هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد سركيس

أحمد سركيس



الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة Empty
مُساهمةموضوع: الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة   الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة Icon_minitime1السبت 24 مارس 2012 - 9:33

حسبت أن هذا الموضوع مفيـد ... فأردت أن تعم الفائدة. فقمت بترجمته من الإنجليزية إلى العربية ... إن كان كذلك فالحمد لله .. وإن لم يكن فلنا أجر الاجتهاد.


التعامـل مع الانتكاسات والإخفاقات:‏
لا تســير الحـياة دائما على نحـو من تلك السلاسـة والسـهولة التي نريدها أو ‏نصبو إليها، ففي كثير من الأحيان تتجه بنا الحياة إلى حيث لا نشتهي ولا نروم، حيث ‏تعترض طريق المرء العوائق والعقبات وتصطدم حياته بالنكسات والأزمات، وتلم به ‏الأتراح والأحزان أو نوائب الدهر، أن كثرت أو قلت. فربما يمنى المرء بخسارة في ‏منفعة ما أو فقدان شيء عزيز أو ضياع فرصـة للنجاح أو قد يمنى بالفشل في مشروع ‏أو امتحان ما، أو قد يواجه بالرفض لمشروع أو عمل يتقدم به أو أي من تلك الملمات ‏والانتكاسات والأزمات، مما يجعل المرء يشعر بخيبة الأمل والإحباط والحزن والقلق. وقد ‏يترتب على ذلك أن تنتاب المرء الشكوك بشأن ما يمتلكه من قدرات، وأن يعيد النظـر في ‏اعتقاده في نفسه وثقته بها. ولكن بالرغم من أن تلك ليس هي بالأحاسيس والتجارب ‏والاختبارات التي نجلب للنفس القبطة والسرور ولا تبعث فيها البهجة والفرح، إلا أنها ‏تلعب دورا في غايـة الأهمية بمساعدتنا في ترتيب أولياتنا وتحديد أهدافنا ورسـم ما يلزم ‏من خطط لحقيقها. ‏
• الانتكاسات هي جزء من الحياة. ‏
• كيف يمكن للوالدين تقديم العون والمساعدة لابنهم المراهق أو ابنتهم المراهقة.‏
• التشجيع على التفاؤل. ‏
• ما يمكن القيام به لإعداد وتهيئة المراهق لمواجهة الصعاب والمشاكل. ‏
• مساعدة الابن المراهق لإدارة النكسات والعقبات. ‏
في كثير من الأحيان يكون وقع النكسات قاسيا على المراهق، وقد يصعب عليه احتمالها. ‏وتعتبر فترة المراهقـة لكثير من المراهقين هي المرة الأولى التي يكون فيها الواحد منهم ‏مسئول عن صنع قراره واتخاذه. فإذا لم تسير الأمور وفقا لما يرغبون أو يتوقعون أو ‏يتطلعون له، فقد لا يفلحون أو ربما يعجزون عن إدارة العقبات التي أدت إلى ذلك، ولا ‏يستطيعون تجاوزها والتقلب التقلب عليها. ‏
ومما يجعل فترة المراهقـة أكثر قسـاوة على المراهق هو الانتقال من مرحلة يتمتعون ‏فيها بالسعادة والرفاهية والمرح في معظم أوقاتهم إلى مرحلة يشعرون فيها بعض الشيء ‏بعدم السـعادة والاضطراب النفسي والفكري وتشتت الذهن والأفكار. وخلال فترة ‏المراهقـة يتعرض بعض الأطفال للمشاكل الصحية العقلية الخطرة كالاكتئاب والحصر ‏النفسي والقلق وغيرها من المشاكل النفسية والعقلية الأخرى. ‏

