الإحصاءات الدولية عن حال التعليم في العالم العربي مخزية لأبعد الحدود، ونسب الأمية تكاد أن تتجاوز نصف المجتمع، أو بحسب تقديرات اليونيسكو فهي تصل إلى 60 مليوناً من 300 مليون نسمة!
ومن أطرف الإحصاءات أن الإسرائيلي يقرأ في العام 40 كتاباً، والأوروبي يقرأ 35 كتابا، أما العربي فهو يتشارك مع 80 آخرين لقراءة كتاب واحد في العام.. فلو إفترضنا أن هنالك كتاب وعدد صفحاته 160 صفحة، فان نصيب العربي من القراءة سنويا حوالي صفحتين! وللأسف نكتشف أن بعض الساسة وأعضاء البرلمانات ربما لم يقرأوا سوى كتب المدرسة غصبا عنهم!
ما معنى هذا الكلام، معناه أن ثقافة الإسرائيلي تعادل ثقافة 3200 عربي! ويقال أن كل ما ترجمه العرب على مدار ألف سنة، أقل مما ترجم في إسبانيا في عام واحد!
والغريب أن مؤسسة الفكر العربي التي يترأسها صاحب السمو الأمير خالد الفيصل تصدر تقريراً سنوياً عن القراءة والكتب والترجمة والتعليم، وتعلن عن إحصاءات تدعو للأسف والحسرة، لكننا لم نسمع عن مسئول عربي كبير تبنى هذا التقرير ووضع خطة لإصلاح القصور.
ولا يختلف الأمر كثيراً في تعامل العرب مع الانترنت، فهم لا يبحثون عن العلم والمعرفة، بل عن كتب الطبخ وتحميل الأغاني والأفلام والتردد على المواقع الإباحية!
وإذا كنا نتحدث عن البشر باعتبارهم «رأس المال» الحقيقي، حسب زعم الخطابات السياسية، فانه لا يمكن أن تتحقق أي تنمية أو ازدهار، إذا كان العرب ينفقون على التعليم أقل من 1% من الميزانيات الضخمة، مقارنة بما يتم إنفاقه على التسليح والأجهزة الأمنية! بينما اليابان تخصص من ميزانيتها الهائلة للتعليم ما نسبته 2.9%، أو بمعنى آخر ينفق السودان حوالي مائة وخمسون دولار سنويا، بينما تنفق إسرائيل 3500 دولار وأميركا ثمانية آلاف دولار!
ولا يمكن لدولة تنفق على أفراد الأمن أضعاف ما تنفق على تلميذها، أن يكون لها مستقبل، في عالم يقوم اقتصاده الآن على إنتاج وتداول المعرفة.