؤتمر..والحكومة!
محمد عبد الله برقاوي..
bargawibargawi@yahoo.com
\
ذات السياسات القديمة وعلى مدى سنين عمرها الديناصوري..ومن منطلق تقليدية عقليتها المنقرضة..تعيدها قيادات المؤتمر الوطني والحكومة ومنذ عهد ما قبل الانشقاق في جدارحزبها ..وبابتداع القيادى الراحل سياسيا عنه الدكتور على الحاج ..حينما كان يحمل حقيبته المليئة بالدولارات وهو يطير من عاصمة افريقية الى أخرى اروبية لاسالة لعاب النطيحة والمتردية من قادة الحركات المسلحة بغرض تفتيتها وادخالها في صدامات بينية لاضعافها ومن ثم لوى يدها الى قلم توقيع الاتفاقات الهشة باغراءات المشاركات المطرشقة في نهاية الأمر..!
ذات الأسلوب اتبعوه ..مع جماعة كاربينو ورياك مشار..واروك تون ورياك قاي وبعدهم لام أكول..استهدافا لقوة العضد الكبير د/ جون قرنق الذي استعصت عليهم زحزحته ..فعادوا اليه وكانت الغلبة لتياره الذي حصد منهم في النهاية مالم يكن حتي في حسبانه..!
ثم لم يستفيدوا من ذات الدرس القاسي..حينما تحول على الحاج مع الترابي..من ركوب الكابينة الى صندوق اللوري بعد أن فصلوه عنها..وزرعوا حمولة الشعبي من تقاوى القنابل في مسيرة جماعة الحكومة..طولا وعرضا في دارفور..
فاتجهت الحكومة والمؤتمر الى مناوي لاضعاف عبد الواحد..فوجدوا ان خليل هو الرقم الأصعب حيث سجل لهم زيارة غير ودية في رابعة النهار جاب خلالها مرابع حلمه في عاصمته التي رسمها في خياله ..! ولم يسلم أهل الشرق من الضربا ت بمدقاق الانقاذ على قندولهم الذي تشتت الى جماعات وجبهات..!
وهي سياسة تؤتي نتائج عكس المتوقع منها ..بل هي تماما مثل الذي يقطّع جرحا واحدا في ساقه كان يمكن لفه بضمادة واحدة ..ولكنّه يقوم بتوزيعه على باقي اطراف جسده ليتضافر عليه بالسهر والحمى عزفا على أوتار الألم من هنا وهناك..!
الآن قيادة المؤتمر غير الرشيدة وحكومتنا التي فارقت درب الحكمة..كفراق الطريفي لجمله..كان أمامها اتفاق اطاري ..مهما يكن ثمن التنازلات فيه فلن يكون أغلى من ثمن الحرب ..موتا وشتاتا ونزوحا واهدارا للمال في السلاح وكلفة الحرب العالية ..وكل التفاصيل التي تضمنها ذلك الاتفاق من خلق الآليات لاستيعاب مقاتلي الحركة قطاع الشمال .. و التصريح لها كحزب قائم بذاته وبشخصية اعتبارية تحمل ذات الشهادة المخرومة من جامعة هيئة تنظيم الأحزاب وخلافه ..فان نتائجها لاتساوي نقطة في بحر الانبطاحة التي سيضطر لها المؤتمر والحكومة في آخر المحطات.. خاصة وان البنادق في فرح بنت العمدة ستنطلق في أكثر من اتجاه ..بعد ان عاد الخليل الى عازة ..في دار فور .. وتفرق كثير في كردفان.. وطعم الحلو لو يبقى مر كما قال صديقانا التيجاني حاج موسى..ومحمد ميرغني..
فكلها تلك جروح مرحلّة ومقسمة من الساق الى الظهر وأسفل البطن بالاضافة الى جرح الكتف القديم والمتجدد عند زاوية النيل الازرق..!
طيب وذات الحكومة بعبقرية قسّم تزد اعضاء الوطن ألما.. تقول بان هناك قيادة جماعية للحركة قطاع الشمال معترف بها بقدرة قادر ..يعلن أعضاؤها باسماء لم نسمع بها من قبل عبر أجهزة الاعلام الرسمية انسلاخهم عن عقار وعرمان ..بل ويظهر كيان تلك القيادة الجماعية المتمثل في اللواء دانيال كودي وآخرين ليعلن نفسه القطاع الشرعي في الشمال..!
ما كان عندكم عقار وعرمان وهم الأقوي وعندهم السلاح والرجال وبمقدورهم دحرجة برميل البارود تجاه الخرطوم ذات نفسها..ورفضتم اعطاءهم شرعية العمل السياسي الذي يمهد تلقائيا لمناقشة الملفات الأمنية .بما يؤدي الى طيها وتجنيب البلاد حربا جديدة ..في ظل تردي اقتصادي وضائقة معيشية خانقة..وأزمات تبدأ بماء الشرب ولاتنتهي بحليب الأطفال..مرورا بالكسرة والملاح..ومع ذلك تصر الانقاذ ومؤتمرها على ركوب الرأس وتصديع رؤوس الناس باعلام
يقول لاعلام هلتر وسوريا تعالا لتتعلما مني كيف استطيع أن أجعل من سودان الانقاذ التعيس سويسرا الخضراء الآمنة ..التي يخبىء الأثرياء نقودهم في جحورها التي لا يغشاها الجزذان..!
فلن أقول لك يا شعب السودان .. لست انت من يستحق الهوان !.. ولكني اتساءل ..أما ..آن الأوان..!؟
والله المعين والمستعان ..
وهو من وراء القصد..
[i]