وجميع الآباء والأمهات يرمون الأفضل لأبنائهم، ويذلون النفيس والرخيص لإسعادهم ‏وأعدادهم لمواجهة الحياة بأتراحها وأفراحها. وبالرغم من غير الممكن أن يحـول الوالدين ‏ودون تعرض أبنائهم لأي تجـارب سيئة، ولكن هنالك الكثير الذي يمكن أن يعمل لتقديم ‏المساعدة للأبناء في تعلمهم على كيفية التعامل مع ما يواجهونه من نكسات وأزمات ‏ومشكلات. ونتناول أدناه بعض الأفكار والمفاهيم التي يمكن الاستفادة منها في مساعدة ‏ومعاونة المراهق للتعامل على نحو إيجابي مع سعود الحياة ونحوسها. ‏
الشعور بالرضا مقابل النجاح:‏
هنالك فخ يقع في حباله معظم الآباء، ألا وهـو سعيهم الدؤوب لبث الإحساس والشعور ‏بالرضا في نفوس أبنائهم، فيركزون على الإنجازات والأعمال الإيجابية دون الالتفات أو ‏الانتباه إلى إخفاقاتهم. ‏
ويأمل الآباء أن يؤدي ذلك إلى رفع مستوى اعتزاز المراهق بنفسـه وتقديره لها، وأن ‏يساعده في التصدي لما يواجهه من تحديات، لكن مما يؤسف له قد لا يفضي ذلك إلى ‏النتيجة المرجوة، بل يبرز خطـر يتمثل في أن الطفل وتحت ظل تلك الظروف وذلك ‏الوضع لن يدرك الطفل أن النكسات والأزمات هي جزء طبيعي من الحياة. فبدلا عن ذلك ‏ربما يتوصل المراهق إلى اعتقاد جازم في أن ما بحق به من انتكاسة أو أزمـة ‏هـو بسبب تصرفه ونتيجة لما قام به من عمل، وأن ليس له أي حلول أو تصرفات ‏حيال تلك الانتكاسـة أو إزاء تلك الأزمـة أو المشكلة. ‏

