جذرة اوباما:هل تعشي البايتات في افريقيا ام يبَتن القوا؟

خف باراك اوباما بعد قمة الثماني الكبار الي غانا يحمل هدية وهي عبارة عن مغلف يحتوي علي وعود بمبلغ 20 مليار دولار توزع علي 3 اعوام بهدف ان يساعد المانحون افريقيا علي انقاص الجوع فيها،وفي حين ان الوعد بانقاص الجوعي في قارة أجداد اوباما يتكرر منذ 1970 فان منظمة الفاو اعلنت في يونيو الماضي ان الجوعي قد بلغوا مليار نسمة في العالم بزيادة 100 مليون عن العام المنصرم 30% منهم في افريقيا،وهنا تجدر الاشارة الي ان مبلغ العشرين مليار دولار يمثل مايعادل 2% مما انفقته الادارة الامريكية علي قطاع المصارف ووكلاء التامين لعامي 2008و2009 المسئولين عن الازمة المالية.وقد بشر اوباما بان المساعدات مرتبطة بمفهوم الحكم الرشيد فيما يفهم منه انه يريد ان يبرئ الغرب من مسؤليته في تنمية القارة،وتحيل الفقر لسوء الادارة والي خيارات القادة الافارقة ولكن السؤال من الذي صنع القادة الافارقة؟
للاجابة علي السؤال ينبغي لنا الرجوع للوراء حيث ان القارة الافريقية تحطمت بسبب نظام الاسترقاق الرهيب في اطار التجارة الدولية الثلاثية التي اقامتها اوربا ومستعمروها في الامريكيتين بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر،ثم وضعت تحت وصاية الاستعمار الاوروبي منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلال بلدانها،بعد ذلك رزحت القارة تحت وطأة الديون والقروض بعد الاستقلال كما تم تسليمها الي قادة مستبدين مثل(موبوتو،بونغو،اياديما،امين دادا،بوكاسا...الخ)،وقد تمتع هؤلاء برعاية اوربا وامريكا،كما تم اغتيال عدد من الزعماء الذين ارادوا تنمية مستقلة تناسب شعوبهم مثل باتريس لوممبا،اوليمبيو،سانكارا،وعليه يتحمل اولئك القادة المستبدين جزء من مسئولية تواصل مآسي القارة ولكن المسؤولية الاكبر تقع علي امريكا واوربا.
اليوم تتاثر شعوب القارة تاثرا مباشرا بالازمة المالية العالمية التي يقع مركزها في واشنطن وول ستريت،مما يكشف ان الراسمالية تؤدي الي مأزق اممي،كما ان الاصول الافريقية لباراك اوباما هي فرصة ذهبية للشركات متعددة الجنسيات التي تتنافس في استغلال مواد افريقيا الاولية والتي تستفيد من خطاب اوباما الذي يدعو فيه الافارقة الي عدم الانخراط في النضال من اجل استقلال اصيل وتنمية حقيقية تضمن اخيرا التلبية التامة لحقوق الانسان.