كبـــــــرنـــــا ........... واكتـشفنــــــــــا

كبرنا وأكتشفنا أن الدواء ليس عصيراً ..

كـبرنا وأكتشفنا أن جدي لن يعود ثانية كما قالت امي ..

كـبرنا وأكتشفنا أن هنالك أمورٌ تخيفُ أكثرُ من الظلام ...

كـبرنا لدرجة شعورنا بأن وراء ضحكة أمي الف دمعة .. و وراء قوة ابي الفُ مرض ..

كـبرنا لنجد ان مشاكلنا ما عادت تحل بقطعة حلوى أو فستان أو حقيبه .. وأن والدينا لن يمسكا أيدينا دائما لعبور الشارع أو منعطفات الحياه ..

كـبرنا واكتشفنا أننا لم نكبر وحدنا فقط بل كبر أبوينا معنا وأوشكوا على الرحيل أو رحلوا فعلاً

كـبرنا جداً .. وعرفنا ان قسوة أمي كانت حب وغضبها حب وعقابها حب ( لك الرحمة والمغفرة الرسالة بت الشيخ القرشي ) فيالها من حياة وما أغربها من دنيا وما أقصر العمر....

نعم٠٠٠٠سعدية ٠٠٠٠٠كبرنا.٠٠٠٠واكتشفنا. ٠٠٠٠٠٠
الغربة. ٠٠٠اشدًّ مرارة. ٠٠٠٠ واكثر قسوة٠٠٠٠تمرض الام٠٠٠يمرض الاب
تمر السنين. يكبر. الصغار٠٠٠٠تضيع ملامح. الحي٠٠٠تضيع تفاصيل المدينة
تجتر زكريات قعدات المغيرب والجلسة في الحوش٠٠٠٠٠٠يرحلوا الكبار
يكبرو الصغار٠٠٠وما اقصر العمر٠٠٠٠٠  

الغالية : كبرنا وكبرت احزانا وانتو كبرتو زدتو حلا :
ولنا عودة ودمتي

[strike]
نعم الاخت سعدية زمانا مضى مثل طعم العسل وزمان الصفا لقد زاد شوقى الى ذلك الزمان

نظرات الحب التى عودتنيها لم تزل تدفعنى نحو الحياه بسمة الشوق التى أهديتنيها

لم تزل ذكرى وفى قلبى صلاه

كبرنا واكتشفنا الكثير والكثير و .....وأن هنالك ثوابت يستحيل التخلي عنها

قال تعالى : (( وماعند الله خيرُ وأبقى )) ..
رسالةٌ ربَانية .. مرسلها الله جل في علاه .. (( ومن أصدق من الله قيلاً )) ..
لكن لا يستقبلها إلَا قلبٌ موقنٌ حق اليقين بأن كل مافي هذه الدنيا إلى فناء وزوال ..
قلبٌ يستشعر ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .. فلا تعني لك الدنيا أكثر من ذلك فيشقيك حرصك عليها ..
بل كن كما وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم ......... عابر سبيل استظل بظل شجرة ثم تركها ورحل ..
فكان نصيبه منها راحة وسكون وظل وترك كل مافيها من هجير ونصب وحزن .. فهي قليلة السنين ..
كثيرة الأنين .. مطبوعة على الكدر .. فلا تشغلك عن طاعة .. ولا تلهيك بزخرفها ومتاعها عن عبادة فإنما هي(( متاع الغرور )) .......................... واعلم .......... انه لهذا كان الصالحون هم السعداء .. رغم الفقر والإبتلاء .. لأنهم
استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير .. وباعوا الفناء واشتروا البقاء .. فذاقوا حلاوة المسير إلى الله في حياتهم ..
وحلاوة الممات حين رأوا منازلهم من الجنة وحضور الملائكة بالحنوط وحفاوتهم بهم ........... وهم يعيشون بعد الموت
جمال البرزخ .. ضيوف مكرمون في قبورهم .. نوافذهم تفوح برائحة الجنة فيشتاقون إليها حتى يقول قائلهم : رب اقم الساعة ... هكذا هو الشوق للقيا الأحبه ..... فحق عليهم قول الحق تبارك وتعالى : (( وأما اللذين سعدوا ففي الجنة )) .. وكان (( لهم دار السلام عند ربهم )) ..
فسلام على أهل دار السلام ..


جعلنا الله وإياكم منـــــــــهم