موضوع: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:16
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:28
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:29
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:38
( نؤمن ان الراحل نقد فقد لكل الشعب السودانى وليس للحزب الشيوعى وقوى المعارضة فقط، واضاف مازلنا نكرر فقدنا للطبقة الوسطى واكد ان القوى السياسية المختلفة تشهد للحزب الشيوعى السودانى التصاقه بقضايا الشعب والمهمشين والعمال والمزارعين وان كان لهم القدح المعلى فى قضايا الكادحين، اما على المستوى الشخصى نشهد للراحل نقد بالنضال والصمود فى وجه التحديات العظيمة وقيادته لحزبه وتحمل المسؤولية التاريخية فى احلك الظروف ونشهد له بالعفة فى القول والعمل. ) محمد سيد أحمد سر الختم عن الحزب الإتحادى الديمقراطى .
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:41
(لن ينجبر كسرنا وخاطرنا على رحيل محمد ابراهيم نقد الا بازاحة الطغاة من سدة الحكم»، واضافت ان نقد ضحى بحياته وكل مايملك فى سبيل تحقيق الكرامة والحريات للشعب السودانى ولم يهنأ بالدنيا وكان يحلم بأن تشرق شمس حلمه بهذه المعانى وحتى نرد له الجميل لابد من تكاتف الصفوف وتوحيد الجهود من اجل ازالة النظام القائم وترسيخ المبادئ التى ناضل من أجلها، ووصفت سارة الجموع الهادرة فى تشييع جثمان سكرتير الحزب الشيوعى بأنها تكريم حقيقى من قبل الشعب السودانى لمجهوداته ونضاله فى وقت تقاعست فيه الدولة عن تشييع موكبه، وقالت ان الشعب السودانى اعطى نقد حقه بهذا التشييع المهيب الا اننا لابد ان نتبع القول بالعمل وتحرير السودان للمرة الثالثة والأخيرة من الشمولية والأنظمة العسكرية) سارة نقد الله عن حزب الأمة
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 18:45
(جمعتنا المدارس الثانوية واراد البريطانيون ان يخلقوا منا جيلاً معزولاً عن شعبه وتدجينه وفق رؤيتهم الا اننا اتفقنا منذ تلك اللحظة على الا ننزلق فى هذا الاطار وتمسكنا بسودانيتنا التى عملنا من اجلها، وتابع التقينا ايضاً بالجامعة ولكن نسبة لما تعرض اليه من فصل افترقنا ولكن شاءت الأقدار ان نلتقى مرة أخرى فى الجمعية التأسيسية، وتفرقت بنا السبل مرة أخرى الا اننا اجتمعنا هذه المرة فى سجن كوبر ايام الطغيان وجمعتنا غرفة واحدة وكنا نتشارك كعادة العلائق السودانية فى الأنس والطعام ونتحاور حواراً عميقاً، واضاف كنا نتحاور منذ ذلك الوقت ، وأشار الترابى انه تحاور مع الحزب الشيوعى فى فرنسا وايطاليا، وانه ليس غريباً ان يتناقش مع الحزب الشيوعى السودانى والذى تجمعهم به نقاط مشتركة عديدة، وقال ان الفكر الشيوعى تطور وتقدم فى مجال الفكر الانسانى وأنهم ايضاً تحرروا من العباءة القديمة للفكر الاسلامى التى اقعدته واضرت به، واوضح انه ونقد تناقشا عن دستور يكفل الحرية كحق أساسى لكل الناس كما حررهم ربهم ليس مبنياً على اعتقاد او طائفة او دين، وأشار الى ان هذا التقارب سيدفعه