جلست وحدي في سكون
أناجي الليل الحزين
اتأمل النجم.. البعيد
يحاكيني... يغازلني
يعاتبني.. يعلمني
الجنون.. يساءلني
من نكون.. ومن تكون ؟؟؟
احب الليل كثيرا والهدوء وسعادتي تتمثل عندما انظر الي السماء وتلك النجوم والكواكب والغموض الذي يحتويها كثيرا ما اشعر ان هناك لغة بيني وبينهما ونتجاذب الحديث بيننا
.أنا ... والنجم... والمساء
شكي النجم
حزنه لي قائلا ان له نورا جميلا رائعا يبرق ويتلالا في السماء كقطع الماس رغم حجمه الصغير الا ان الناس لاتعتم له ولوجوده ولاتعيره انتباه ويبدو ان القمر فرض وجوده في السماء وحطف الاضواء منه بحجمه وسطوعه فاصبح الكل مشغولا به وبجماله وصار هو منكسر حزين يتضاءل امامه واخبرني بانه احيانا يصاب بالجنون من ذلك ويسعي الي لفت الانظار اليه وذلك عندما يبرق سريعا في السماء مثل الصاروخ يتبعه ذنب قال لي ان تلك اللحظة هي اسعد لحظات حياته لان انظار الكل تتبعه وتتجه اليه فيكون في قمة نشوته وانتصاره علي القمر.
المساء يشكي
قائلا انه ايضا حزين ومكتئب يتعذب دوما بتجاهل الناس له رغم هدوءه الذي يلهم الكثيرين الجمال والابداع وجمال ظلمته التي تفرض وجودها علي الكون ومابه وحزنه هذا لانه من النادر جدا ان يجد شخصا يتأمل فيه او يحس بوجوده وعظمته تلك واخبرني قائلا حتي اولئك الذين يفارق النوم جفونهم في تلك اللحظات يكونون منشغلين باشياء اخري تلهيهم عن الانتباه له ولاتهتم لوجوده بل بالعكس يستترون خلفه في كل فعل مشين واخبرني ان قمة غضبته تكون في تلك اللحظات لكنه عاجز لايستطيع ان يفعل لهم شيئا ،اما اسعد لحظاته تكون عندما يجد احدا يناجي ربه في صمت ليله فيشعر بهيبته وعظمته ووجوده في تلك اللحظة ،او يجد احدهم يتأمل روعته وهدوءه فيكافأءه علي ذلك
ويلهمه الابداع.
تعجبت مما سمعته وقلت
لهما اتعلمان انكما اسعد حظا وحالا مني فتملكتهما الدهشة وقالا كيف ذلك؟
قلت رغم ان كل ماحولي يتحرك وحولي اُناس كثير من مختلف الاشكال والالوان ولكن الكل منشغل بنفسه الكل يصارع لبقاءه ومصلحته الكل يحب نفسه قبل الاخرين فاصبحت الحياة غابة البقاء فيها للاقوي واصبح المال سيدا لكثيرين واصبح الحب تجارة وبيع قلت قليل هم الذين يصارعون كل هذا ويبحثون عن الجمال من حولهم فيلجئون اليكم فقالا بدهشة كيف؟
قلت اتعلمان انكما مصدر الهام لكثير من الناس فابدعو شعراً وغزلاً في وصفكما ، وكم تسامر المحبين والعاشقين معكما وتناجيا قد لاتشعران بذلك ولكنكما تسيطران حباً وغزلاً في حياتنا قد ننشغل عنكما ولكن وجودكما هو حياتنا ساعتها رايت النجم في جنونه يتبعه ذنب والمساء ضاحكا ملء الفضاء يغازله
وكم شعرت بسعادتهما بماقلت.