أما الخيار الآخـر وهو مساعدة الآباء للأبناء على تحقيق النجـاح. فالنجاح يعني معالجة ‏الإخفاقات وتحقيق الأهداف. فالآباء الذين يساعدون أبناءهم في تحقيق النجاح يعلمونهم ‏امتلاك ناصية ما يستجد من مهارات، ويعلمونهم كيفيه حل المشاكل وأن يكونوا واقعيين في ‏تطلعاتهم وآمالهم. ومن فوائد هذه الطريقة أن الطفل الذي يحقق نجاحا يشعر بالرضا عن ‏نفسـه. ‏
التفاؤل مقابل التشاؤم:‏
من الأساسيات اللازمة لأن يؤدي المرء أداء فعالا وظيفته ودوره في المجتمع أن يمتلك ‏القدرات اللازمة والضرورية لتجاوز وتخطي الإخفاقات وحالات الفشل بدلا عن الاستلام ‏والاستكانة إليها ومراوحتها. ويمكن للوالدين مساعدة أبنائهم الذين هم في مرحلة المراهقة ‏بتعليمهم كيفية التغلب على الإخفاقات وحالات الفشل والتصدي لها بأن يحددوا أهدافا جديدة ‏لهم. ‏
وفي العموم ينظر المرء إلى العالم وإلى ما يمر به من تجارب بأحد منظارين لا ثالث لهما، ‏أولهما منظار التفاؤل والثاني منظار التشاؤم. والكثير من الناس ينتهج كلا النمطين في في ‏مختلف الأوقات خلال حياته، ولكل لكل فرد نمط أساسي من هاتين النمطين. ‏
المتفائلون ينظـرون إلى ما يلم بهم من انتكاسات وإخفاقات على أنها أمور مؤقتة وعابرة، ‏ولا يتعقـدون في أن يكون لهم بالضرورة يد في ما ألم بهم من انتكاسات أو إخفاقات ‏أو ما اعترض سبيلهم من عوائق وعقبات. فعلى سبيل المثال إذا لم يبلي متفائل بلاء حسن ‏في اختبار للرياضيات مثلا، قد يعزو ذلك إلى عسر الاختبار ولا يلقي اللائمة على نفسه ‏على الإطلاق لتقصيره في تلك المادة وعدم اجتهاده فيها بالقدر الكافي على الأقل. فعلى ‏سبيل المثال قد يطلب المتفائل المزيد من المساعدة للتحضير للاختبار القادم، أو يتخذ قرارا ‏ببذل مزيد من الاجتهاد مستقبل. ‏
وقد وجد أن المتفائلين من المراهقين يتصفون ما يلي:‏
• أقل عدوانيـــة. ‏
• أقل احتمالا للتعرض لمشاكل مثل الاكتئاب. ‏
• أقل احتمالا لتعاطي الكحوليات والمخدرات. ‏
أما من الناحية الأخـرى نجـد المتشائم ينزع إلى النظـر إلى الانتكاسات والإخفاقات ‏والتجارب السـلبية على أنها: ‏
• دائمة،أي أنها متكررة الحدوث. ‏
• غير مسيطر عليها – أي لا يمكنه فعل شيء حيالها. ‏
• تقصير منه – أي أنه لم يكن أداؤه جيدا في مجال ما لأنه ليس لديه القدرات اللازمة ‏لذلك المجال. ‏
وهذا يعني أن المتشائم، وفي الغالب الأعم، يقتنع فقط بالتجـارب السـلبية ويقبـل بها ‏دون إبداء أي محاولة منه لتغييرها أو تخطيها وتجاوزها، كما أنه في الغالـب الأعم يرد ‏ما يحققه من نجاح إلى الحظ ومحض الصدفة بدلا عن رده إلى ما يتمتع به من مهارات ‏وسلوكيات. ‏
تعليم التفكير المتفائل:‏
من الممكن تعليم الطفل كيف يفكر بتفاؤل. وهذا يعني أن نعلم من يكون في طور المراهقة ‏من أبنائنا وبناتنا على حد سواء النظـر بواقعيه إلى أنفسهم وإلى ما يتعرضون إليه من ‏انتكاسات وإخفاقات. وبهذا يمكن مساعدة المراهق على كبح حماح أي سلوك ينطوي على ‏مخاطر، وكما أن ذلك يساعده على التعامل مع المواقف العصيبة التي قد تحدث له. ‏
وفيما يلي بعض مما يمكن عمله لتعليم الطرق التفاؤلية للتفكير. ‏
القدوة الحسـنة:‏
أشــرح لأبنائك وبناتك وبين لهم طرق وسبل التفكير على نحو تفاؤلي. ـقبل التحديات ‏وحاول مواجهتها والتصدي إليها لاستخدام أساليب شتى. وعندما لا تسير الأمور على ما ‏يرام أو حدوث خطأ يجب عليك أن تبين والصوت العالي المسموع أن ذلك لهو أمر طارئ ‏ومؤقت. ثم أرسم خطة لتغيير أسـلوب التعامل بشكل أفضل مع تلك التحديات في المرة ‏القادمة. أبذل جهدا معقولا تحقيق ما تريده. أشرح وبين لأبنائك أن أي انتكاسات أو إخفاق ‏لا يعني نهاية العالم. ‏