فى الاتجاه لوضع دستور لكل البشر مسلمين وغير مسلمين على حسب تعبيره، واوضح الترابى انه ظل فى الفترة الأخيرة لحياة نقد مرتبطاً به ويتبادلان الزيارات ، وقال حسب البعض ان الشيوعيين والمؤتمر الشعبى لن يلتقوا الى يوم الدين ونقول للذين يحسبون ان الشيوعيين لايؤمنون بالله هم مخطئون، واشهد لنقد انه كان معتدلاً ويأخذ منى كتب تفسير القرآن، وان حسناته كثيرة لايكاد يعرفها حتى رفاقه الا من التصقوا به، فقد كان طيباً منذ ان عرفته بالثانوى والى ان فارقته فى لحظاته الأخيرة، لايعانف احداً حلو المعشر وكان سمحاً لدرجة لاتوصف فى حواره وفكره الذى يؤهله ان يصبح داعية انسانى لكل العالم، واكد الترابى ثقته فى تماسك الحزب الشيوعى السودانى بعد رحيل سكرتيره العام وقال نعرف ان الشيوعى حزب تنظيمى ولايورث، وقال ان من يراهنون على انهيار النموذج الشيوعى فى العالم مخطئون ، وقال ان الغرب اخذ رأسماليته المعتدلة من فكره وانه عائد بقوة لحفظ التوازن فى الكرة الأرضية، واكد الترابى على وحدة السودان من جديد بعودة الجنوب مرة اخرى، لافتاً الى ان الوحدة الحقيقية هى التى بين الشعوب وليست وحدة الشعارات والدساتير، وشدد الترابى على ان التحدى ليس اسقاط النظام فحسب بل بناء وطن على أساس جديد) حسن الترابى عن المؤتمر الشعبى
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 19:58
في رحيل رجل صالح
(ذكرتها في حينها وكررتها ولكن اليوم جاء يوم ذكرها الحقيقي فهي قد حدثت في 1986 والحملة الانتخابية في أشدها فأجرى التلفزيون مناظرة بين نقد والترابي والصادق جمع بينهم في المونتاج إذ طرح الأسئلة الموحدة لكل واحد على حده ثم عرض الإجابة على كل سؤال بالتتابع وصادف أن شاهد هذه الحلقة عمّا لنا يعمل مزارعا ولم يكن له كثير اهتمام أو دراية بالعمل الحزبي ولكنه اندمج مع الحلقة وفي منتصفها علق قائلا إن هذا الرجل من أهل الله مشيرا الى نقد فسئل ماذا يقصد فقال إنه رجل صالح أي فيه بركة فقيل له هل تعلم أنه سكرتير الحزب الشيوعي؟ فقال إنه لا يعلم ولا يريد أن يعلم ولكن (بس الزول دا من أهل الله الزول دا زول صالح) في تقديري أن ذلك الرجل حكم على نقد من طريقة كلامه فهو على العكس من الترابي والصادق كان يتكلم بدارجية مبسطا مضامين كبيرة بالإضافة لنبرته الهادئة ويمكن أن نضيف صدقه فكلامه من القلب الى القلب ولعل هذا كان ديدنه عندما دخل البرلمان في تلك الانتخابات فكان زعيما للمعارضة الديمقراطية وكان الناس ينتظرون كلامه ليستمتعوا ببساطة اللغة وعمق الفكرة فنقد من الرعيل الذي سعى للشيوعية ليس بحثا في الأديان إنما بحثا في أصول الامبريالية وظلم الإنسان لأخيه الإنسان الذي كانت تنتهجه الرأسمالية أعلى مراتب الامبريالية لذلك كان حريا به أن يكون مجسدا للعدالة الاجتماعية في سلوكه وكل ما يصدر منه من قول أو فعل. قلت للأخ الصديق / ضياء الدين بلال ونحن نخرج من بيت نقد بعد جلسة طويلة تناولنا فيها معه الفطور إن عمنا الذي وصف نقد بأنه رجل صالح لو كان معنا اليوم لما اكتفى بتلك الصفة ولقال إنه ولي من أولياء الله (عديل) فقد غمرنا بمحبة وأريحية لا أود أن أفصل فيها الآن. طلب مني الأستاذ نقد في تلك الجلسة أن أوضح له رأيي في قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 فاستمع لي بإنصات غير عادي وكان يدون بعض الملاحظات ويطرح بعض الأسئلة وبعد أن فرغنا من هذا الموضوع سألته وبعفوية أها رأيك شنو ياأستاذ؟ فرد علي (أصلو أنا بقيت يونس ود الدكيم أشرب البحر براي؟ أنا عندي حزب والحزب عندو مؤسسات وطبعا أي رأي بيطلع من هناك ) قابلته بعدها في جامعة الخرطوم وفي إحدى فعاليات اتحاد الكتاب السودانيين وكان في معيته أستاذي محمد سعيد القدال تغمده الله برحمته وبمناسبة هذا العالم الجليل فقد شرفتني الاذاعة السودانية بتقديم عدة حلقات عن مؤلفاته القيمة , بعد السلام حق الله بق الله بادرني الأستاذ نقد بالقول (يا أخي طولت مني كدا ليه ؟ انت خايفني أجندك ولا شنو؟) فالتقط الكلام استاذنا القدال فرد عليه قائلا (تجند منو؟ دا أكبر رجعي . لكن الغريبة موقفه من المزارعين تقدمي جدا) فعلق نقد (في دي معاك حق) فقلت له طيب ياأستاذ ليه ما قلت لي الكلام دا يوم داك؟ فرد (انت قايلنا نحن بنمرق شهادانا دي بي ساهلة؟) رحمك الله أستاذنا الراحل محمد ابراهيم نقد رحمة واسعة وأنزل شآبيب رحمته على قبرك فقد قدمت لشعبك جرعات من الوعي لا تقدر بثمن)
عبد اللطيف البوني
السوداني
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 20:04
(محمد ابراهيم نقد زاهد وناسك ومتصوف في محراب الانسانية أزمنة طويلة عمل وتمنى الخير للفقراء والمحرومين والغلابة من بنات وابناء شعبنا ودخل الى الدنيا فقيرا وخرج منها فقيرا كما يقول المتصوفة الا من محبة شعبه وعارفي فضله وكان مدرسة خرجت اجيال عديدة ومتواضعا حد التواضع وسريع البديهة خفيف الظل حاضر النكتة . محمد ابراهيم نقد مفكر خلف بصماته الخاصة واسهاماته في نضال حركة التقدم الاجتماعي في السودان وهو من عصر مجموعة نادرة من المناضلين في سباق المسافات الطويلة لم يتسرب اليأس لنفوسهم منذ أن تسرب الوعي لعقولهم على الرغم من طول المسافة والطريق، ولم يبدلوا تبديلا، في بدايات نضالهم كانوا غرباء وطوبى للغرباء، اعطوا زهرة شبابهم وكامل حياتهم على وجه البسيطة واهدوها لشعبنا دون من او أذى وبذا استحقوا احترام كل المناضلين من مختلف المدارس الوطنية. والاجيال القادمة ستجد في نموذجهم درسا ممتازا في معاني التضحية والفداء والوفاء والانحياز الى صف الفقراء، ودوما فان رايات العدالة الاجتماعية هى انبل الرايات ظلا وتستحق البسالة والتضحية، كما ان الحياة دون قضية لعنة. وان عمر الانسان فسحة قصيرة وعلينا ان نترك الحياة افضل مما وجدناها، مهما طالت المسافات وتباعدت الطرق. يمكن القول بكل ثقة واطمئنان ان الاستاذ محمد ابراهيم نقد لم يشارك في جلد الشعب بالسياط كما لم ياكل مال الشعب بالفساد، وحظي بالاعجاب وحقق رصيد عند سودانين كثر لايتفقون مع حزبه ولكن كانت له القدرة على مد حبال الوصل معهم وتلك والله مهارة) ياسرعرمان
