الحصاحيصا ، تظل ملهمة الكلمات الأجمل، ففي أعماق كل واحد منا تتشكل لوحات ذكريات غالية ، سواء حين نكون داخل الوطن أو عبر مسافات الارتحال.هي ذكريات الايام الجميلة . انني في بداية كلماتي التي أتمنى ان تكون مثل رذاذ مطر الحصاحيصا الجميل في كل خريف واعد بالعطاء خفيفة ومنعشة وواعدة بالثمر ، كما يقول الشاعر المبدع محمد المكي ابراهيم في ديوانه ( بعض الرحيق انا والبرتقالة أنت) .
أود شكر كل من كتب أحرفا جميلة ..للترحيب بمشاركتي المتواضعة راجيا ان اكون دائما عند حسن ظن كل أخ او أخت توسم في الخير.
ان الحديث ذو شجون في لحظات التواصل الجميل معكم أ خواني واخواتي الأوفياء نبض الحصاحيصا العطاء والوفاء .سوف أوالي الكتابة بين الفينة والأخرى لأقول ما يمكن قوله في مساحات اللقيا والتواصل عبر احاديث للذكريات . والذكرى تعيد رسم توهج الحاضر لنستشرف المستقبل.
الايام المرتحلة مهما تنأى فاننا نفلح في استعادتها بالذكرى . هكذا تناديني الكتابة لتسطير بعض الأحرف المبتلة بندى الأرض الخصيبة والفائحة بعطور الأصالة ، أصالة اهلنا الطيبين . لقد وهبتنا الحصاحيصا فيضا لا محدودا من فيوضات الأمل والجمال والتفهم لرحابة الدنيا وحكمها . نظل باستمرار نرتحل الى ذلك الماضي الجميل لنغترف منه جرعات تروي الظمأ .
ان فصول الامس عديدة وتتضمن أصدقاء كثر عشنا في الحصاحيصا بنبض طيبتهم أغلى لحظات الحياة. وقبل الاصدقاء كان النبض الاغلى - بالطبع - هو نبض عطاء الآباء والاساتذة في كل مدرسة احتضنتنا .
أذكر بالطبع مع ( اولاد الدفعة ) المرسة الشرقية التي اشتهرت باسم ( الناظر الجليل عباس شيخ الدين) . نذكر استاذنا الجليل دائما بالخير فهو من أوائل من علمونا أحرفا مضيئة . لم تقتصر المعارف التي كنا نتلقاها منه ومن بقية عقد الاساتذة على ( الحساب والعربي والدين) ... انما كان العطاء يتسع من اساتذتنا الاجلاء جميعهم ، ليعلمونا كيف يكون المسلك في الشارع العريض . تلك الخبرات والمعارف هي من اغلى ما اكتسبناه طوال العمر خاصة انها معارف وخبرات غرست في نفوسنا خلال مرحلة مبكر ة للتعليم والتنشئة .
أذكر مساحات التدرج نحو معارف اعلى في ( الحصاحيصا - ب ) مع استاذنا الجليل الاستاذ على البشير العباس ناظلر المدرسة ، وقد كان يفرغ نفسه لتلقيننا العلوم كلها خاصة في حصة يسميها (Free) .