تعليل وتفسير الحادثات السـلبية:‏
إن ما تتبعه من أسلوب ومنهج لتعليل وتفسـير ما يواجهك من حادثات في حياتك لأبنائك ‏وبناتك يؤثر في طريقة وأسلوب تعليلهم وتفسيرهم لما يواجهونه فيما بعد من حادثات في ‏مسيرة حياتهم. ‏
الإحساس بالأمان:‏
في الغالب الأعم يكون الطفل مسـتعدا لاكتسـاب مهارات التفكير التفاؤلي إذا ما الحب ‏والمساعدة والعـون ممن يحيطون به. وكما أنه من المفيـد للطفل أن يكون لدى والده ‏توقعات وتطلعات واضحة وجليـة، وأن يطلعه على تلك التطلعات والتوقعات وأن يشرحها ‏ويبينها له بوضوح وجلاء تامين. فالطبع مثل هذا السلوك يعطي الطفل الشعور بالأمان ‏وروح الانتماء، ومن ثم تزداد بل وتقوى ثقته في نفسه مما يولد لديه الرغبـة في ارتياد ‏واكتشاف أشــياء جديدة وإنجـاز أعمال أخـــرى. ‏
التركيز على نقاط القـوة:‏
الطفل ذو صورة الذات الإيجابية (المفهوم والفكر الإيجابي عن النفس) من المرجح أن ‏يكون تفكيره تفكيرا تفاؤليا. ولذلك يجب تعزيز صورة الذات الإيجابية في نفس الطفل عن ‏طريق مساعدته في تحديد ما لديه من نقاط قــوة. فيجب أن نبين له ما لديه من نقاط قوة ‏وأن نشجعه على اتخاذ قاعدة انطلاق. وينبغي أن نساعد المراهق على التركيز على ما لديه ‏من نقاط قوة بدلا عن انصراف الذهن والتركيز في أشياء لا يجيدها أو الانصراف إلى ما ‏اعترض طريقه وأعاقه نحـو النجاح. ‏
التشجيع على الثقة بالنفس:‏
ينبغي لكل أب أو ولي أمر أن نشـجع الابن على الإحساس والشعور بالمسؤولية عما حققه ‏وأحرزه من نجاح. وبمعنى آخـر ينبغي أن نجعـل الابن يشعر بأن ما حققه وأحرزه من ‏نجاح كان نتيجة لما بذلـه من جهـود ولما يتمتع به من نقاط قوى وما لديه من مهارات ‏وقدرات، وكذلك ينبغي أن نشـجع الابن على الافتخـار والاعتزاز بإنجازاته ونجاحاته. ‏ويجب مسـاعدته على تحديد أهدافه وعلى التفكير في ابتداع السبل التي تمكنه طرقها ‏وسلكها لتسحين أدائه ورفع مستوى مهاراته وصولا لتلك الأهداف.‏
الاستعداد للانتكاسات والعقبات: ‏
قليلة للغايـة تلك الأعمال التي ينجزها المرء على النحو الكامل المبتغى، وعلى وجه ‏الخصوص تلك الأعمال التي يطرق المرء بابها لأول مرة. ولكن بمرور الزمن وفعل ‏الممارسـة المقرونة بالرغبـة والإصرار والتي يحدوها الطموح يمكن أن يتحسن مستوى ‏مهارة المرء رويدا رويدا في أدائه لأي عمل من الأعمال إلى أن يبلغ ذلك المستوى من ‏المهارة والاقتدرا الذي يؤدي فيه ذات العمل وينجزه دون عناء جهد تفكير كبيرين. فعندما ‏يبدأ المرء في تعلم قيـادة الســيارة يصيبه الارتباك والخوف والرهبـة ويكون شديد ‏التركيز على ما يقوم به من عمل إذ أن قيادة السيارة أمر يبدو محفوف بالمخاطر، ولكن ‏بمرور الزمن ومع اكتساب الخبرة بالممارسـة يصبح الأمر سهلا للغايـة، فقد يصعد ‏المرء لسيارته ويدير محركتها ويدفع بها لتنقله حيث يشاء دون أن يدرك كيف أنه وصل ‏إلى وجهته. ومما لا شـك فيه ولا ريب أن كل إخفاق يعتبر جزء من النجاح أو خطوة ‏نحـوه إذا ما توفرت العزيمة وقوة الإرادة، إذا ما توفر فوق ذلك الطموح. ولذلك عندما ‏يكون المرء مدركا باحتمال مواجهة عقبات وصعوبات قد تعترض طريقه نحـو تحقيق ‏هدفه فذلك يجعله أكثر اقتدارا لأعداد العـدة لمواجهتها والتغلب عليها وتخطيها. وبمعني ‏آخر لن يجـد الارتباك والاسـتلام طريقه إلى ذلك المرء. ‏


