هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان فارس

عثمان فارس



  تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Empty
مُساهمةموضوع: تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف     تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Icon_minitime1الأربعاء 23 نوفمبر 2011 - 14:01



أخوتي / أخواتي في الوطن الوهيط ــ السودان الكبير ــ
عاطر التحايا والود وبعد
ماعاد الحديث ذو جدوي عن الوحدة ويفتقد للعلمية والمنهجية بعد أن (وقع الفأس في الرأس) دعونا نتحاور بعقل مفتوح وروح تتحمل الأخر بلا ضجر او تذمر ... فالنتحاور عن كيف نتألف ونتعايش مدخلنا : أن مايجمعنا أكثر ــ بما لا يقارن ــ عما يفرقنا !!
مستلهمين التراث السوداني الداعي للمحبة والألفة والتسامح وسيلتنا : روائع الفنون والأداب والموسيقي التي تذخر بها ذاكرتنا الجمعية .... وحتي يكون الحوار بناءاً أسمحوا لي ان أبدأ بهذه المساهمة وهي بمثابة محاولة فقط لتلمس بعض الجوانب التي أراها مهمة بغير إدعاء أنها حقائق مطلقة أنها مجرد أفكار قابلة للنقد اوالأضافة ...
نسعي ان يكون خلاصة أفكارنا (حاجة مفيدة) بعيداً عن المسميات الجاهزة والخاوية من المضمون الثقافي/ الأجتماعي .. فلنسمها ــ إن وافقتم ــ جماعة او مجموعة (( تـــــآلف))
فنحن:
علي هذه السفوح المطمئنة نحن قاتلنا سنيناً وأقتتلنا
نحن سجلنا التألف في إنفعالات الأجنة الأجنــــــّة
مع خالص الشكر والتقدير للرائعين/أبراهيم شمو ومصطفي سيدأحمد
ودمتم / دمتن
والي الجزء الأول من المساهمة



























أخوتي أخواتي في الوطن الكبير ــ السودان ــ
عاطر التحايا والود وبعد
ماعاد الحديث ذو جدوي عن الوحدة ويفتقد للعلمية والمنهجية بعد أن (وقع الفأس في الرأس) دعونا نتحاور بعقل مفتوح وروح تتحمل الأخر بلا ضجر او تذمر ... فالنتحاور عن كيف نتألف ونتعايش مدخلنا : أن مايجمعنا أكثر ــ بما لا يقارن ــ عما يفرقنا !!
مستلهمين التراث السوداني الداعي للمحبة والألفة والتسامح وسيلتنا : روائع الفنون والأداب والموسيقي التي تذخر بها ذاكرتنا الجمعية .... وحتي يكون الحوار بناءاً أسمحوا لي ان أبدأ بهذه المساهمة وهي بمثابة محاولة فقط لتلمس بعض الجوانب التي أراها مهمة بغير إدعاء أنها حقائق مطلقة أنها مجرد أفكار قابلة للنقد اوالأضافة ...
نسعي ان يكون خلاصة أفكارنا (حاجة مفيدة) بعيداً عن المسميات الجاهزة والخاوية من المضمون الثقافي/ الأجتماعي .. فلنسمها ــ إن وافقتم ــ جماعة او مجموعة (( تـــــآلف))
فنحن:
علي هذه السفوح المطمئنة نحن قاتلنا سنيناً وأقتتلنا
نحن سجلنا التألف في إنفعالات الأجنة الأجنــــــّة
مع خالص الشكر والتقدير للرائعين/أبراهيم شمو ومصطفي سيدأحمد
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عثمان فارس

عثمان فارس



  تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Empty
مُساهمةموضوع: في مواجهة العنصرية والأستعلاء :     تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Icon_minitime1الأربعاء 23 نوفمبر 2011 - 14:39


