الشيخ احمد محي الدين رجل في قامة نخلة علم وادب وتقوي وورع وزهد في الدنيا شاءت الاقدار ان تعرفنا به لفترة وجيزة فقد جاءنا من بورتسودان بديلا لامامنا الذي كان طريح الفراش نتيجة حادث. الشيخ احمد شاب عجيب تنجذب اليه فور سماعك له بعلمه الغذير واسلوبه الرائع تتدفق الكلمات منه كالدرر ويطوف بك ما بين الفقه والسيرة النبوية العطرة حتي صرنا نحضر باكرا الي المسجد متشوقين لسماع خطبته الجميلة اما في الجمعة الماضية ونحن بانتظار صعوده المنبر فاذا بامام اخر يصعد المنبر ويخطب فينا واذا ما وصل الي الخطبة الثانية فاذا به يصيبنا بها كالصاعقة الشيخ احمد قد رحل عن دنيانا فجرالجمعة نفسها التي كنا ننتظره فيها 6/1/2012 نعم لقد رحل الشيخ احمد ذلك الشيخ الشاب الذي ملأ ساحتنا علما وكنا نتوق ان ننهل من علمه اكثر لم يروي ظمأنا بعد ولكن ما عسانا نقول سوي انا لله وانا اليه راجعون . نعم لابد لنا ان نصدق اننا ما الا عابري سبيل . لقد رحل الشيخ وهو يحاضر في الناس بالمسجد بعد صلاة العشاء بامتداد ناصر ولم يستطع الاطباء انقاذه من النزيف الدماغي وسلم الروح لبارئها فجر الجمعة وكان اخر ماقاله للحضور خذ من حياتك قبل موتك نعم هذا اخر ماقاله فلا حول ولا قوة الا بالله ؟ اللهم ارحمه برحمتك الواسعة واجعل الجنة مثواه يارب يارب .