ولكن مما يوسـف له أن الإنسان في مرحلة المراهقـة لا يكترث كثيرا ولا يأبه ‏بالإخفاقات التي يصيبها أثناء تأديته لأي من الأعمال، ففي كثير من الأحيان يكون للمراهق ‏آمال وتوقعات غير واقعيـة. ولذلك يمكن أن التحدث مع الابن المراهق ومناقشته حـول ‏تلك العقبات والصعوبات التي تحتاج للمواجهة بتحديات ومواقف جديدة، كما ينبغي تقديم ‏العون والمساعدة له حتى يتمكن من وضع الأمور في نصابها الصحيح. فمثلا قد يطلب ‏ابنك الانتقال من مدرسـته الحاليـة إلى مدرسـة أخرى بسبب ما يلاقيه من مشاكل مع ‏أقرانه، فقد يكون ذلك مفيدا لتجنب تلك المشاكل والمشاكسات مع زملائه، ولكنه قد يحتاج ‏لفترة طويلة من الزمن لإنشاء علاقات صداقة جديدة في تلك المدرسـة وكذلك للتأقلم ‏والتكيف مع البيئة الجديدة في تلك المدرسـة كذلك. ويجب على الأب أو المربي أن يدرك ‏تمام الإدراك أن مجرد التحدث مع الابن المراهق ومناقشته في أي من العقبات والمشاكل ‏والصعوبات التي تواجهه والإخفاقات التي يصيبها قد لا يثير انتباه ذلك الابن المراهق. ‏ولكي تأتي تلك الإرشادات والتوجيهات أكلها فيجب أن تكون هنالك علاقـة إيجابيـة ‏تربطك بابنك المراهق قائمة على أساس متين وقوي من الثقـة والاحترام والتقدير، ففي ‏عياب تلك العلاقـة فليس هنالك أي سمة احتمال للاستماع إلى ما تلقيه عليه من توجيهات ‏وإرشـادات، بل قد لا يصـدق ما تقوله له ولا يثق ففيه، وربما ينتابه اعتقاد بأن ذلك نابع ‏عن عدم ثقتك فيه على أداء العمل وإنجازه بنجاح أو أنك تربد الفشـل له. ‏
إدارة الانتكاسات والإخفاقات:‏
يتمتع كل إنسان بمجموعة من الملكات والمواهب والقدرات والمهارات، ولديه كثير من ‏الأنشطة والأعمال التي يجيد أدائها. ولكن قلائل للغايـة الأفضل أداء وكذلك الأسوأ أداء ‏من أولئك الذين يتعاملون في أي من تلك الأنشطة أو الأعمال، إذا أن السواد الأعظم منهم ‏يؤديه بمستو يقع في منزلة بين المنزلتين. ‏
ويمكن لكل مراهـق أن يكتسب ما يلزم من قدرات لإدارة ما قد يتعرض إليه من انتكاسات ‏وإخفاقات على النحو الأفضل إذا ما نظر نظرة واقعية لما يتمتع به من نقاط قـوة وما له ‏من نقاط ضعف وكذلك لما لغيره من كل منهما. وهذا يعني أن يدرك المراهق أنه قد يكون ‏أفضل من غيره في بعض الأحيان في أي نشاط أو مجال ما، وقد يكون غيره أفضل منه ‏أحيانا أخــرى. وعلى هذا النهــج من المؤكـد أن يصبح المراهق أكثر اقتدارا على ‏تقبل النجـاح والفشـل على حد سـواء دون إفراط أو فتفريط في التركيز على ‏أي منهما. ‏