المآلات الثقافية لســودان ما بعد الانفصال

عثمان عبد الله
* لا يوجد نقاء عرقي ولا ثقافة خالصة في السودان قبل او بعد الأنفصال.. ماهو موجود (هجين)عرقي/أثني/ ثقافي ــ ناقص التكوين ــ لم يجد الظروف الموائمة لينصهر، لكي نقول ثقافة سودانية اما الأن فنقول:الثقافات السودانية .
*مقاومة (التهميش والأقصاء الثقافي بداءه ثوار 1924 م وسارت علي نهجه طلائع الجبهة المعادية للإستعمارالذين سلمواالمشعل لجيل أكتوبر1964 م ،وذلك من خلال المدارس الفكرية ــ الأشتراكية الأفريقية ــ والروابط والجماعات الثقافية ــ الغابة والصحراء .
*التعامل برد الفعل تجاه الخطاب الثقافي الأقصائي ،اتجاه ثقافي سالب وإحباطي يؤجج النعرات العنصرية ويؤدي لمزيد من التمزق والتشرزم بين أبناء الوطن الواحد .
*مانحتاجه ليس الرفض العدمي لهذا الواقع الثقافي المشوه، وانما :نفض الغبار عن المشروع الثقافي السوداني الوحدوي وذلك من خلال تجميع ونشر إسهامات رواد التنوير الثقافي ، في فترة ثراء الساحة الثقافية السودانية بعد أكتوبر وحتي منتصف السبعينات، والمتمثل في حوارات وإبداعات الروابط والجماعات الثقافية : الغابة والصحراء ،أبادماك ، سنار الأدبية ، كردفان الثقافية ، الجزيرة للأداب والفنون … وأيضاً وكثيراً من اغاني الحقيبة وروائع الأغاني السودانية مابعد الحقيبة وحتي (زلزال) سبتمبر1983 م !!
*واهم منّ يظن ُ أن حقيقة التعدّد الثقافي والأثني والدّيني والعرقي قد إنتفت بإنفصال جنوب الســــــودان .
مدخل (1):
فكّر معي أخي ملوال
وقبل أن تنكرني أسمع قصة الجنوب والشمال
حكاية العداء أو الإخاء من قدم
العربي حامل السوط المشل للجمال
شكّال كل قارح
ملاعب السيوف والحراب
حلّ علي بادية السودان
كالخريف.. بالسنة والكتاب خرب (سوبا) وأقام في أنقاضها (سنار)
والأخري سوارها تيراب
يحمل في رحاله طموحه ولوحه
وتمرتين في جُراب
وشجر الأنساب
لاقيته في تقلي ، في الترعة الخضراء
في كاكا وتيجان الأقار والعلياب
تفتحت حقيقة سمراء
في أحشاء كل أم ولد منهن
من بنات جدّك الأكبر
مما بذرته نطف الأعراب
فكان منها الفور والفونج
وكل سحنة فاحمة
وشفة غليظة
وشعر مفلفل ذر علي اهاب
.............................
.................................
كذّاب الذي يقول في السودان أنني الصريح
أنني النقي العرق
إنني المحض .... أجل كذّاب
الراحل العظيم/صلاح أحمد ابراهيم