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الإثنين 26 مارس 2012 - 20:08
(من أدق ما وُصف به الراحل محمد إبراهيم نقد أنه راهب سياسي. وتنبع قيمة هذا الوصف من أنه يوطن الفقيد في الجيل اليساري الأربعيني. وهو جيل "مفطوط" في التأرخة للفكر السوداني. فمؤرخو الفكر ينطون من جيل الثلاثينات، جيل الهوية، إلى جيل الستينات، جيل الهوية الآخر. وجيل الأربعينات أخطر وأنفذ. فهو الذي جاء بسنة التفرغ لوجه القضية الوطنية من موقع الكادحين. افترع السكة أستاذنا عبد الخالق محجوب وهو ابن اثنين وعشرين عاماً في 1949. وتنادوا لنار القضية كالفراشات. وتميز عنهم نقد، الذي أعقبهم بسنوات، بأمرين. فقد جاء للتفرغ ولم يعلق بجيبه وضر "الماهية". فحتى عبد الخالق انحنى للوظيفة إكراماً للأسرة وذاق مرتب شهرين أو شهرين اشترى منهما جهاز راديو لها وشهلهم للعيد. ثم امتعضت نفسه وعاد لنار الشعب المقدسة. وعمل المرحوم التجاني الطيب بالأحفاد نوعاً ما. أما الأمر الثاني، الذي ربما شاركه فيه واحد أو اثنين، فهو طول تخفيه بتحت الأرض الشيوعي حتى بلغ نحو ثلث القرن. ولم يأذن العمر بالطبع لآخرين بهذه الخصيصة.
وفر جسد نقد المسجى الآن، وجسد التجاني قبله، للسودانيين أن يقرأوا كتاب ذلك الجيل بما لم توفره مذكراتهم الغائبة إلا التي لكامل محجوب وعلي محمد بشير ومصطفى السيد. ولا حملت فدائتهم للناس أدوات الفن والتسجيل التي يبرع فيها الشيوعيون غالبا. ووجد الناس على بينة الجسد المسجى في الشيوعيين ما عرفوه عنهم من وطنية في قرارة أنفسهم وأنكروه لجاجة بالخوض في "عمالتهم" و"غربة" أو استيراد فكرهم. واللجاج حبله قصير. فجسد نقد المسجي يشع الآن كالقناديل السماوية على خلفية ظلام مطبق لاقتصاد للباطل: " لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ" استعبد فيه "القرش" من ولدتهم أمهاتهم أحرارا. ولا مهرب من هذه القراءة المنصفة الآن لنص جسد نقد والناس يرونه يترك الفانية ولم يعلق به منها شيء بينما يتفانى فيها القوم ويفنون: يتطاول المعمار ويشحُب الوجدان. وجعل سادة هذا الاقتصاد منها حقاً "داراً للخنا والتبذل" في قول عبد الله الطيب.
الجسد نص قح في معنى أنه سيد الأدلة في القضية. وسبق لي في هذا السياق أن عرضت جسد المرحوم محمود محمد طه كمحكمة لقتلته. فليس منهم من ترهبن رهبنته في طلب الحق وجهر بما عرف منه. وتدلى جسده من المشنقة كالمانجو لمعة ونضجاً فأخذى مغتاليه إلى يوم الدين. كذلك ينصب جسد نقد (الذي لم يدخل غمده بعد) مجتمع اقتصاد الباطل في محكمة. فيرى سادة هذا الاقتصاد بأم عينهم جسداً، رقيق خيط شلة، احتسب (في عبارة موفقة لمحمد عبد الماجد) عمره للكادحين. لم يضق بعقيدته 60 عاماً حسوما بينما يخلع آخرون عقائدهم عند كل بارقة.
طبت حياً وميتاً يا رفيق) الدكتور عبدالله على إبراهيم
أبو رائد
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الثلاثاء 27 مارس 2012 - 9:09
صداح ...
