ليس أمرا سهلا أن تذكر الأم ثلاث مرات في الحديث النبوي الشريف ثم يذكر الأب . ان كل واحد منا يملؤه دائما الاحساس بأن أي عطاء يقدمه أو أي كلمات ينطق بها او يسجل احرفها ليقرأها معه الاخرون كل ذلك هو اقل من التفكر في ما تقدمه لنا الامهات فهن يصنعن حياتنا بتجدد في كل لحظة ونظل دائما مدينين لأمهاتنا بأغلى الديون . فهن مثال اصيل في العطاء النبيل .. العطاء اللامحدود . كل انجازات الانسان في حياته ، بتواضع انجازات الدنيا الفانية هي انجازات يستلهمهما من عطاء الأم .. العطاء الغالي الذي يبقى في القلب للحياة كلها .
انني اسطر هنا كلمات قصار .. تقصر عن ايصال اغلى معنى اريد توصيله ، ومعي كل الاخوة والاخوات في اسرتنا المتواضعة الطامحة بمشيئة الله تعالى وتوفيقه للاسهام ولو بجهد المقل مع الاخوة الافاضل والاخوات الفضليات في الاستمرار في اشعال الشموع والمصابيح من اجل معارف تشع في كل مكان ومن اجل تعاطف انساني اصيل تحركه انبل قيم الحياة .
اكتب كلماتي الموجزة هذه بتواضع شديد لأسجل كل الامتنان لعطاء والدتنا ووالدة الجميع الراحلة المقيمة الحاجة علوية صالح الجداوي عليها الرحمة ولها منا جميعا دائما صادق الدعاء بأن ينير الحق عز وجل قبرها وان يجعله روضة من رياض الجنة وان يجزيها عنا خير الجزاء وان يسكنها فسيح جناته مع الانبياء والصديقين والشهداء والاولياء الصالحين وحسن اولئك رفيقا اته سميع مجيب .
تمر اليوم ذكرى غيابها عنها فقد ارتحلت عن دنيانا الفانية في السابع عشر من يوليو 1992.
اننا نذكر في كل لحظة عطائها الثر لنا وللجميع جيرانا واهلا في الحصاحيصا بحي الجملونات وفي الشجرة بالخرطوم وفي بري المحس وامدرمان .
لا اريد الحديث كثيرا لكنني اكتفي بالقول بأننا على عهدنا القديم مع الغالية الراحلة ومع والدنا الراحل الميقم الحاج مصطفى عدوي نجدد عزمنا بأن نكون دائما عند المقام الطيب والموقع المعبر عن اصالة التمسك بالدين الحنيف وبالاخلاق الفاضلة لنحيي بذلك ذكراهما التي لاتغب .والدعاء الخالص هنا للوالدة الراحلة وللولد الراحل بأن يتقبلهما الله قبولا حسنا وان يحسن اليهما وان يتجاوز عن سيئاتهما وان يجعل البركة والنور في ذريتهما الابناء جميعا والاحفاد. اللهم رحمتك ولطفك اللهم يسر كل عسير واسبغ علينا دوما نعمك ظاهرة وباطنة وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه . آمين