ظهرت فى الآونة الأخيرة بعض الاصوات التي تسأل من (البديل) حال سقوط نظام الانقاذ والبعض أخذ فى ترشيح بعض الاسماء قافزاً فوق حاجز الواقع و لكن السؤال ليس من سيحكم السودان ولا كيف سيحكمه و لكن السؤال الصحيح هو كيف سيكون حال السودان بعد سقوط نظام الانقاذ .؟؟؟.
أكتب هذا الحديث وكل من يعرفني عن قرب يعرف اننى لا انتمي لأي حزب سياسي ولا يشرفني الانتماء لاحزاب تحكمها ثلاثية ( الفساد – الطائفية والانتهازية والارتزاق ) . أكتب من حس وطني وبتجرد وقد لاحت في الافق بوادر سقوط نظام الانقاذ ان لم يكن اليوم فغداً وان لم يكن غداً فبعد غد . لماذا؟؟ لاصرار الانقاذيون على إنفاذ ذات السياسات التي قادت البلاد الى هذه الهاوية واصرارهم على الاحتفاظ بذات الوجوه التي تسببت فى ازمات البلاد في كل تشكيلة وزارية وكأن حواء السودان عقمت عن انجاب غير عبدالرحيم والمتعافى ورفقاء دربهم .
المشكلة الاساسية – في اعتقادي الشخصي – هي ان نظام الانقاذ ممسك بكل مفاصل الدولة من ( رئاسة الجمهورية بالتأكيد – الوزارات- وكلاء الوزارات – النقابات – مديرو المؤسسات الرئيسية – مديرو الجامعات اذ ان مدير الجامعة قبل ان يتم تعيينه يجب ان يوافق على ترشيحه رئيس الجمهورية فى ظاهرة تدعو الى التعجب والاستغراب – .
اذن المؤتمر الوطني حول السودان من دولة مؤسسات ( يلعب التكنوقراط دوراً كبيراً في تسسيرها ) الى دولة الحزب التي يسيرها (الموالون للنظام من غير ذوي الكفاءة ) وبالتالي فإن انهيار نظام الانقاذ يعني بلا شك انهيار مؤسسات جمهورية السودان انهياراً كاملاً الشئ الذي قد يؤدي الى حدوث شلل عام لعام اوعامين – بحسب استعداد و قابلية الشباب وترابطهم و عملهم بتكوين (مؤسسات ظل ) من التكنوقراط تحل مكان مؤسسات الانقاذ لحين تشكيل حكومة انتقالية – حتى لا ينفرط العقد الامني وعقد الخدمة المدنية فى تسيير امور المواطن العادي .
في كل دول العالم الاول نجد ان الصراع السياسي بين الاحزاب يحتدم لدرجة الوصول الى المحاكم ونبش تاريخ حياة المرشحين ولكن يبقى هذا بعيدا عن معاش وحياة المواطن اذ لا يتأثر المواطن بهذا الصراع لماذا ؟؟ لأن الجهاز التنفيذى ومؤسسات الدولة تعمل بمهنبة وكفاءة وبعيدا عن موازنات المع و الضد .
بالتالي السؤال من المفترض ان يكون (كيف سنعالج موضوع مؤسسات الدولة حال انهيار نظام الانقاذ ؟؟؟ ) حتى لا نتحول الى صومال اخرى وامامنا تجربة مصر التي مرت بذات التجربة بعد انهيار نظام مبارك ( الشمولي ) ففقدت التوازن لعامين او عام و نصف وحتى الان لم تتزن بنسبة كاملة [b]