ولكم أن تفهموا الكلمة بمعنيين...أحدهما (الطفش) الذي نعرفه فى قاموسنا اللغوي وهو الخروج دون نية فى العودة....أو (الطفش) المعروف في الخليج العربي تعبيراً عن الملل أو الزهج.
فكثيراً ما تجأر النساء بالشكوى لأن أزواجهن قد هجروا بيوت الزوجية وأصبحوا لا يتواجدون إلا لماماً ...ويحكين العديد من القصص عن غياب الأزواج الطويل والمتعمد من المنزل, وحرص أحدهم ...على إيجاد المبررات الدائمة لقضاء معظم الساعات في الخارج حتى كاد أحدهم يعد ضيفاً أو زائر ليل!!
والزوجة بطبعها ترغب في رؤية زوجها باستمرار,لتستمد إحساسها بالأمان والاستقرار والكينونة, ولتعمد الى مشاركته تفاصيل حياته كلها من خلال الحديث المسهب والحصار الدائم , ولا تألوا جهداً فى سبيل التواصل معه وإن دعى الأمر لاختلاق المشاجرات والخلافات الزوجية المعتادة.
لذلك نجدها ترفض كل ما يأخذه بعيداً عن حدود مملكتها وسطوتها المعنوية أو المادية.ولا تستطيع استيعاب ذلك الغياب الدائم وإن كانت له أسبابه المنطقية المتعلقة بالعمل أو طبيعة الزوج المهنية ورغبته فى تحسين مجل توفير مستوى دخله من أجل تحسين حياة أكرم لها ولأبنائها وهو ما يمكن تعريفه بالغياب المشروع وإن تقبلته المرأة على مضض.
ولكن يبقى الخلاف على الغياب السالب للزوج عبر التسكع مع الأصدقاء وخلق حياة منفصلة ومنغلقة موازية لحياته الأسرية ينفق فيها وقته الغالي بين المقاهي والمنتديات أو فى لعب الورق حتى الساعات الأولى من الصباح !
ولكن الرؤية المحايدة للموقف تجعلنا نؤكد أن هذا (الطفشان) له ما وراؤه..ويرجع لدوافع موضوعيه تساهم المرأة فيها بنسبة 90% على الأقل..وذلك عبر إثارة المشاكل وممارسة النكد اليومي وملاحقة الرجل بالطلبات التي لانتهي دون تقدير لأوضاعه المالية أو ظروفه النفسية مما يجعله يلجأ لابتكار الوسائل التي تجعله بعيداً قد الإمكان عن مرمى هذه النيران الصديقة. ولكن بالمقابل يوجد بعض الرجال يعمدون للغياب عن منازلهم لأسباب واهية تتعلق فى الغالب بسلبيتهم الشخصية وعدم تقديرهم للمسئوليات ورغبتهم الأكيدة فى تدليل أنفسهم بعيداً عن رهق الزواج..,وقد يذهب الأمر لأبعد من هذا ويكو بسبب تعلق الرجل المستمر فى عقله الباطن بحياة العزوبية أو ارتباطه القوى بوالدته أحياناً دون أن يتمكن من حل هذا الارتباط بصوره عاجله وحاسمه, الشئ الذي يجعله مدفوعاً لقضاء أطول وقت ممكن فى رحاب بيئته المنزلية الأصلية بين والديه وأخواته وكثيراً مالا يجوز له إلزام زوجته بذلك فيترك لها حرية التصرف ما دامت ستتركه فى حاله ليفعل ما يحلو له ليكونا قد دخلا فعلياً مرحلة الانفصال السريرى وأصبحت حياتهما الزوجية حياتان في منزل واحد!!
بعض الرجال –والعياذ بالله- يرجحون كفة نزواتهم وأهوائهم على حساب بيوتهم!!...وبعيداً عن طبيعة مثل هؤلاء الغير قويمة فأن مساهمة المرأة في كل ذلك (الطفشان) تكون بسبب عدم قدرتها على الجذب بمعناه الواسع.سواء على صعيد الشكل الخارجي أو مستوى النظافة أو شكل التعامل أو سياستها في تربية أبناءها ونظرتها للزواج.فالمرأة التي تعجز عن مد جسور ألصداقه والإلفة مع زوجها تدفعه لأكثر من الهروب, والرجل يحتاج دائماً للركون والسكينة والراحة الزوجية والدفء الأسرى...وهذا ما يمكن أن نعمل –كنساء – على توفيره حالما إلتزمنا ببعض البنود التالية:
اجعليه الأول في حياتك...فالرجل طفل كبير يبحث عن الاهتمام وقد يغار حتى من أبنائه.
إجعلى بيت قدر الإمكان دائم الترتيب والنظافة فهو عنوانك لزوجك والآخرين *.
* إهتمى بمظهرك داخل المنزل ولا تقصري الأمر على أوقات الخروج فتكوني في كامل زينتك فى المناسبات الاجتماعية فقط.
* إختارى الوقت المناسب لبدء أى حوار يتعلق بشئونكم العامة او الخاصة لا سيما الطلبات على أن يكون حواراً ودوداً وبسيطاً.
*أظهري اهتمامك بتفاصيله وهواياته وعمله وأصدقائه لتكون هناك دائماً مواضيع للثرثرة فلا شئ يدفع للهروب مثل الصمت.
*لا تشعريه أنه لا يتعدى كونه محفظة نقود فحسب فذلك مؤلم وجارح
* إستثمرى غيابه –مالم تكونى إمرأه عامله -فى تحقيق ذاتك والإستفاده من وقتك وتوطيد علاقاتك الإجتماعيه وممارسة هواياتك حتى لا تشعري بالرضا, فالفراغ يشعرك بالملل ويشحنك بالحنق و العصبية تجاه زوجك ويدفعك للانفجار.
*قدري غيابه وإحترمى أهله وأعينيه على الحياة.
وأخيراً...فلتعلمي أنه الأقرب إليك وبيدك وحدك جميع مفاتيحه فلا تغلقيه أمام سعادتك وراحتك ونجاحك.
تلويح:
فلنكن حكيمات...كي لا (يطفش) الرجال ويبعثروا كرامتنا
منقول من جريدة السوداني