أسالوا الله له المغفرة والرحمة هذا ما يحتاج الأن ودعاء المؤمن للمؤمن في ظهر الغيب مستجاب ...
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:22
حركة التحرر الوطني تخسر محمد إبراهيم نقد الأربعاء, 28 مارس 2012 10:13 المدير فقدت الحركة الوطنية العربية واحدا من رعيلها الأول المناضل الشيوعي محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني الذي وهب حياته دفاعا عن استقلال السودان وتقدمه وازدهاره علي امتداد أكثر من خمسين عاما، وقد شيع إلي مثواه الأخير يوم الأحد الماضي في جنازة مهيبة شارك فيها جماهير الشعب السوداني وقواه الحزبية والسياسية من مختلف الاتجاهات والأعمار .
وحزب التجمع ينعي نقد ويتقدم بخالص العزاء لكل أصدقائه وتلاميذه وللشعب السوداني وأنصار حركة التحرر الوطني في انحاء العالم.
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:43
ضد التيار بقلم:أمينة النقاش الأربعاء, 28 مارس 2012 11:08 المدير
حضور رغم الغياب التقيت بمحمد ابراهيم نقد للمرة الأولي في ابريل عام 1985 في الخرطوم بعد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بحكم جعفر نميري الديكتاتوري العسكري الذي نصب نفسه في نهاية أيام حكمه إماما للمسلمين، أو بمعني أصح نصبه الإخوان المسلمون بقيادة د. حسن الترابي في سياق سعيه وجماعته للهيمنة علي حكم البلاد. كان «نقد» عائدا لتوه من اختفاء قسري امتد لنحو أربعة عشر عاما منذ إعدام قادة الحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد وزملائهم في أعقاب فشل انقلاب هاشم العطا. وخلال هذه السنوات استطاع «نقد» أن يعيد سرا بناء الحزب الشيوعي مرة أخري، بعد أن تقطعت أوصاله وتشتت قواعده بملاحقة إجرامية لأجهزة أمن «نميري»، وقد أصبح هو سكرتيره العام. كان واضحا من الأعداد الكبيرة لكوادر الحزب المشتركة في الاعتصامات والإضرابات التي قادت إلي العصيان المدني العام أن الحزب أعاد بناء صفوفه برغم التصفيات الدموية لقيادته، وأن الفضل في ذلك يعود إلي قيادة غير عادية، تمتلك رؤية ووعيا وثقافة وقدرة علي الاقناع واكتساب محبة الآخرين وثقتهم، تمثلت في شخصية «محمد إبراهيم نقد». سألته آنذاك كيف تمكنت من الاختفاء 14 سنة رد بفخر واعتزاز: إنه الشعب السوداني الذي كنت انتقل من بيوت أفراده بحرية تامة. فقد كانوا هم من يقومون بحمايتي.
