فوق فوق فسادنا فوق!!
كل الدلائل تشير الي أن حديث الرئيس بالاستعداد للحرب له ما قبله في وطن اقعدته الحروب ومزقت اوصاله حتي صار شمالا بلا جنوب ولم يعد مليون ميل مربع كما ورثناه . قادة الانقاذ عودونا دائما علي إسماعنا خطاباتهم الانفعالية عندما تحشد لهم الجماهير التواقة للتغيير والتي سرعان ما يخيب ظنها والخطاب جسده وروحه لم يبارح مربع الانقاذ الاول .
حالة التوحد والعزلة الداخلية والخارجية لم تمنع الانقاذ وقادتها من أن يحلموا بالعودة الي مربعهم الاول بعد كل هذه الاعوام التي انتهت بفشل ذريع لمشروعهم الحضاري الذي تحول الي مشروع فساد كبير تمكن من النظام علي إطلاقه ولم يستثني احداً. الفساد ما عاد تلك الروايات التي يحكيها الناس او الاسماء التي تتداولها المجالس أو الارقام التي تستعرضها المنابر ، إنه الاعراض الاخيرة لمتلازمة فقدان القدرة علي البقاء بعد تمكن سرطان الفساد من كل شيئ ، لن تجديه مفوضية أو آلية سوي ، رصاصة الرحمة.
خطاب رئيس الجمهورية رسالة موجهة بعناية فائقة لاعوان النظام الذين فجعوا في فشل مشروعهم الحضاري وتزلزلت قناعاتهم بفساد النخبة في الحزب و الحكومة ولم يجدوا ملتحفاً غير (دق الجرس) عبر المذكرات .ما حوته مذكرة الالف أخ التي جلّها مجاهدي الدفاع الشعبي اتسعت دائرتهم رغم التهديدات تأكد للحكومة أنه لا يمكن صرفهم عن مطلوباتهم الا ب (الشديد القوي) كالاستنفار للجهاد كما هو الآن.
داخل الحزب الشريك ارتفعت نبرة عالية بفض الشراكة والانسحاب من الحكومة بعد أن (إقتنعوا ) ، أنهم مجرد ديكور في مركب غارقة . فض الشراكة هزيمة كبري تعجل بسقوط الحكومة التي ابلغت الميرغني بخطورة تلك الخطوة علي الحزب و عضويته ولعل الميرغني قد استوعب رسالة التهديد بأن ( دخول الحمام ليس كالخروج منه) محذرا عضوية الحزب مؤحرا من أي حديث عن فض الشراكة يعتبر من (إختصاصاته) الشخصية.
لم تمض سبعة أعوام علي حرب الجنوب (الذي انفصل) وما تزال مآسي الحرب وآثارها قائمة . الحرب في دارفور لم تتوقف والقوات الدولية في كل مكان وموارد البلاد لم تعد تلبي الضروريات و الازمة الاقتصادية تنذر بالاسوأ والمجتمع الدولي باسره (يعادينا ) . ماذا جنينا من حروبنا السابقة واللاحقة حتي ندخل في حرب جديدة ؟.
لن ينتصر شعب في حرب فرضت عليه وحتي إذا انتصر وصلي العصر في بني قريظة فسيظل السؤال ( So What ) ثم ماذا بعد هذا؟ إنفصال آخر؟. الحرب التي سيخوضها الشعب السوداني ليس ضد أبنائه وانما ضد الفساد اس كل البلاء الذي نعيشه والحكومة تدرك ذلك ولن تستطع تجهيز الوية ردعه لأنها لن تعلن الحرب علي نفسها ولهذا إرتأت ان تصرفنا الي حرب لن تجد من يخوضها.