مدخل (2):
مادفعني للكتابة في هذه الجبهة وفي هذا الوقت بالذات ونحن نعيش تداعيات الأنفصال وإنعكاساته الثقافية والوجدانية والنفسية السالبة،وتداعيات الحرب في دارفور، وفي جنوبي كردفان والنيل الأزرق.
مادفعني تلك الحالة (الأرتدادية) التي برزت وسط قطاع هام من الشباب ( المستنيرين) ومن القوي الديمقراطية ــ الذين كانوا يملاهم الحماس الدافق بالوحدة وبناء السودان علي أسس جديدة ،عشية التوقيع علي أتفاقية نيفاشا واستقبالهم الأسطوري للراحل الدكتور /جون قرنق . والذين هم من المفترض أن يكونوا حملة لواء التغيير المنشود، والذين كانوا من المفترض ــ أيضاً ــ ان يكونوا قد تجاوزوا ( ترسبات) الماضي البغيض والتي أشار إليها الشهيد/عبد الخالق محجوب في خطابه (الثقافي) الشهير في مؤتمر المائدة المستديرة عقب ثورة أكتوبر 1964 م .
بروز النظرة العنصرية والقبلية والجهوية هي بلاشكل ردة ثقافية وإجتماعية أيضاً ، و بروزها بهذا الشكل الصارخ هو (الحصاد المرّ) للأنظمة الشمولية والأستبدادية بشكل عام ، وبروزها في هذا الوقت وتحديداً وسط القطاعات المشار اليها ، هو مؤشر (لبداية انهزام) المشروع الوحدوي السوداني ، وبالتالي انتصار لـ (صفوة) المركزعلي (أهل الهامش) مع ملاحظة أن الهامش لا يعني ــ بعد الأنفصال ــ دارفور وجنوبي النيل الأزرق وكردفان والشرق بل امتد ليشمل حتي أطراف جبرة وأمبدة والصحافات .
الخطاب الثقافي الأقصائي للحركة الأسلامية عامة وفصيلها الأنقاذي ساهم في تعميق وتجذير النظرة العنصرية ، وذلك من خلال (وعيها الزائف) بانها (خير أمة أخرجت للناس) مما دفعها لأحتقار الأخر دون الشعور او الأحساس بوخز الضمير، اوكأنها تمارس واجباً دينياً !! وبالمقابل دفع الطرف الأخر للتمرد ،علي هذا الوضع الشائه والمقلوب بإعتبار أن (جدادة الخلا طردت جدادة البيت) هذا الرفض أتخذ أشكالاً متدرجة تتناسب طردياً مع (عنف) المركزاو سلطة المركز لدرجة حمل السلاح في دارفوروجنوبي كردفان والنيل الأزرق وقبل ذلك بنصف قرن ، في الجنوب !!
رغم عن ذلك علينا الا نتعامل بردود الأفعال تجاه هذه القضية الممعنة في القدم ، لان اي نظرة مسطحة للموضوع ، تصب لصالح مشروع الهيمنة ، لان (التسطيح ) أحد الوسائل الهامة لانجاح مشروع (الهيمنة) الذي أنجز منه أكثر من 40% ، وأصبحت (صوملة) ماتبقي من الوطن غاب قوسين أو أدني مع أنني لازلت متفائلاً ــ حتي الأن ــ بان تمزق الوطن او (صوملته) ليس أمراً سهلاً ولن تسير الأمور وفق ما(خطط) له من العنصريين الجدد ، وذلك بسب ماترسب في عقولنا الجمعية من التراث السوداني الوحدوي الممتد لأكثر من مائة عام والمتمتل في المدارس الفكرية والثقافية الداعية والناشدة لوحدة الوطن وأنسانه والمناهضة لدعاة الأستعلاء العرقي والديني !!
ملاحظة هامة وجديرة بالتأمل وهي ان دعاة الوحدة السودانية أو حملة الخطاب الثقافي الوحدوي، علي مر العصور والحقب التاريخية يمثلون القوي الديمقراطية ــ سواء كانوا من المركز (جغرافياً) او من أهل (الهامش) ومصنفون من الطرف الأخر بانهم (يسار) ، مقابل ذلك نجد ان دعاة الأستعلاء العرقي والديني هم من أهل اليمين ، لأسباب نفسية وتاريخية ناتي لذكرها لاحقاً ، ولذات الأسباب التاريخية التي جعلت السلطة في يد قوي اليمين أصبح الخطاب الثقافي الوحدوي مقترن (بمعارضة) الأنظمة اليمينية ــ شمولية او شبه ليبرالية ــ وبالتالي اصبح الخطاب الثقافي الداعي والناشد للتعددية الثقافية مقهور، ولم يجد حظه من الأنتشار والتغلغل في وجدان عامة الشعب السوداني.
الجذور التاريخية :ــ
نحن البلاد الشاكية جرحها للصديد
جاتنا القوافل بالضجيج
ورتنا كيف صلبوا المسيح
ورتنا كيف كتلوا الحُسين
بكّتنا أكتر منها
وساقتنا في الأخر عبيــــــــد
الشاعر/ عاطف خيري
