عميل وجاسوس للبيع .. بحالة جيدة (للجادين فقط )!!
08-29-2012 12:40 AM
حسن وراق
الاتهامات الثابتة التي اصبحت وصفة مسطرة في مواجهة المعارضة من احزاب او افراد هي إلصاق صفة العمالة والتخابر لدولة اجنبية ولعل هذه التهمة اصبحت (موديل ) لم تتم مراجعته بعد كل تلك المتغيرات التي حدثت في العالم ابتدأً بسقوط الاتحاد السوفيتي والذي احزن كثيرا قادة الانقاذ وبعض الدول التي سرعان ما كانت تطفئ علي معارضيها صفة العمالة والارتزاق للنظام السوفيتي الملحد ولعل دول الاتحاد السوفيتي التي (تفرزعت ) كانت تحمل (وزر ) عمالة معارضة الانظمة الشمولية في العالم الثالث وهي الان اكثر سعادة لعدم وجود اي عميل وهمي يشيل حالهم .
نظام حسني مبارك له نصيب وافر من اتهامات حكومة الانقاذ للمعارضة التي كانت تنعتها بالعمالة والارتزاق للنظام المصري ومخابراته وبعد سقوط نظام حسني مبارك تقلصت الدول التي ينسب اليها تخابر وعمالة القوي المعارضة لنظام الانقاذ الشمولي حتي ضاقت الفرص بانحسار الانظمة التي كانت ( تغري ) المعارضة بالتخابر لصالحها وبالتالي تصبح المعارضة الآن في (السهلة) وبالتالي يفقد النظام شماعة يعلق عليها فشله الدائم باتهام المعارضة بالعمالة والتخابر والارتزاق لصالح دول أو دولة اجنبية.
بعد عودة العلاقات مع دولة تشاد وتوقيع اتفاقية ( كنس ) المعارضة من حدود البلدين انتفت العمالة لنظام دبي الذي اصبح ( صهرنا ) وبقت العمالة (نسابة).. يا بختنا . اما دول الجوار الاخري التي ( زهجت ) من تهمة الحكومة للمعارضة السودانية بالتخابر لصالحها ، انصلح حالها واصبحت اثيوبيا من اكثر المدافعين عن حماية نظام الانقاذ الذي ذرف الدموع علي رحيل الرئيس زناوي واثيوبيا اليوم استأثرت بكل استثمارات جماعة (الهبرو ملو ) من (رجال اعمالنا ) و ( المتخندقين) والهاربين الذين حولوا اثيوبيا الي (ماليزيا) افريقيا أما ارتريا فتم شراؤها بالحريات الاربعة واحلال العمالة الارترية بدلا عن (العمالة ) السودانية (العميلة ).
نظام الانقاذ لن يستطع وصم المعارضة، احزاب وافراد بالتخابر والعمالة للمخابرات الامريكية التي استطاعت ان تكشف عورة الانقاذ عقب احداث الحادي عشر من سبتمبرمباشرة وحتي الآن دون الحوجة لعميل من المعارضة . الحكومة تسعي جاهدة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وان دولة الكيان لا تحتاج لعميل سوداني يتخابر لصالحها وهي تملك كل الوسائل الحديثة التي تمكنها بسط سيطرتها علي كافة التراب السوداني وبيدها القوية نفذت عدد من الطلعات الجوية وعدد من الهجمات داخل الاراضي السودانية بضرب اهداف ثابتة ومتحركة وبالتالي تقوم دولة الكيان الصهيوني بحراسة حدودنا الشرقية دون الحوجة لعملاء او متخابرين لان النظام حجز هذا المقعد من المعارضة والكيان الصهيوني لا يجمع بين (الاختين) في الحكومة والمعارضة .
لم يتبق من دول الجوار التي يمكن ان تنسب اليها عمالة المعارضة وتخابرها، سوي دول جنوب السودان وهي دولة حديثة انفصلت بسبب سياسات النظام الإنفصالية والعنصرية ولا تحتاج لمن يتخابر لمصلحتها او يصبح عميلا لدولة ضعيفة غير مستقرة تحاصرها المشاكل من كل جانب وعلي العكس تماما فان مصالح الحكومة تحتم بتجنيد عملاء لها وسط الجنوبيين لاثارة الفتن والغلاقل وعدم الاستقرار واستمرار الحروب القبلية وهي اتهامات ظلت حكومة الجنوب توجهها لحكومة الانقاذ علي الدوام في كافة الصعد الدولية .
أكاد أجزم أن نظام الخرطوم يشهد آخر ايامه بعد أن فقدت المعارضة اي دولة (تتكل عليها )، تتخابر لصالحها و تصبح عميلة ،تتسكع في فنادقها وتنعم بدولاراتها وهكذا سوف تتفرغ المعارضة الي قضيتها الاساسية في اسقاط النظام الذي يتبادل المواقف مع المعارضة و تتحول الحكومة الي نظام عميل يتخابر مع عدد من الانظمة في المنطقة وفي دول الجوار . ما يبعث علي الحيرة هو، أنه لا توجد دولة تبقت في العالم يمكن التخابر لصالحها ولكن الامام الصادق ظل يحتفظ بدولة ما لا وجود لها يتهم السيد مبارك الفاضل بانه يتخابر لصالحها من أجل ضرب حزبه ؟ أي دولة بائسة تلك التي تترك حكومة الانقاذ بشحمها ولحمها وبترولها وذهبها وصمغها لتتخابر ضد حزب ضعيف كحزب الامة منقسم الي الي 4 احزاب يحتاج لمن يرأف به وليس بالتخابر عليه ، حزب الامة مخترق من القيادة للقاعدة . ويا ناس الانقاذ ويا سيادة الامام ! (ما تفكوها في روحكم ساكت) .. لا توجد دولة (متخلفة )علي قيد الحياة فاضية لتجنيد عملاء ومتخابرين والعالم باسره اصبح قرية رقمية .