كنت في الخامسة تقريبا...
وكان المنزل يعج بالقطط.. وكنت وأختيّ نعدهم أخواتنا الأُخر...
يومها تساقط المطر كثيفا كثيفا وكأنه غضبة السماء
جمعنا القطط الصغيرة داخل الـ (برندة) والكبار حتماً لجأوا لمخبأهم بالمباني الملحقة..
الا اني تذكرت القطة الصغيرة الهادئة على خلاف اخوتها... ليست هنا
وفزعت... لابد انها بالخارج
والسماء تجلد الارض جلداً... لابد انها بالخارج
لم أفكر... فتحت الباب وخرجت
كيف سأجدها وهي السوداء اللون في هذا الظلام المضاعف...
وها... هاهي في الركن تتكور على نفسها
يا للصغيرة المسكينة... لابد انها خائفة وترتجف برداً وبلل...
جريت نحوها وصوت امي خلفي يدعوني للعودة ولا اعود.. فقطتي بحاجتي
وأتيتها... مددت يدي لأحملها وامي من خلفي تصرخ فيّ (وهاد ارجعي ارجعي)
مددت يدي لا استطيع تركها هنا تحت المطر
ولمستها... يا لبرودة جسمها... لكنها تمددت طويلاً... طويلاً جداً
ولا ادري لماذا... وصوت امي يصرخ اكثر (وهاد زحي) وتسمرت مكاني..
وقطتي تتمدد وتتجه نحوي في تلويٍ لا أعرف سببه
مشدوهة أنظر اليها.... لا أعي الا وامي تسحبني بشدة
ترفعني من على الارض وهي تهرول للداخل
وصوتها يأتيني مشوشاً... (ده ثعبان يا مجنونة)...
ضُربت يومها حتى لا أمد يدي الى ما أجهله
وعندما توقف المطر خرجت قطتي الصغيرة وهي تتمطى وتمارس غنجها بصحبة أمها..
وانا لأجلها أمي ضربتني...