من المسلمات التي نرددها في خطابنا الثقافي : السودان بلد متعدد الأعراق والأعراف والأثنيات والثقافات ... هذه نصف الحقيقة ، والنصف الأخر ــ المحذوف بفعل فاعل لغرض التغريب والتسطيح الثقافي ــ هو: ((وتهيمن عليه ثقافة أحادية إقصائية مزهوة بذاتها لدرجة النرجسية ، محتقرة لغيرها لدرجة إلغاء الأخر !!
كيف ومتي ولماذا تم ذلك ؟؟!!
هيمنة الثقافة العربية الأسلامية ذات جذور تاريخية ممعنة في القدم ولها أسبابها الحضارية والعقائدية بالنسبة للقادمين الجدد (العرب)، والنفسية والأجتماعية بالنسبة للوطنيين (النوبيين) والقبائل النيلية ،ففي إعتقادي أنها بداءت منذ (الخدعة) التاريخية الأولي في السودان القديم بتوقيع إتفاقية البغط (البغيضة) والتي استطاع (العرب) من خلالها السيطرة والهيمنة علي ممالك السودان القديم بعد ان فشلوا في ذلك بواسطة (الفتوحات ) وانهزامهم امام (رماة الحدق ) . أما الخدعة التاريخية الثانية والتي أكملت لهم (التمكين)،هي انتباهتهم الباكرة لــ (طقوس) التمليك وأنتقال السلطة فتمت (مصاهرات) وتزاوج مع بنات السلاطين والملوك فتم انتقال السلطة بشكل سلس..... ومن يومها هيمنت سلطة وثقافة الأب واضمحلت ثقافة الأم ..وبعد ذلك سارت الأمور كما هي ( كاللوح المحفوظ) ــ وبالفعل (محمية) باللوح المحفوظ !! وأي محاولة للخروج من عباءة (الأب) تُضطهد إجتماعياً، بإعتبار انها (خروج عن إجماع الأمة) ومعصية لأولياء الأمر. او تقمع سلطوياً وفقاً لقانون الصراع الأزلي بين المثقف والسلطة، بإعتبار ان الصراع قضباه ( الوطنيين) ــ الناشدين لأثبات ذاتهم والتعبير عن هويتهم واحلامهم وتطلعاتهم ــ والقطب الأخر (القادمين الجدد) والذين هم القابضون علي السلطة منذ تلك العصور وحتي كتابة هذه السطور !!!
علاقات الرق وترسباتها السالبة :
تجارة الرق التي كانت سائدة قبل دخول العرب السودان وأزدهرت بعد ذلك ــ حيث كانت اتفاقية البغط أهم بنودها ــ وأستمرت طوال عهود السلطنة الزرقاء ، التركية ، المهدية وحتي بدايات الحكم الثنائي ، ساهمت علاقات الرق بشكل مباشر في توسيع الهوة بين أبناء الوطن الواحد ، واصبح التهميش الثقافي مقترن بالأضطهاد العرقي ،خاصة أن (السادة)هم من الذين هيمنوا(ثقافياً) واستأثروا بالسلطة والمال ، هذا أدي الي عدم تجانس ـــ إجتماعي وثقافي ــ وخلق هذه (الجفوة) بين أبناء الوطن الواحد ليس علي مستوي القطر شمالاً وجنوباً ، غرباً ووسطاً وانما علي مستوي القرية الصغيرة او الأسرة نفسها .
شيوخ العبدلاب ورجالات الطرق الصوفية في دولة الفونج تزوجوا وتسروا اعداد هائلة من بنات ونساء القبائل النيلية ، وأنتجوا (هجين) الوسط
هذا الهجين لم يسلم أيضاً من (عقدة) النقاء المزعوم ومحاولات الألتصاق ــ رغم أنف الحقائق ــ بخير أمة أخرجت للناس وتحديداً العباس !!
للأسف ..وبسبب هذا الوعي الزائف وما ترسب من ثقافة الأب ، نجد انه حتي الأن وسط (هجين الوسط)، ان المجتمع مقسّماً ومنقسماً بين اولاد عرب وأولاد سراري . مع أننا/أنهم كلنا أولاد سراري !! وكلنا لأدم وأدم من تراب ـــ وبالمناسبة أدم اسود او اسمر ،حسب الروايات ، لأن أسمه مشتق من الأديم وهو الطين والله أعلم ، فطوبي للسود فأنتم الأصل وإن كره دعاة التأصيل !!
كذّب أدعباء العروبة وصدق صلاح حين قال : ــ
كذّاب الذي يقول في السودان أنني الصريح
أنني النقي العرق
انني المحض .... أجل كذّاب
مجرد ســؤال :ـــ
لوحدث هذا التزاوج ــ القديم ــ بين الشيك والألمان أو الجرمان والهنود هل سيعاني ناتج سلالاتهم من هذا الواقع الشائه بعد أكثر من اربع قرون ، أم ان الأمر رهين بالفكر والثقافة العربية الأسلامية ؟؟؟؟ أم أن الأستعلاء أصبح أيدلوجيا وخاصة في دولة ( التوجه الحضاري ) !!؟؟
حكومات ما بعد الأستقلال ودورها في تكريس الأستعلاء العرقي والتهميش الثقافي :ــ