ومحمد إبراهيم نقد (1930-2012) هو من الجيل المؤسس للحزب الشيوعي السوداني عام 1946، وهو الجيل الذي قاد معركة التحرر من الاستعمار البريطاني، ولأن الحركة السودانية للتحرر الوطني «حستو» خرجت من عباءة «الحركة المصرية للتحرر الوطني» حدتو، فقد رفع هذا الجيل شعارالكفاح الوطني المصري والسوداني المشترك ضد الاستعمار، بدلا من وحدة مصر والسودان وبسبب بعض الأخطاء التي وقع فيها قادة ثورة يوليو عام 1952 فيما يتعلق «بالمسألة السودانية»
انضم الحزب الشيوعي السوداني إلي القوي المطالبة باستقلال السودان عن مصر عام 1956. بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتفاضة الشعبية عام 1985، تقدم الحزب الشيوعي بمذكرة للمجلس العسكري الانتقالي بقيادة سوار الذهب يطالب فيها بأن يتضمن الدستور الانتقالي للسودان كل ما يضمن احترام الأديان، ويدعو إلي الأخذ من أصول الشريعة الإسلامية بما يلائم العصر «ويحترم كل الأديان والمعتقدات، ويعارض كل دعوة فوضوية للمساس بمعتقدات وبمقدسات الشعب» ويعترض بنفس القدر علي «المتاجرة بالدين في السياسة وشئون الحكم». استطاع الحزب الشيوعي السوداني بقيادة «نقد» أن يصبح من أكبر الأحزاب الشيوعية في القارة الإفريقية، بعد أن قدم اجتهادا خلاقا فيما يخص علاقة الماركسية بالدين، وهي العلاقة التي ترجمها الزعيم المؤسس «عبد الخالق محجوب» في تقريره أمام المؤتمر الرابع للحزب بقوله «أصبح لزاما علي حزبنا أن ينمي خطه الدعائي حول قضية الدين الإسلامي وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعي. أهمية هذا الخط لا تقتصر علي الردود علي ما يثار، بل تتعدي ذلك لجعل الدين الإسلامي عاملا يخدم المصالح الأساسية لجماهير الشعب، لا أداة في يد المستغلين والقوي الرجعية» لهذه الأسباب لم يكن غريبا تعرف الحياة أن السياسية السودانية ظاهرة «الرفيق الشيخ» التي أفرزها الاجتهاد الخلاق للشيوعيين السودانيين. يرحل «محمد إبراهيم نقد» ويختفي قسرا مرة أخري وأخيرة في وقت تشتعل فيه المعركة التي خاضتها علي امتداد نحو أكثر من خمسين عاما من أجل دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وحكم الإنقاذ يمضي في خطابه لتمرير دستور إسلامي يطبق الشريعة ويقهر الشعب السوداني بزعم تطبيق الحدود وإلزام النساء بالزي الإسلامي،
في الوقت الذي تشتعل الحروب الأهلية في جنوب وشرق وغرب السودان، وهي حروب تتهدده بالتقسيم مرة ثانية وثالثة، ورغم الغياب فإن معركة حياة محمد إبراهيم نقد سوفتستمر في رسوخ مبادئ وأهداف الحزب الشيوعي السوداني التي يتمسك بالسير علي هديها الجيل التالي من الشيوعيين السودانيين، ليبقي «نقد» حاضرا رغم الغياب.
# جريدة الاهالى المصريه يصدرها حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:53
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الأربعاء 28 مارس 2012 - 19:55
وردتان على قبرين
إذا كان الشاعر محمد الماغوط قد نال منه اليأس، وهو يرثي صديقه الشاعر بدر شاكر السيّاب، فنصحه على سبيل المجاز قائلاً له: (تشبث بموتك أيها المغفّل، دافع عنه بالحجارة والأسنان والمخالب، فما الذي تريد أن تراه؟)، فإن محمد الحسن سالم حميد كان يراهن على انتصار النهار، فقرر أن يتشبث بالحياة ويصنع الأمل. لكنه لم يكن يدري أن الموت يتربص به في طريق الشمال، بين التمتام والقبولاب، ليختطفه قبل أن تدرك نورا تلك العوالم الجميلة التي تمناها لها.
هذا شاعرٌ باسل، إنتمى لضمير شعبه وكتب قصائده بعرق الفقراء والمتعبين ودموع المسحوقين والمحرومين من حقوقهم .. توقف قلبه النابض بحب السودان وناسه الرافلين بالنبل والنقاء والطيبة، لكنه سيبقى حياً بينهم وحافلاً في حياتهم بتجلياته الشعرية .. رحل بجسده وترك نصوصه الباذخة نبراساً للباحثين عن السلام والعدل والحرية والحب والجمال.
لكأننا على موعدٍ مع متوالية الرحيل والأحزان، فقبل أن تجفّ الدموع على حميد شاءت إرادة المولى عزّ وجلّ أن يرِدَ الزعيم المخضرم محمد إبراهيم نقد حياض المنايا ويلاقي الأجل المحتوم .. أغمض عينيه وغفا غفوته الأخيرة بعد أن قال كلمته عبر مسيرٍ جاوز الستين حولاً في دروب الفعل السياسي والنضال الوطني .. غادر الدنيا الفانية ومضى إلى ذاكرة الوطن حكاية رجلٍ كتب بسيرته صفحاتٍ من قصته.