وفيما يلي بعض المفاهيم والأفكار التي تدور حول كيفية تقديم العـون والمساعدة ‏للمراهـق حتى يتمكن من إدارة والسيطرة ما قد يعترضـه من انتكاسات وإخفاقات. ‏
تقديم تعليلات وتفسيرات أخرى:‏
ينبغي على كل مربي إن كان أبا أو أما أو غيره أن يعطي المراهـق تعليلات وتفسيرات ‏أخـرى لنتائج أدائه لأي أعمال أو نشاطات يقوم بها من تلك النتائج التي تسبب له الإزعاج ‏والقلق والاضطراب. ففي هذا الحالة يجب الإيحاء له بوجـود أسباب أخرى أدت إلى ‏تحقيقه لنتائج غير تلك المبتغية والمخطط لها أو إلى نتائج غير تلك المأمولة. ولهذا النهج ‏أهميـة خاصـة عندما يبدأ المراهق على إلقاء اللوم على نفسـه لما أحرزه من نتائج ‏مخيبة لآماله. فبما للمربي من خبرة ودرايـة، وبما أنه لا يشـارك مشاركة مباشرة في ‏ذلك العمل أو النشاط، يكون لديه القدرة على النظر نظرة موضوعية لما حدث من ‏انتكاسـة وإخفاق لابنه، بعكس الابن المراهق الذي تسيطر عليه النظرة العاطفية. ‏
فنأخذ على سبيل المثال أن ابنا يبلغ من العمر 14 عام لا يبلي بلاء حسنا في امتحان مادة ‏الرياضيات، وثم يبدأ في الاعتقاد أن مستواه رديء في هذا المادة، ولذلك لن يتمكن من ‏الالتحاق بالجامعـة، وهذا مثال للتفكير التشاؤمي، حيث غالى الطالب في تقديره لذلك ‏الامتحان لمرة واحدة فقط. ويمكن النظر لهذا الوضع من ناحية أخرى كذلك، فقد أخفق هذا ‏الطالب في امتحان واحد فقط في مادة الرياضيات، ولكن هنالك الكثير الذي يمكنه عمله ‏لأجل تحسين مستواه في الامتحان القادم. فيجب أن نشجعه على التفكير فيما ينبغي عليه ‏عمله حتى يحقق نتيجة أفضل في الامتحان القادم، فبذلك نكزن أسدينا له العون والمساعدة ‏وحفزناه للاستعداد والاجتهاد للامتحان القادم بدلا عن البقاء حبيسا للماضي وإطلاق العنان ‏للتفكير في أشياء لا يمكن السيطرة عليها. ‏
الواقعـية:‏
الواقعيـة تعني التمسك بالحقائق وعدم ترك الأشـياء تبدو أسوأ مما هي عليه. فيجب ‏تشجيع المراهق وحثه وتحفيزه على أن يسـرد بالإيضاح الجلي والدقيق ما مر به من ‏تجـربة، وذلك بأن يتناول الحادثة المعنيـة فقط بخصوصية تامة دون أي تجارب ‏ســلبية أخرى تعرض أو قد يتعرض لها. ‏
مراجعة التجربـة:‏
ينبغي على المربي إن كان أبا أم أما أو غيره أن يطلب من الابن سـرد ما تعرض له من ‏تجـربة سـردا دقيقا مفصلا، وفي هذه الحالة يجب العمل على تشجيع الابن أن يتناول ‏أولا بالشرح والتبيان الجوانب التي أبلى فيها بلاء حسنا قبل أن يتطرق إلى الجوانب التي ‏أخفق فيها أو لم بحالفه النجاح فيها. فبذلك نستطيع أن نبث فيه الشعور والإحساس والإدارك ‏بأنه لم يخفق في جميع جوانب التجـربة، وان هنالك جوانب نجاح مثلما أن هنالك جوانب ‏إخفاق. وإضافة إلى ذلك فإن هذا النهج يجعله أكثر دقة بشأن تحديد الجوانب والنقاط التي ‏تحتاج منه إلى مجهود حتى يحسن ويرفع من مستواه في تأدية النشاط أو العمل معين. ‏
تحديد نقاط القوة:‏
نقاط القوة هي تلك النشاطات والأعمال التي يؤديها المرء أداء جيدا مقارنة بأدائه لنشاطات ‏وأعمال أخرى بالمقارنة بأداء أشخاص آخرين لها. فعلى سـبيل المثال لذلك قد يكون أداء ‏شخص ما في السباحة أفضل من أدائه في العـدو، أو قد يكون مستوى تلميذ ما في المساق ‏الأدبي أفضل من مستواه في المساق العلمي، فهذا يعني أن السباحة هي من نقاط القوة لذلك ‏الشخص، وأن المساق الأدبي هي من نقاط القوة لذلك التلميذ، وذلك بصرف النظر عن ‏مدى إجادة أي منهما لذلك النشاط مقارنة بأداء الآخرين له. ولذلك ينبغي تشجيع الابن على ‏التركيز على ما يمتلكه من مهارات وملكات ونقاط قوة، وأن يعترف ويقـر لما لغيره من ‏مهارات ومواهـب، كما ينبغي العمل على أن يدرك الابن أن المهارات والمواهب التي ‏يتمتع بها شخص ما تختلف عن تلك التي يتمتع بها شخر آخر، وأن بعض الأشخاص أفضل ‏من آخرين في بعض النشاطات والأعمال أو في بعض المجالات والعكس صحيح، وأنه ‏يجب التركيز على ما له من نقاط قوة بصرف النظر عن مدى إجادة الآخرين لتلك الأعمال ‏والنشاطات ومدى مهارتهم فيها، وإن تمتع أي شخص لأي مهارات أو نقاط قوة في أي ‏مجال من المجالات لا يعني أن يكون هـو الأفضل وليس بالضرورة أن يحتل فيها المركز ‏الأول. ‏
إلقاء الضوء على تحسن الأداء:‏
يجب على كل أب أو مربي أن يتحدث مع ابنه ضمن إطار ما أحرزه ذلك الابن من تحسن ‏وتقدم في مستوى أدائه في أي مجال من المجالات أو لأي نشاط من النشاطات.‏
التركيز على ما يقبل التغيير:‏
ينبغي تشجيع الابن على إدراك وتحديد ما يمكنه إحداث تغيير فيه حتى يحقق تحسنا في ‏مستوى أدائه لأي نشاط أو عمل ما، كما ينبغي تشجيعه على توخي الدقة عند التحدث عن ‏نجاحاته وإخفاقاته بدلا عن تعميم القول. فمن سـبل التشجيع على ذلك أن نقول هل: "من ‏المخجل أن لا تحقق درجـة عاليـة في عمل معين" أو "هذا لا يعني أنك لن تحقق درجـة ‏جيدة من النجاح في المرة القادمة" أو "دعنا نتحدث عما يمكن فعله لمساعدتك في تحسين ‏مستواك وأدائك في هذا المجال". فمثل هذه العبارات وما شابهها تبث فيه روح الطموح ‏والاجتهاد والبحث عن سبل وطرق لمعالجة مواطن الإخفاق. وعلى النقيض من ذلك تمام ‏أن نوجه له عبارات مثل: "يجب عليك الاجتهاد لتحقيق نتيجة أفضل في المرة القادم"، فهذه ‏العبارة ومثيلاتها لا تساعد الابن على تحديد ما يجب عليه عمله حتى يتحسن مستواه، بل ‏أنها مثبطة للهمم ومعيقة للطموح. وفعندما يخفق الابن في أداء أي عمل، يجب علينا ‏التركيز على الحالة الراهنـة لذلك الإخفاق دون سواها، كما يجب عدم الميل إلى إلقاء اللوم ‏على شخصيته وقدراته. ‏
الثناء على المجهـود:‏
يبغي على كل أب أن يشـجع ابنه ويثني عليه في كل جهـد يبذله وعلى كل تقدم تحرزه ‏مهما كان قدر ذلك التقدم أو النجاح مهما صغر حجمه أو قدره. ‏

