هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة اعجبتني..(منقول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السمحة قالو مرحلة





قصة اعجبتني..(منقول) Empty
مُساهمةموضوع: قصة اعجبتني..(منقول)   قصة اعجبتني..(منقول) Icon_minitime1الأحد 12 يوليو 2009 - 7:00

يوميات المواطنة العادية رندة.. طلب وظيفة

بعد إجراءات لا يمكن أن توصف بالسهلة حصلت رندة على شهادة تخرجها من إحدى الكليات . كانت فرحتها لا توصف بتلك الورقة التي لخصت تعبها وسهرها لسنين..
والتي ستكون مفتاحاً للحياة القادمة التي ستحتضنها وتحملها لتضعها على الطريق الذي ستشعر فيه باستقلالها وستكون فيه مسؤولة عن نفسها وستساعد عائلتها التي دعمتها خلال سنوات الدراسة.
حملت رندة شهادتها بفخر وانطلقت تبحث عن عمل.. قال لها أبوها وأمها إن الوظيفة الحكومية هي الطريق المأمون وإن كان الراتب أقل ولكنها مضمونة مدى الحياة.
تقدمت رندة إلى جميع الوظائف التي سمعت بها، انتظرت النتائج على الجمر، ولكن اسمها لم يظهر في أي نتيجة.. والسبب معروف طبعاً فهي لا تملك الحبة السحرية المسماة فيتامين واو (التي من الممكن أن ينطوي تحت لوائها مسائل كثيرة الكل يعرفها) والتي يمكن أن تنقلها من أسفل السلم إلى رأسه.. لذلك تراجعت رندة قليلاً عن أحلامها وقررت أن لا تساعد أهلها، ويكفيها أن تجد عملاً تصرف منه على نفسها.
وأخذت تبحث في الجرائد عن عمل.. فتحت رندة جريدة الإعلانات ووجدت فيها العديد من الطلبات التي تتناسب مع اختصاصها، تناولت الهاتف واتصلت بالأرقام المكتوبة في الإعلان.. بعض أصحاب الإعلانات اعتذر منها.. والبعض لم يرد.. ومنهم من حدد معها موعداً للمقابلة.
فرحت رندة بالمقابلات وتجدد الأمل لديها بالحصول على عمل تستطيع فيه أن تساعد أهلها.. جمعت المواعيد كلها في يوم واحد لتنتهي من حالة القلق التي تنتابها من الانتظار.. لبست ملابسها العادية الحيادية بنطالاً وقميصاً عادياً. رتبت شعرها بأناقة وخرجت إلى موعدها الأول.
قابلتها صاحبة الإعلان وكانت السيدة ترتدي حجاباً ملوناً وطقماً ملوناً ولم يكن لباسها يدل على أي تعصب أو تطرف.. ارتاحت رندة لها وجلست قبالتها تطلعها على إمكاناتها. اطلعت السيدة على إمكانات رندة، أظهرت إعجاباً بقدراتها، ولكنها لوت شفتيها وهي تعيد إليها شهادتها معتذرة عن تشغيلها. فوجئت رندة بكلامها ولكن السيدة لم تتركها تحتار طويلاً ولم تخفِ عنها سبب الرفض... وهو أنها غير محجبة.
بعد أن أفاقت رندة من دهشتها، حاولت أن تناقش السيدة، ولكن الإصرار كان له مبرراته بالنسبة إليها، فهي تتعامل في عملها مع شريحة كبيرة من الناس يرتدون الحجاب وبتشغيلها أي امرأة غير محجبة ستفقد ثقتهم بها، لذلك لن تجد رندة عندها عملاً لها..
حملت رندة شهادتها وخرجت مغتاظة ومهزومة، فلم تشفع لها شهادتها العليا في قبول وظيفة أدنى لأن الحجاب كما يبدو أقوى من الشهادة.
مشت رندة تبحث عن المكان الذي ستجري فيه المقابلة الثانية، وتناست خيبتها الأولى بالأمل الجديد. دخلت المكان وقابلت السكرتيرة التي كانت ترتدي بنطالاً وبلوزة بلا أكمام.. ارتاحت رندة لها وأحست أنها ستجد مكاناً لها في هذا ا لعمل، وخاصة بعد أن دخلت موظفة أخرى ترتدي اللباس نفسه. وأتت ثالثة كانت ملابسها أكثر حرية من الاثنتين.. فرحت رندة برؤية الكثير من الصبايا في عمرها داخل المكان، ولو كن بعيدات عنها في لباسهن بمقدار ربع الكم. ولكن الجو مريح لها وليس غريباً عنها.. ابتسمت وذهبت متفائلة لملء الطلب الذي أعطتها إياه السكرتيرة.. كان الطلب يحوي مكاناً للاسم والميلاد ثم الديانة والشهادات والخبرات.. استغربت رندة وجود سؤال عن الديانة في هذه الأيام، ولكنها أكملت الطلب ودخلت لمقابلة المدير ريمون الذي نظر إلى الورقة ولم يسأل رندة أي سؤال ولم ينظر إليها بإمعان. بل اكتفى بإنهاء المقابلة موقعاً على الطلب للحفظ. وعندما سألت رندة السكرتيرة عن النتيجة. قالت السكرتيرة: إن كلمة للحفظ تعني أنه إذا لم يجد غيرك فمن الممكن أن يطلبك وما عليك سوى الانتظار.
فهمت رندة الموضوع وخرجت خائبة مرة أخرى وقفت في الطريق تسأل نفسها: ماذا تفعل لتحصل على عمل؟ هل تكون منافقة ووصولية وانتهازية؟ هل تفعل أشياء ليست على قناعة بها؟ هل تجبر على تغيير دينها وعقيدتها؟ هل تكون مرائية ولعوباً؟
إن ما يحصل الآن في المجتمع فاجأها لأنه يدل على أن مرضاً خطيراً قد أصابه، وهو مرض نقص المدنية والتخلف الحضاري وتفشي الطائفية القاتلة، والتراجع إلى عصور ما قبل التاريخ، إلى زمن القبائل والعشائر ومبدأ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
وللأسف وجدت رندة أنه بعد مرور قرون على المدنية وعلى ظهور الأديان التي تدعو إلى حب الإنسان لأخيه الإنسان والى التعامل مع الآخرين على أنهم أحرار وشركاء في الإنسانية بغض النظر عن نسبهم أو لونهم أو عرقهم أو انتمائهم السياسي، للأسف وجدت ونجد أن الكثيرين منا قد نسفوا كلام الكتب المقدسة، وكلام حركات التحرر، وكلام المفكرين والفلاسفة، وألغوا كل التقدم العلمي الذي وصلنا إليه وعادوا إلى الحياة البدائية. لذلك لن نستغرب منهم ونحن نعيش في عصر الفضاء أن يقفوا أمام المراكب الفضائية ليستبعدوا غير المحجبات من الدخول. أو ليدخلوا من يحمل صليباً، أو يطلبوا من المتقدمين أن يملؤوا استمارة يسألون فيها عن ديانتهم!
فبربكم أليس هذا هو التخلف بعينه؟
لذلك لا يسعنا سوى أن نطلب من رندة الصبر والسلوان على ما فقده المجتمع من قيم مدنية، ونرجو لها أن تجد من يمشي معها في الطريق ذاته، في القريب العاجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة اعجبتني..(منقول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حــــكـــم أعجبتنـــــــي
» اغنية اعجبتني
» اغنية اعجبتني
» تمـــــــــــــــاسكوا !! {منقول}
» هل تسمحون لى ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الثقافى-
انتقل الى: