حقيبة الفن فى أبسط تعريفاتها هى الأغانى التى ظهرت فى فترة العشرينات والثلاثينات من القرن المنصرم والتى وثق لها البرنامج الإذاعى (حقيبة الفن ) ، وطابع هذا النوع من الغناء فى أغلبه هو الغزل والمساجلات بين شعراء يسكنون فى منطقة جغرافية مركزها لايتعدى ال 5 كيلو مترات تتوزع بين حى البوستة وأبوروف وود أرو وبيت المال ، فهل تصلح هذه المقومات لتكون معبرة عن ثقافة (كل ) أهل السودان ؟
ما الذى تحركه كلمات شعراء ما أًصطلح على تسميته بحقيبة الفن فى ذاك المواطن السودانى الذى يسكن سنكات أو حلفا أو حتى نورى فما بالك بساكنى الروصيرص والفاشر و أبو جبيهة ؟
فى تقديرى برنامج أغانى وأغانى للسر قدور يُرسخ لثقافة الحقيبة التى هى ثقافة منطقة محصورة ومحدودة فى أم درمان القديمة ، وهذا الترسيخ مظهر من مظاهر أزمة الثقافة بمركزها ومحيطها . ومحاولة تنميط الغناء السودانى عبر برنامج أغانى و أغانى الذى يعتبر أهم برنامج غنائى تلفزيونى مُشاهد فى تأريخ السودان ، هو خطأ تُسأل عنه الجهات الرسمية من حيث إقرارها الشكلى بأن السودان بلد متعدد الثقافات والأعراق وفق الدستور وما يستتبع ذلك بالضرورة من ضرورة تمثيل هذه الثقافات والأعراق فى أجهزة الأعلام الرسمى بشكل متساوى وعادل من خلال أبنائها وليس بالو كالة .