تحديد أهداف للمستقبل: ‏
ينبغي تشجيع الابن على التركيز ما سيفعله مستقبلا بدلا عن أن يظل حبيسا للماضي. ‏ويجب حثه على تحديد أهداف لأنفسهم أو وضع خطط لتحسين مستواه وتطوير خبرته. ‏
تعليم حل المشاكل:‏
وأخيرا، فإن التقدم وإحراز التحسن في أي مجال يتطلب تعلم حل المشاكل والمعضلات ‏التي تواجه الإنسان. وذلك فإن تدخل الأبوين المتكرر في مشاكل الابن يحول ودون تعلمه ‏للمهارات التي يحتاجها لحل مشاكله بنفسـه. فيجب على الأب يقدم العون والإرشاد إلى ‏الابن فقط عندما يطلب منه الابن ذلك، ويجب ترك الابن أن يبحث عن الحلول الممكنة ‏بنفسه. ويمكن الثناء علي ما يبذله من جهود لحل مشاكله. ‏

إعداد ليز نيولوك
ترجمة أحمد ســـركيس ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد سركيس

أحمد سركيس



الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة   الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة Icon_minitime1الأحد 29 يوليو 2012 - 19:39

مما دعاني لاسترجاع هذا الموضوع قصة أحمد بلية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانتكاسات والأزمات - لكل أم وأب ولكل مربي ومربيـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العمل الليلي يصيب بالسكر والأزمات القلبية والسرطان
» طواقي الخوف "المطر البتحاشى الضهاري الراجية قولة خيرا ويمشي على الصحاري تلمو في بشكيرا" محمد طــــه القدال "لنج"
» وزعو رقاع دعوتنا لبورداب الداخل ولكل من يحمل احساس ابوحراز
» الف مبروك لرحاب احمد الشيخ ولكل ال احمد الشيخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: