ذكرالرئيس السوداني عمر البشير التأكيد على أن بلاده مستهدفة لامكاناتها المادية وقدراتها البشرية التي لا توجد في أي بلد آخر، وأكد البشير، اهتمام الدولة بشريحة الطلاب ورعايتها حتى يحافظوا على مزيد من التفوق في كافة المجالات . وقال لدى مخاطبته لقاء مع الطلاب المتفوقين بمجلس الوزراء، أمس، “إننا سنورثكم سوداناً موحداً متطوراً ومتقدماً وسنعد هذا البلد ونسلمه لكم لتقودوه إلى الأمام حتى يكون رائداً إقليمياً ودولياً” .
(إن الأحوال إذا تبدلت جملة ، فكأنما تبدل الخلق من أصله وتحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد ) ( ابن خلدون).
نعم إن السودان غني بإمكاناته المادية، ولكن نجد أن التفكك الاجتماعي الحاصل في السودان هو سببه المنهج الاقتصادي الغير سليم الذي تبنته حكومة الإنقاذ، وكما أن هذه الموارد المالية التي يتمتع بها السودان تم تبديدها بالصرف البذخي على هياكل النظام الأمنية والسيادية التي لا تهدف لحماية أمن المواطن بل لبقاء النظام في السلطة، حيث يتم الإنفاق بلا حساب على أمن النظام بكافة الطرق غير المشروعة من أجل استمرارية النظام في البقاء رغم أنف غالبية الشعب السوداني الذي ذاق الأمرين منذ بداية عهد هذا النظام الفاسد
إن أكثر من 80% من المصادر المادية تنفق على الأمن ويتم تجاهل التعليم والصحة ورفاهية المواطن، كما لا يخفى على الجميع بأن هذه الأموال الطائلة لا تنفق على أمن المواطن والدفاع عن سيادة الوطن، بل يذهب النصيب الأكبر منها إلى حسابات وأرصدة قيادات حزب المؤتمر الوطني.
بسبب هذه السياسات الاقتصادية الخاطئة، نجد أن السودان جاء في ذيل القائمة التي تصدر عن منظمة الشفافية الدولية التي ترصد الفساد، حيث كان ترتيب السودان رقم 177 من 183 دولة حيث جاء ترتيبة قبل ( أفغانستان، مينمار، كوريا الشمالية والصومال)
وكذلك بسبب سياسات هذه الحكومة نجد أن السودان يصنف في ذيل قائمة الدول الأكثر فشلاً في تقرير "مؤشر فشل الدولة" الذي يصدر عن " مجلة فورين بوليسي " حيث كان ترتيب السودان الثالث من الأخير بعد "الصومال وأفغانستان".
هذه هي الحالة المادية التي من أجلها يستهدف السودان كما ذكر الرئيس ولكن هذه الحالة المادية يا سيادة الرئيس لا يتمتع بها إلا نفر قليل من الشعب السوداني إنهم عشيرتك من أعضاء المؤتمر الوطني.
وكما ذكر الرئيس البشير إن أسباب إستهداف السودان هو موارده البشرية، كيف يكون هنالك موارد بشرية وحصل ما حصل في السودان من تفكك النسيج الاجتماعي في الوطن بسبب السياسات الاقتصادية المغلوطة، كيف يكون هنالك موارد بشرية تجعلنا نشير لها بالبنان وقد تم تدميرها بجانب حدوث خلل جوهري في توزيع عائدات الإنتاج وإعدام الطبقة الوسطى التي تعتبر صمام الأمان لأي استقرار اجتماعي، كيف يكون لنا موارد بشرية مستهدفة وقد تم إرهاق أكثر من 90% من الشعب السوداني بالفقر المدقع، لذلك لن يكون في السودان قدرات بشرية إلا بإنتشال الشعب السوداني من هذا الفقر الذي بليتموه به، ومن ثم بعد ذلك يصبح السودان دولة ذات موارد مالية وبشرية مستهدفة "ياريسنا"
أما مقولة أنه سوف يسلم الطلاب المتفوقين سودان موحد لا تحتاج إلى تعليق، والجميع عارف والريس عارف كيف كانت خريطة السودان عندما كان هؤلاء في صفوفهم قبل سنة واحدة وكيف صارت خريطة السودان عندما جلسوا للامتحانات التي تفوقوا فيها .
وفي الختام أقول لكم "ماكو فايده" أو زي سعد زغلول فتح القوس وقفل القوس وقال مافي فايدة.