الحكومة الوطنية الأولي بعد الأستقلال ، تبنت خطابا ثقافياً عروبياً متوازناً ومتسامحاً مع أهل السودان من غير العرب،مع الأشارة ضمناً بانهم ( أهل القبلة) وواجبهم (رعاية حقوق الأقليات) ـــ يعني أولياء أمور برضو!! هذا من جهة تعاملهم (الجماهيري) أما علي المستوي الدبلماسي ، فقد كان الخطاب الثقافي ممعن في عروبيته وبشكل متهافت ، حيث ان ( الحُب ) كان من طرف واحد ، لدرجة أن (حسم) عضوية السودان لجامعة الدول العربية تم بالتصويت في الوقت الذي كانت فيه (أمنا ) أفريقيا تفتح قلبها وذراعيها للفارس الأسمرالمتحرر من المستعمر البريطاني أكبر بلدان القارة مساحة !!
اللهاث وراء (العرب) رغم عدم إعترافهم بالسودان كدولة عربية (كاملة الدسم) أثار دهشة رؤساء وحكماء أفريقيا ، حيث قال الريئس نكروما : (( أنيي لأعجب من شعب السودان، يترك الريادة في أفريقيا ويرضي سير الظلعاء في ركب العرب !!!))
حكومة مابعد أكتوبر خطت خطوات متقدمة في مواجهة الأستعلاء وابراز وجه السودان بتعدده الديني والأثني والثقافي ،ساعدها في ذلك أزدهار الحركات والمدارس الثقافية والفكرية والتي كانت مشبعة بروح ورياح أكتوبر ودعاش انتصاراتها الجماهيرية الباهرة ، وكذلك تمدد وأنتشار الثقافة التقدمية الديموقراطية ، والأشتراكية الأفريقية ، وسط قطاعات واسعة من المجتمع السوداني في ستينات القرن الماضي .
فظهرت مدرسة الغابة والصحراء كمدرسة فكرية/ثقافية تؤمن بامكانية انصهار الثقافات السودانية ، الأفريقية (الغابة) والعربية (الصحراء) في ثقافة واحدة ويمكن ان تكون لها الريادة علي المستوي العربي والأفريقي بإعتبار أن السودان يعتبر جسراً للتواصل العربي الأفريقي ، ومن انتاجها الثقافي والأدبي ماظل محفوراً في الذاكرة الجمعية للشعب السوداني من أناشيد وقصائد وطنية/وحدوية ، وفنون ومسرحيات تدعو وترسخ لقيم التسامح والمساواة والعدالة الأجتماعية ونبذ العنصرية والأستعلاء العرقي والديني ، ومن هذا الأنتاج الزاخر ما استفتحنا به هذة المساهمة ،تلك القصيدة الشاحذة للهمم المفعمة بروح الأخاء والمستندة علي الحقائق التاريخية والحضارية للشعب السوداني بلا تهويل او مغالاة ــ قصيدة أخي ملوال للراحل الرائع/صلاح أحمد أبراهيم طيب الله ثراه .
لاأكون مبالغاً ان قلت ان ماتبقي من تماسك (مداميك) البنيان الأجتماعي السوداني هو من أثر الأرث الثقافي لجيل مرحلة مابعد أكتوبر ــ رغم قصر عمرها الزمني .. حيث لم يمهلها (العسكر) قليلاً لتتغلغل في وجدان عامة الشعب حتي تصبح (ملامح في ذريتهم) او كما قال الأستاذ/ محجوب شريف .
من غير(بكاءعلي الأطلال) او رفض بعضنا البعض (لدرجة أشهار السلاح) !! يجب علينا ان نحدد ماذا نريد ؟!! من أجل أعادة ترميم البنيان الثقافي/الأجتماعي السوداني !!
لا نبداء من الصفرــ فنحن لسنا أمة (منبتة) أوشعوب بلاتاريخ او حضارة ــ وانما ننطلق من الأرث الثقافي الأيجابي الذي وضع لبناته رواد الثقافة السودانية / الوحدوية (التقدمية) الداعية لنبذ التفرقة والعنصرية والأستعلاء العرقي والثقافي .
مانحتاجه ليس الرفض العدمي لهذا الواقع الثقافي المشوه، وانما :نفض الغبار عن المشروع الثقافي السوداني الوحدوي وذلك من خلال تجميع ونشر إسهامات رواد التنوير الثقافي ، في فترة ثراء الساحة الثقافية السودانية بعد أكتوبر وحتي منتصف السبعينات، والمتمثل في حوارات وإبداعات الروابط والجماعات الثقافية : الغابة والصحراء ،أبادماك ، سنار الأدبية ، كردفان الثقافية ، الجزيرة للأداب والفنون … وأيضاً وكثيراً من اغاني الحقيبة وروائع الأغاني السودانية مابعد الحقيبة وحتي (زلزال) سبتمبر1983 م !!
ما نحتاجه أيضاً تنقية ( وغربلة) ثقافتنا الحديثة من (الشوائب) العالقة بها أو(علقوها) بها بغرض أفراغها من مضامينها الأيجابية ، لأكمال مشروع (تسطيح) الأجيال القادمة ، ولقطع حبله السري عن جذوره التاريخية والثقافية
وعلي سبيل المثال لا الحصر تلك الأناشيد و(الجلالات) التي انتشرت في تسعينات القرن الماضي ، والتي (سرقت) الموسيقي واللحن من أغنيات الحقيبة والرواد، ووضعت مكان الكلمات (تعابير)عكسية تماماً تصب في (مخزن) خطاب ثقافة الأستعلاء وتأجيج نيران الحرب !!
تابع الجزء الثاني










