صوّب مسؤولون غربيون انتقادات لاذعة للحركة الشعبية، الحزب الحاكم بجمهورية جنوب السودان بشأن تعاطي بعض قادتها ودعمهم لما يسمى بـ «قطاع الشمال» بقيادة مالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان، ودمغ مبعوثون من دولتي أمريكا والنرويج اجتمعوا مع قيادات الصف الأول في جوبا قبل أيام «قطاع الشمال» بالمهدد الحقيقي لدولة الجنوب الجديدة.
واعتبروا أن دعم بعض قيادات الحركة للقطاع بغرض إثارة الأحداث بالسودان «جرس إنذار» في مستقبل العلاقة ما بين الخرطوم وجوبا. ونقل مصدر مطلع في جوبا القول لـ«الإنتباهة» إن الزيارة التي ينوي الرئيس سلفا كير ميارديت القيام بها للخرطوم في الأيام المقبلة تتزامن مع توجيهات غربية لقيادة الحركة بضرورة الركون لجانب نبذ قطاع الشمال و«التبرؤ» منه ـ بحسب المصدرـ وكشف عن عدم رضا الرئيس سلفا كير لتصرفات قيادات القطاع مؤخرًا وهو ما عبّر عنه صراحة لوزير مجلس الوزراء دينق ألور أمام المجتمعين.
إلى ذلك وجّه المبعوث الأمريكي القيادات لجهة رفع علم «الحركة الشعبية» بمدينة الكرمك من قبل أنصار عقار، وقال المصدر إن المبعوثين ناقشوا مع قادة الحركة الشعبية في جوبا خطورة إشعال الحرب بمناطق التماس مع السودان وما يلقيه من «ظلال» سالبة على الدولة الجديدة أدت مؤخرًا لانقطاع التموين الغذائي بصفة قاطعة عن مواطن الجنوب ودخول الدولة في مجاعة حادة، ونبه المبعوثون قيادات الحركة إلى ما أسموه باستحالة الاعتماد على دولتي كينيا ويوغندا بدلاً عن السودان في الحصول على الغذاء في الوقت الراهن نظير ما تقابله الدولتان من مشكلات كبرى وفقرـ حسبما ذكر المصدر ـ وأضاف بأن قيادات الحركة صادقت على رؤى المبعوثين وتعهد قادتها بتهدئة الأجواء القتالية وضبط عناصرها وعدم إمدادهم بالسلاح أو دعمهم سياسياً ضد الخرطوم في الفترة المقبلة.