الحصاحيصا باسرها وعن بكرة ابيها احتفلت من جوة القلب بتكريم ووداع مربية عظيمة وانسانة ينطبق عليها قول شاعرنا احمد العمرابي :
لو فى النساء رسل كنت النبيه
انها رسولة لانها حملت رسالة الانبياء لثلاثة عقود .. يعرفها اهل العزم والمعروف انها معلمة لم يشهد لها تاريخها الناصع والمشرف ان وقفت امام مسئول او حرقت بخور لموجه او كسرت ثلج لمدير عندما تم نقلها قبل ربع قرن من الزمان الي مدرسة في المزاد كانت عبارة عن فصل واحد راكوبة من القش وليست كرنك وبدون مكتب ومنافع .. لم تتجرس ولم تكب الزوغة ولم تفعل كما كان يفعل الآخرون ، اعتبرت نقلها تحدي يجب ان تكون علي قدره صبرت وناضلت ودافعت لم تخف من مسئول ولم تجبن من ( متمكن ) متسلط ولم تخف من النقل لان اي نقل لها من ما كانت تسمي مدرسة هو ضرب من الترقي حتي ولو كان ذلك الي اصقاع ابي قوتة التي ينفي اليها المغضوب عليهم .. عملت بدون ان تسلط عليها الاضواء حتي اصبحت مدرستها من ثمانية فصول مبنية من الطوب الاحمر القاني من دم مجاهداتها وصبرها ومسقوفة من العقد بمعاناتها.. انها ملحمة لا ينتصر فيها الا الاقوياء لتسمي المدرسة باسم احد رائدات التعليم بالحصاحيصا من الرعيل الاول الاستاذة الراحلة السرة عبيد .. بعد ان اتمت سنوات خدمتها التي سخرتها في مجال عملها معلمة ناجحة بكل المقاييس ومديرة يشار الي انجازاتها بالفخر تمر سنوات العمر سراعا لتتقاعد بعد بلوغ زون المعاش وكان ستكون لعنة تتوارثها اجيال الحصاحيصا لو لم يتم تكريم هذه البطلة الاسطورية التي خاضت ملحمة حفظ لها اهل الامتداد والعديد من اهل الحصاحيصا هذا المجهود الضخم وآلوا علي انفسهم تكريمها علي مستوي يمكن يكون مناسبا تقديرا لما قامت به وقد فعلوا بجهدهم الشعبي مستقطعين من دخولهم الضعيفة وقوت عيالهم وهم يشعرون بان مساهمتهم ليست بقدر ما يفترض ولكن تكفي المكرمة تلك المشاعر الجياشة وهي تشهد انها مقدرة ومكرمة وهي علي قيد الحياة.. تقاطرت جموع المواطنين دون حشد او تفويج أو حافلات غرف النقل ولم تكلف الخزينة مليما ولم تتم استقطاعات من رواتب او تبليغ الجميع جاءوا وفي دواخلهم تختلج مشاعر الحزن بالفرح وهم يقيمون مهرجان كبير لشخصية كبرت في عيون وقلوب اهل الحصاحيصا وهي الاستاذة والمربية القديرة :
خديجة ابنعوف
سليلة بيت العلم والعلماء ورفيقة درب الراحل الاستاذ المربي والقائد التربوي والموجه
الاستاذ / عبدالله علي عابدون كالعادة دائما تغيب السلطة عن تكريم من ليس منهم وتغيب عن الاحداث التي يفرح لها اهل الحصاحيصا يغيبون ليتواروا عن الجماهير خجلا لان وجودهم (فشل ذريع) علي هذه المدينة والمحلية .. لم يقدموا لها ابسط ما تستحق ويستحق اهلها ومن يستحق ان يكرم ويرد اليه الجميل تحفيذا وتشجيعا لغيرهم إنهم يظنون ان الجماهير ستلاحقهم باللعنات او ان القائمين علي التكريم سيتسولونهم من مال الشعب الذي يذهب لمن لا يستحق لاناس نكرات لم يقدموا للحصاحيصا مثقالة ذرة من ما قدمته الاستاذة المناضلة خديجة ابنعوف والتي تستحق ان يقام لها تمثال في مدخل المدينة وتقدم لها تحية الصباح في الطابور المدرسي في جميع مدارس المحلية . هذا المهرجان الضخم لم يحضره سعادة المعتمد ولم يحضره ايضا من ينوب عنه ليثبت لجميع اهل المحلية ان هذا المعتمد وطاقمه غير جديرين بهذه المحلية وكان عليهم ان يكونوا من ضمن المستقبلين ويمستضيفين المهرجان علي مستوي ولائي وهذه المعلمة الجليلة غنية بحب الجماهير التي شاركتها ولن تجدوها واقفة عند ابوابكم تترفق وتتسول لانها كريمة . أمثال خديجة ابنعوف من سلالة الانبياء والرسل لايقفون عند ابواب السلاطين ولم يعتادوا علي الهم والتحزين .. كانت فرصة طيبة للمعتمد وطاقمه ليتعرفوا علي جندي مجهول لم يظهر الا بعد القي سلاحه منتصرا ولم يستسلم .
التحية للاستاذة خديجة ابنعوف
التحية لاهل الامتداد
التحية لاهل المزاد
التحية لاهل حي فور
التحية لاهل حي الصناعات
التحية لاهل حي الطائف
التحية لاهل حي ري قرشي وجميعهم مساهمين في تكريم المحتفي بها
التحية للجنة المنظمة التي جعلت كل ذلك الالق والبهاء حدثا فريدا يكتب بمداد من ذهب في سفر الحصاحيصا وياها دي الحصاحيصا