[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عثمان فارس

عثمان فارس



  تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Empty
مُساهمةموضوع: في مواجهة العنصرية والأستعلاء (2 )     تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف Icon_minitime1الأربعاء 23 نوفمبر 2011 - 14:59

الجزء الثاني من المساهمة :ــ

قوانين سبتمبر1983 م :تقنين للأستعلاء الديني/العرقي
ظل الأستعلاء الديني/العرقي مجرد خطاب ثقافي ــ مسكوت عنه اويطفح من حين وأخر علي المستوي الرسمي او الشعبي ــ ولكنه انتقل من خطاب ثقافي يمكن محاورته ونقده الي قوانين (دستورية) سارية المفعول ــ والي يومنا هذا ــ بعد اعلان قوانين سبتمبر 1983 م او ما يسمي بــ (قوانين الشريعة الأسلامية) والتي اعلنها الطاغية جعفر نميري بعد أن (جرب كل الممكنات) للبقاء في السلطة التي فقدت السند الجماهيري فلجاء لسلاح (الشريعة الأسلامية) لأرهاب وأسكات صوت المعارضة ، وذلك باشهار(كرت الردة) في وجه كل من يقف ضد سلطة الفرد المطلق .
هذه القوانين كرست الأستعلاء العرقي/الديني وفرقت بين أبناء الوطن الواحد ــ علي المستوي الدستوري ــ و ساهمت في تهتك النسيج الأجتماعي السوداني ــ والذي أصلاً ما كان متماسكاً ــ وبالتالي القت بمشروع الوحدة الوطنية في (خازوق) لم يستطع حتي الأن الخروج منه، فأشعلت نيران الحرب الأهلية في جنوب الوطن والتي كانت قد شهدت (خموداً) وهدنة طويلة ــ نسبياًــ منذ توقيع اتفاقية أديس أببا في مارس 1972 م بين حكومة السودان وحركة أنانيا الجنوبية، وساهمت في (تدويل) قضية الجنوب بإستقطاب الدعم الأجنبي باعتبار ان القضية قد تحولت من قضية حرب أهلية ، الي صراع عربي/أسلامي ضد زنجي/مسيحي ، وأيضاً كرست وقننت التفرقة بين المرأة والرجل ، وأصبح الخطاب الثقافي الأفريقي/ الزنجي في مواجهة الخطاب العروبي/ الأسلامي ،أكثر تنظيماً ، ومدعوماً بالسلاح من خلال طرح برنامج (السودان الجديد) بواسطة الحركة الشعبية لتحرير السودان وفصيلها المسلح !
ماكانت (قوانين سبتمبر) مجرد قوانين(سلطوية) يمكن الغاءها بقوانين بديلة في انتفاضة أو ثورة ، فرغم ذهاب نظام مايو لم تستطع الأنظمة التي جاءت بعد الأنتفاضة الغاء تلك القوانين ،رغم أن مناهضة تلك القوانين كانت من صلب الشعارات التي اشعلت إنتفاضة مارس/أبريل 1985 م .!!
القوي الديموقراطية والمستنيرين الأسلاميين ــ الجمهوريين ــ ما كانت وقفتهم الصلبة ضد قوانين سبتمبر والتي فتحت لهم ابواب السجون ، ودفعت بالأستاذ/ محمود محمد طه للشهادة وفي بسالة أذهلت العالم و(ودعاة الأسلام السياسي)
ما كانت تلك الوقفة ضد قوانين سبتمبر إلا لانهم ادركوا وفي وقت باكر ان هذة القوانين هي عبارة عن (مسمار جحا) ،وانها (حسكنيت) لاصق لافكاك منه في (جلابية) الشعب السوداني ، ليس علي المستوي الحقوقي الدستوري ــ والذي نحن لسنا بصدده ــ وانما علي المستوي الثقافي الأجتماعي !!
الأنقاذ :لا للدغمسة بعد ان ذهب الذين.... لا أحبهم