كان بإمكان نقد أن يكون “أفندياً” يعطي الأولوية للوظيفة وتشييد المسكن وجمع المال وبقية الهموم الخاصة، لكنه هجر كل ذلك واختار طوعاً أن يمشي على الجمر ويكون واحداً من أولئك الذين يحملون على أكتافهم أعباء السؤال .. سؤال الوطن المتعلق بحق شعبه في الحياة الكريمة بكل شروطها. كان منذ صباه الباكر في خضم النضال الوطني، حمل روحه على كفه وظلّ يطوي عقود السنين واهباً حياته كلها بلا تردد ولا مساومة في سبيل ما يؤمن به وما يرجوه لشعبه. ظل راكزاً وصامداً في أحلك الظروف وأصعبها، يوم اهتزت الأرض تحت أقدامه وأقدام رفاقه في الحزب في أعقاب إجهاض حركة يوليو 71 .. لكنهم، والحق يقال، أجبروا أرجلهم على الثبات في مستنقع الموت وأظهروا شجاعةً تصل حد الأسطورة وهم يُساقون إلى الإعدام، قائداً بعد قائد ورفيقاً بعد رفيق.
تسنم نقد قيادة حزبه في تلك الأيام المعفرة برائحة البارود والمصبوغة بلون الدم وواصل مسيرته التي سلخ فيها سنواتٍ طوال من عمره بين وحشة الزنازين وقيود الملاحقة وقسوة المخابئ السرية وظلّ، حتى أقعده المرض ووافته المنية، في حراك دؤوب بهمة وعزيمة لم تنل منهما أثقال السنين منحازاً لخيارات الحرية والعدالة والعيش الكريم لأبناء شعبه. كان نقد مفكراً رصيناً في هيئة زعيم سياسي. استطاع بحكمته وصبره واعتداله وكارزميته أن يتجاوز بحزبه أحداث يوليو وأكلافها الباهظة، كما استطاع باسهاماته واجتهاداته الفكرية أن يعبر به زلزال انهيار المعسكر الإشتراكي في بداية تسعينات القرن الماضي ويحفظ له تماسكه ككيان فكري وقدراً كبيراً من فعاليته كتنظيم جماهيري، ساعده على ذلك معرفته الثرة بتاريخ السودان وتركيبة شعبه.
يختلف الكثيرون مع نقد في رؤاه ومواقفه، لكنهم يجمعون على أنه كان يمسك بوصلةً أخلاقية لم يصبها العطب رغم الظروف القاسية التي تعرض لها، ويشهدون له بنظافة اليد وعفة اللسان والإعتدال والعفوية والأريحية والسودانواية الأصيلة، ما يجعل غيابه خسارة فادحة للحراك الوطني في بلادنا.
رحل حميد وترك نورا لا تزال تحلم بعوالم مضيئة، وذهب نقد وتركنا نردد مع المتنبئ: “حتّامَ نحن نساري النجمَ في الظُلَمِ .. وما سُراه على خُفٍّ ولا قدمِ” .. نسأل الله لهما الرحمة والمغفرة، ونضع على قبريهما وردتين علامة حبٍّ ووفاء.
