الطاغية القذافي .... وتراجيديا الموت الفضيحة
مدخل ضيق (زنقة) :ــ
قال شاعر الشعب/ محجوب شريف علي لسان زهرتيه مريم ومي :ــ
يوماً .. ما بتسكت تَم
وأختّ راسي ...
وأفارق دنيتي وناسي
فما تسوّد سطر بالشين
ومتعود أساك العين
وماتشمّت عدوي فيني
الأخ العقيد ، امبراطور، العرب حكيم أفريقيا ،القائد الأممي ،الأشتراكي الأخضروحامي حمي الصحراء الكبري ــ سابقاً ــ الجنرال في متاهته الكبري أو زنقته الأخيرة ، لم يتذكر مقطع او بيت اوجملة اوكلمة اومثقال حرف واحد مما مما سطره الأسلاف عرب او أفارقة من ارثهم الزاخر بالبطولة والثبات عند الملمات ، او من هذة الملحمة الملهمة ، المحرضة علي الثبات و(الركوز) التي سطرها أستاذنا/ محجوب متعة الله بالصحة والعافية وطول العمر حتي يري ويسجًل لنا أجمل الملاحم عن رحيل الطغاة ، و(زنقاتهم) القادمة وإنتصار الشعوب المقهورة والذي اصبح باين في الأفق القريب ولا يحتاج لزرقاء أو أزرق يمامة !!
بثت الفضائيات ، ذلك (الفلم) ( الفضيحة) للقائد الأممي في زنقته الأخيرة وهو يحتمي بأنبوب مياه المجاري ، كالجرذ او الجربوع وتماماً كما وصف شعبه وشرفاء بلاده .
طاغية يصف شعبه بأنهم جرذان ، وبعد أقل من عشرة شهور يتحول ذلك الوحش الكاسر الذي أراد أن يحول وطنه الي جهنم وارض بلاده لصحراء ــ كما وجدها او كما قال ، فجاءة وقبل ان يكمل الأطفال ضحكتهم من وعلي (زنقة زنقة) فاذا بـــ ( الغول) قد أصبح كالصرصور يختبئ بمواسير المجاري ونسي الطاغية وهو في زنقتة الأخيرة شرف (الجندية) ومواجهة الموت ببسالة حقاً ان الطغاة أجبن مما نتوقع !!
ظل أبناء وبنات الشعب السوداني منذ يناير الماضي يتابعون بإهتمام بالغ ثورة اخوتهم في ليبيا، لأنهم (أصحاب تار) ،لم ولن يسقط بالتقادم،رغم صمت حكوماتنا المتعاقبة بعد الأنتفاضة والتي كان من المفترض ان تقاضي الطاغية بإعتباره مختطف للطائرة التي تقل ريئس المجلس الرئاسي السوداني الشهيدان بابكر النورونائبه فاروق عثمان حمد الله ،وأنا أتابع ــ كغيري ــ (الفلم الفضيحة) ،قفذت لسطح الذاكرة تلك الصورة الزاهية البهيًة لأستشهاد البطلين والتي أصبحت من معالم وتراث البطولة الأنساني ، والتي من حق أي سوداني الأفتخار والزهو والتباهي بها ، لا اود الخوض في مقارنة بين ذاك الموت الفداي العصيّ ،وموت (الجرابيع) في المجاري ! لانه أصلاً لا وجه للشبه بين شهداءنا أبناء ملوك النيل أصحاب المجد التليد ، وطغاة البادية الحفاة مستجدي النعمة التي أنقلبت عليهم نقمة !!
ذاكرة الشعوب لا تهرم ، وما تسجله (كاميرات الفضايئات) لا يحتمل المغالطة ، مما سجلته الذاكرة التاريخية وجدت نفسي في مقارنة بين (فلم الطاغية في زنقته الأخيرة) و حدث تاريخي عمره أكثر من مائة عام هو قتل اواغتيال غردون باشا في سلم سرايا الحاكم العام ، خرج الجنرال غردون بكامل زيه العسكري وتدلي ( الصليب) من عنقه وواجه (حراب) جيش المهدي وكان حريصاً الا يطعن من الخلف ، ومات كما كأبطال الأساطير !! لا تعليق لدي .. حتي لا اتهم بــ (الدغمسة) والإنحياز للنصاري .. مما قد يدفعهم لإخراجي من الملة ،
والي اللقاء في زنقة قادمة
عثمان عبدالله