الخطاب الثقافي لسلطة الأنقاذ هو ذاته سليل الخطاب الأقصائي العروبي ، مع أختلاف (كمي) من حيث السفور و(الدبلماسية) ، حسب ماتفرضه عليها ظروف وجودها وتمكّنها ،او مستوي (الضغوط) ــ العالمية والمحلية ــ التي تتعرض لها ، وفي خلال تلك الفترة من تاريخ تمكُنها مرت باربعة مراحل : ــ
*مرحلة الأنقاذ الأولي تميز خطابها الثقافي بالركون للخطاب الأسلامي السلفي الداعي والمحرض علي الحرب والرافض للأخر بشكل قاطع ــ إلا علي أساس تمامة الجرتق ــ للتمويه ولذر الرماد في العيون ، وتماهي هذا الخطاب الثقافي الرافض للأخر ليس علي مستوي أبناء الشعب السوداني وانما رفضاً للعالم بأسرة ،بما فيهم (اخوانهم في العروبة والأسلام) وذلك من خلال خطابات ( خطيب الثورة) يونس محمود ــ بالمناسبة الزول دا وين ؟؟ ـــ فظهرت أوصاف تحقيرية لرجال أعزاء بين قومهم ، من شاكلة (الفهد المرّوض) وخلافه ، وأناشيد وجلالات تهدد بالموت والعذاب لأمم بأسرها ( امريكا ... روسيا قد دنا عذابها ، وتمت في هذة الفترة أكبر عملية (سطو) علي التراث السوداني وذلك (بتزوير) الأغاني والأناشيد الوطنية عن طريق الأحتفاظ باللحن والموسيقي وتبديل الكلمات بأخري تصب في صومعة (التأصيل الحضاري) . حتي المفاهيم والمفردات اللغوية تمت (شغلبتها) فكلمة (تأصيل) معناها الرجوع للأصل ، ويكون بذلك معني تأصيل حضاري : الرجوع للأصول الحضارية للسودان القديم ــ تاهنسو بالنوبي أو أرض السود بالعربي الفصيح (علوة ــ دنقلا ــ نبتا) وبديهياً ليس وعلي الأطلاق العودة للإسلام الأصولي !!!
*المرحلة الثانية بعد خروج جماعة الترابي والتي كانت هي (كوادر) التأصيل المزعوم، خفّت ــ نسبياً ــ حدة الخطاب الأقصائي ليس قناعة من السلطة بخطله ، ولكن لضعف (كوادرالمثقفاتية الأسلاميين) وفلاسفة (التبريرية التعسفية) داخل السلطة !!
*المرحلة الثالثة بعد إعلان مشاكوس 2002 م وتوقيع اتفاقية السلام (نيفاشا) 2005 م وحتي تخوم الأنفصال، شهدت (هدنة) ــ تكتيكية ــ أقتضتها ،ضرورة اللعبة السياسية ، لاقناع (الشريك) وشركاء الأيقاد ،كسباً للوقت والدعم معاً !!
مع الأحتفاظ (بخط الهجوم) الأستراتيجي المتمثل في (منبر السلام) وإنتباهته الغافلة !!
*المرحلة الأخيرة ــ وان شاء الله تكون الأخيرة ــ بداءت بأعلان قيام دولة الجنوب ومستمرة لحين أعلان أخر !!
بما أن فاقد الشئ لا يعطيه ، فقد لاحظنا فقر وجدب الحياة الثقافية والأبداعية في عهد الأنقاذ فطيلة فترة حكمها لم تنتج نشيداً وطنياً واحداً ، تغلغل في وجدان الشعب ولامس العصب الحي في حياته اليومية ، ففي فترة (الهدنة) وأنحسار خطاب (الجلالات) لم يجدوا الا (سمكرة) نشيد أمة الأمجاد وقال الظرفاء منا : ان المقصود ليس الأمجاد (السودانية) التليدة وانما الأمجاد (العربية) ومش العربية العكاظية لأ ... العربات الصغيرة التي انتشرت في شوارع الخرطوم !!