الباشمهندس عمر يوسف الدقير -أبوظبى رئيس إتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة 1985(الإنتفاضة)
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: ماكا الوليد العاق .... لا خنتا لا سرّاق الأربعاء 28 مارس 2012 - 20:00
أتى محمد إبراهيم نقد لقيادة اليسار السوداني بعد أن صعد رفيقه عبدالخالق محجوب إلى المشنقة التي نصبها الديكتاتور الراحل جعفر النميري. عبقري الرواية السودانية والعربية الطيب صالح وصف محجوب بأنه من أذكى السودانيين. مازالت في ذهني صورته في الجريدة وهو خارج من قاعة المحكمة التي حكم قاضيها عليه بالإعدام شنقاً، وحوله تحلق الصحافيون. كان في قميصٍ أنيق، رمادي اللون، وعلى محياه ابتسامة ساحرة وهو يحادث رحال الصحافة، لم يبدو أبداً كرجل ذاهب إلى الموت، إنما إلى الخلود! يومها كتب الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط مقالة على صدر»النهار» البيروتية استفظع فيها جُرم نميري، متسائلا كيف جرؤ أن ينصب المشنقة لعبدالخالق محجوب ورفاقه، وفي مقدمتهم الشفيع الشيخ، كان محجوب يبذر أفكار التقدم والعدالة في أراضي السودان، وكان الشفيع الشيخ، الآتي من صفوف عمال السكك الحديدية، يُدرب العمال على تشكيل النقابات والدفاع عن حقوقهم. رحل نُقد بعد حياة امتدت اثنين وثمانين عاماً، لم يبارح فيها القيم التي آمن بها وكرس عمره من أجلها، كما لم يبارح خلالها السودان إلا نادراً، فإضافة إلى سنوات سجنه المتفرقة، أمضى سنوات طوال متخفياً عن الأعين، يقود العمل الحزبي من مخابئه المتعددة، عدا سنوات معدودات من الانفراجات السياسية في تاريخ السودان الحديث أدى فيها مهامه بصورة علنية. دَرس الفلسفة، ولكنه لم يحقق حُلمه بأن يُدَّرسها لطلبة جامعة الخرطوم، حيث تفرغ للعمل الحزبي وتحمل مشقاته. اتسم بالكثير من سمات سلفه عبدالخالق محجوب: سعة الأفق، والانفتاح على الآخرين، والمعرفة عميقة بتاريخ ونفسية ومزاج السودانيين، ومثل محجوب عمل على توطين الماركسية في البيئة السودانية، وفي تجديدها. استطاع الجمع بين مَلكاته كمُنظم وقائد حزبي وبين قدراته كباحث، حيث أصدر العديد من المؤلفات منها: «قضايا الديمقراطية في السودان»، «حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية» وهو كتاب سجالي مع المؤلف الشهير للراحل حسين مروة الذي يحمل العنوان نفسه، كما صدرت له مؤلفات: «مبادئ موجهة لتجديد البرنامج»، «علاقات الأرض في السودان: هوامش علي وثائق تمليك الأرض»، «علاقات الرق في المجتمع السوداني»، «متغيرات العصر». وهي كلها عناوين تدل على ما أولاه من عناية قصوى بمعرفة تاريخ وراهن السودان، لا من أجل المعرفة المجردة وحدها، وإنما بما يساعد على توظيف هذه المعرفة في انجاز مشروع التغيير الذي آمن به، كأنه بذلك ينطلق من الفكرة الشهيرة لكارل ماركس ضمن أطروحاته حول فيورباخ: «كانت مهمة الفلاسفة حتى الآن تفسير العالم. ولكن المطلوب الآن تغييره». التغيير الذي حلم به نقد، وقبله عبدالخالق محجوب مازالت دونه برازخ يجب عبورها، خاصة بعد أن اختطف السودان من الديكتاتوريات على تلاوينها المختلفة، التي أودت بالبلد إلى ما بتنا شهوداً عليه: التقسيم والتراجع عن منجزات الاستقلال، وعن روح التسامح والحوار التي طبعت أهل السودان. لكن ميراث محجوب ونُقد يظل مضيئاً في وجدان السودانيين وضمائرهم، وتلك ليست شهادة مريدي هذا الميراث وصُناعه، وإنما أيضاً حتى أولئك الذين اختلفوا مع الرجل.