ورطة زي الورطة!!
• الحقيقة الوحيدة التي لا يختلف حولها أي مؤيد او معارض للحكومة ، هي أن الوضع الاقتصادي يدخل الان في عنق الزجاجة والازمة تأخذ بتلابيب النظام الذي بات يتخبط كالممسوس وجاءت الاحداث الاخيرة باعلان حالة الاستنفار لتضع البلاد في حالة أقتصاد حرب يستدعي إعادة النظر في تعديل سياسة الدولة الاقتصادية لتتماشي مع الراهن السياسي .
• كل خبراء الاقصاد وبمختلف مدارسهم الفكرية من اكاديميين وتكنوقراط وقيادات ونافذين في جميع مؤسسات الحكم المالية والاقتصادية أجمعوا علي توصيف الراهن بأنه قمة في الأزمة ولم يختلفوا كثيرا في وضع وصفات المخارجة .القاسم المشترك للروشتة يدور حول ضرورة هيكلة البنيان الاقتصادي وتوظيف الموارد المتاحة وتطوير الخدمات وخلق توازن بين الصادرات والواردات.
• الموارد المحلية لم تعد تفي باحتياجات البلاد حتي بلغ حجم الدين الداخلي اكثر من 65 مليار دولار . العائد الكلي من الصادرات لم يتعد حوالي 700 مليون دولار بينما حجم الواردات السنوي يفوق 6 مليار دولار. هذا الخلل الكبير في الميزان التجاري يعكس مدي تزايد الأقبال علي طلب العملات الحرة مما ادي للانخفاض المريع في قيمة الجنيه الذي يقترب من 7 جنيه/ دولار.
• لم يعد للحكومة مخرج عاجل سوي اعادة النظر في سياستها الاقتصادية بتعديل موزنتها العامة التي و عند إجازتها قبل 4 اشهر كان عجزها يساوي جملة الايرادات العامة اي في حدود 6.5 مليار جنيه . اصبح الدين الداخلي عبارة عن قنبلة موقوته جعل من الحكومة عاجزة عن الايفاء بديونها وتعطل الصرف علي التنمية والتسيير واصبحت الموارد تشكل تراجعا ملحوظاً.
• تحاول الحكومة وضع حزمة من الخيارات لسد العجز في الموازنة العامة بعد أن وجدت ان العائد السريع و المضمون في رفع الدعم عن المحروقات الا أن هذا الخيار يواجه معارضة من انصارها داخل البرلمان الي جهة انه غير مأمون العواقب علي استقرار النظام. ظاهرة تجنيب المال العام تمثل اكبر مورد ضائع تتحكم فيه جهات سيادية لن تستجيب لنداء المالية بوقف هذه المخالفة مهما كان حجم التهديد.
• المخرج الوحيد أمام الحكومة هو زيادة سعر السكر السلعة الاستراتيجية ذات العائد السريع. تجار هذه السلعة جميعهم من انصار الحكومة والمؤلفة قلوبهم الذين التقطوا شفرة الزيادة وقاموا بالتخزين قبل رمضان باربعة اشهر. بينما ينفي والي الخرطوم وجود ازمة سكر تؤكد المالية بوجود أزمة وقامت بفتح اعتمادات لاستيراد 370 الف طن.
• في ظل هذه الازمة المعقدة يعلن المتعافي زراعة 800 الف فدان قطن والمزارعون لم يصرفوا استحقاقاتهم من قطن الموسم السابق المجهول المصير. الاخبار العالمية غير مبشرة إذ تشير ان الصين ( اكبرمشتري و مصنع ) تملك اكبر مخزون عالمي يقدر ب 25 مليون طن سيهزم اسعار الموسم القادم .