مقالات ....
شد انتباهى هذا المقال فى صحيفة الراى العام حيث انها المرة الاولى على حسب علمى ان يكون لجهاز شئون العاملين بالخارج وجود خارج مثلث الريال والدرهم والدينار !!!
هل تم الفراغ تماما من مغتربى الخليج وصاروا كما هو معاش يحتاجون للدعم ؟ هل ابتكر مشرعوا الجهاز اراض جديدة للنفاذ الى الجيوب ؟؟؟؟
الأرقام الصادرة من المجلس الاوروبي تقول ان العدد الكلي للسودانيين في أوروبا يتجاوز السبعة واربعين ألفاً، منهم ببريطانية 27,000 وبإيرلندا 40،000 وألمانيا 5،200 وهولندا 6،500 وبلجيكا 1،200 وفرنسا 1،900 واسبانيا 500 وايطاليا 700 هذا اضافة للدول الاخرى التي لم يشملها الاحصاء كالنمسا والدنمارك والسويد وغيرها.
وهذا الرقم يعتبر رقماً مقدراً بكل المقاييس، وأغلب هؤلاء دفعت بهم نحو المهاجر ظروف متعددة، ولكن أبرزها وضوحاً سياسات الانقاذ في سنواتها الاولى في التعامل مع الخصوم والمعارضين الحقيقيين والافتراضيين ووصلت في تعسفها حتى أن يبلغ أذاها من هم غير معنيين بالسياسة. هذه المظلة الواسعة فتحت باب الاحتيال للبعض ليضعوا انفسهم تحتها بادعاءات تستثمر في ما هو متاح من حقائق، لتروّج لكثير من الاكاذيب، التي تيسر الموافقة على طلبات اللجوء السياسي.. وهؤلاء أيضاً قد تكون الظروف الاقتصادية وصعوبات الصعود والترقي هي التي دفعت بهم على غير رغبة في هذا المسار.- المهم ان هذه المجموعات بعضها ظَلّ على قطيعة مع الحكومة ومع كل ما هو متحرك في فضاء سلطتها لا ترى في الحكومة إلاّ نصف كوبها الفارغ، ولا تنظر لأفعالها إلاّ ببادية المساوئ.. وفي تلك الحالة العدائية المغلقة على تجارب مستهل وأواسط التسعينات التبس لدى البعض ما هو مضر بالحكومة وما هو مُؤذٍ للوطن..!
ورغم المتغيِّرات التي طرأت على خطاب الحكومة وعلى أفعالها - بإرادتها أو باضطرارها - ورغم ما تبع ذلك من تجاوب عملي لدى أحزاب المعاضة بوضعهم السلاح والاشتراك في نظام الحكم من مقاعد المعارضة، الاّ انّ الشريحة المذكورة ظلت على مواقفها الابتدائية مُتمترسةً خلف لغتها القديمة لا تجلس على طاولات التفاوض ولا ترد تحية إلاّ بأسوأ منها.. وتحتفي بأخطاء الحكومة وتجاوزاتها، لأنّ ذلك بمثابة تأكيد على صوابة مواقفها.. وظلت الحكومة ترمقها بنظرات العداء وتدرجها قوائم التكفير الوطني.
هنالك مجموعات سودانية أخرى بالمهاجر الأوروبية غير مَعنية كثيراً بما هو سياسي، ولكنها تواجه مع كل المهاجرين عملاً منظماً من دول الإقامة يسعى لتجريدهم من هويتهم الثقافية لا لأسباب عدوانية، ولكن بافتراض انها تقوم بمهمة مقدسة، الهدف منها تنظيف قاموسهم الحياتي من قيم المجتمعات المتخلفة التي جاءوا منها وإدراجهم في نسق اجتماعي جديد.. بعض هؤلاء رفعوا راية الاستسلام تحت ضغط الواقع وملاحقة القائمين على مهمة الإدراج، وبعض آخر لا يزال يقاوم.
المجموعات السودانية التي هاجرت الى أوروبا والمختلفة في توجهاتها ومنطلقاتها لم تكن في السابق تجد الاهتمام من قِبل الجهات المعنية بأمر سودانيي الخارج.
ما كان يُؤخذ على جهاز المغتربين أو جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج أنه ظل منذ إنشائه يتم التعامل معه كنافذة للجباية، ومصدر سهل للعيش من عرق المغتربين.. فالمغترب كان دائماً مُختزلاً في ايصال مالي تنتهي صلاحيته باكتمال الدفع..!
لذا كثيراً ما لحقت بالجهاز اللعنات وطاردته الانتقادات، كما ظَلّ الاتهام الجاهر أن الجهاز يحصر اهتمامه على مغتربي المهاجر العربية والخليج تحديداً، والسعودية على وجه الخصوص دون اعتبار لسودانيي المهاجر الأوروبية..!
كذلك القيمة المهمة لاحتفال ساحة «دولاموني» ببروكسل، بغير أنه الأول من نوعه في أوروبا، إلاّ أنّه أسْهم بوضوح في نقل صورة أخرى لسودان الحروب والمجاعات، نقل صورة سودان غني بالثروات النغمية والايقاعية.. سودان قادر على صناعة الفرح رغم كل الأزمات.. ما حدث يجب أن يلفت نظر وزارة السياحة بأن كثيراً مما هو متاح وجاذب لا يستغل.. قد تكون هى المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي يعلن فيها اسم السودان في طرقات وساحات أوروبا دون أن يكون ذلك الاعلان ذا صلة بمأساة أو ذريعة للتسول.
تَمّ خلال فعاليات المهرجان التوقيع على ميثاق لتكوين كيان تنسيقي بين الجاليات السودانية في دول الاتحاد الأوروبي، وهذه الخطوة تُعتبر خطوة جيدة إذا سلمت من الاستغلال السياسي ومن العداء السياسي كذلك.. وهذا لا يتحقق الى اذا كانت قاعدة الانطلاق هي المشتركات الوطنية التي تجمع ولا تُفرّق.. والأنغام السودانية التي تسمح للجميع بالتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يرونها..
تخريمة : ننتظر من الاخ خالد محمد عثمان الكثير حول هذا الموضوع ...