الأسلاميين أساساً لاعلاقة لهم بالأبداع ولهم (رأي فقهي) في مختلف ضروبه ، تاريخياً الأخوان المسلمين في السودان رغم أدعاءهم الباطل بأنهم قادة ثورة أكتوبر إلا أنهم فشلوا في أستقطاب فنان أو موسيقي أو شاعر من الذين غنوا ومجّدوا أكتوبر ،وحتي لا يقفوا متفرجين امام ابداعات وملاحم وردي وود الأمين وأبوعركي ، فقط نالوا شرف المحاولة مع الفنان المبدع الأستاذ/ عبد الكريم الكابلي ،فحاولوا (تبني) أغنية المولد للراحل/محمد المهدي المجذوب فوجدوا أن البون واسع بين صاحب الكلمات و(التنظيم القايم بروس) أو التنظيم المتطفل علي تراث الأخرين !!
بعد ألأنفصال تجلي بؤس وركاكة الخطاب الثقافي الأنقاذي في أبشع تجلياته وذلك من خلال (الحصاد المر) لمنبر السلام العادل وصحيفة الأنتباهة اليومية او المحمية .
وكلنا إستمعنا، مع بالغ الحزن والأسف ، لخطاب (رأس الدولة) في القضارف عشية أنفصال جنوب الوطن : حيث قال او فيما معناه :
بعد دا لا في تعدد ثقافي ولا دغمسة او جغمسة !!!
هكذا ... وبكل بساطة وأبتزال وكأن أنفصال الجنوب زلزال كوني أو عبارة عن (مغنطيس) ثقافي /أثني/عرقي رتّب كل (جزيئات) المجتمع السوداني ،في قطبين شمالي ــ موجب ــ وجنوبي سالب !!
نعم نحن ــ عامة الشعب ــ قد خسرنا جولة بإنفصال جزء عزيز من الوطن لكننا لم نخسر المعركة ولم ولن نضل الطريق الموصل لشواطئ الوطن الحُلم ... الوطن الخًيّر الـــ بالفيه نتساوي !!!
وطالما أنه وحتي الأن :ــ
بطرس بابو فاتح بين المسلمين
وبينهم خُد وهات
وتسمع قهقهات
والأطباق تسُر
وبين الأمهات شفع روضة فوضي
جّملت الطريق
واهم من يظن ان ــ بعد أنفصال الجنوب ــ تم (غسيل) الذاكرة الجمعية من الألحان العذبة والموسيقي الجميلة والكلمات الجزلي والمفعمة بمعاني الجمال والحرية والوحدة والأخاء والعدالة الأنسانية !! لا ... لا ... لا أحد يستطيع وضع (الذكريات) في سلة المهملات التاريخية !!
كما أنه من العسير جداً ـــ وليس لحس الكوع كما تنبروا ركاكةً ــ ان يتبدل ذلك الموال المحفور في ذاكرتنا الجمعية الي :ــ
عشة نهرينا ..ميري صري لينا
كل مسطرينة أحسن تبقي سونكي
ويمضي موالهم التعيس :ــ
بور وبورسودان بارا والجنينة
عبري والا واو
حاجة مش كويسة كلكم سوا
في مواجهة كل هذا البؤس المعرفي والثقافي المنتج لهذة ( الركاكة) وهو بلا شك المولود الشرعي والحصاد العلقمي للخطاب الثقافي الأقصائي .. في مواجهة كل ذلك علينا ومن حقنا وواجبنا أيضاً أن نحلم بي عالم يتسالم .. الخبز الحريات ... العدل بلا تمييز !! ليس حُلماً (طوباوياً) ، لأننا نمتلك الإرادة الجمعية ، ونملك أيضاً الأدوات والمعينات ، الثقافية والحضارية والتراثية ، ويمكننا ان نغني ــ حتي ولو قطعوا الكهرباء او قطعوا حبالنا الصوتية :
تحيا الحياة
تحيا الحياة
فوق الأرض لا تحت
الطغاة
و .... يا أيها المحجوب فينا أملاء رئتيك بهواء الوطن المعافي وتقدم (الكورال) وغني :
يا متعدد وواحد أبداً تحيا العُشرة البين أديانك
وسلم حقيقي إزيدك عدداً ويبقي عنان السما عنوانك
الحصاحيصا 21 /أكتوبر 2011










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تــــــــــــــــــــــــــــآلـــف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: