تقول الحكاية إن مواطنًا كان معجبًا بالرئيس عمر البشير، وكان يدعو في صلاته أن يمُن الله عليه بمولود ذكر ليطلق عليه إسم عمر البشير، فاستجاب الله لدعائه وأكرمه بالمولود الذكر بعد سبع من البنات، وأطلق على مولوده عمر البشير... كتبت بعض الصحف قصة إعجاب المواطن بالرئيس وتسمية طفله عمر البشير، وانتشر الخبر... اتصل أصحاب الرجل من زالنجي، والضعين، وحلفا، وعطبرة، لما قرأوا خبر المولود مهنئين صاحبهم... عوض الله شقيق الرجل أرسل كبشين أقرنين للسماية... يقال والعهدة على الراوي إن رئاسة الجمهورية لم تتعامل مع الموضوع كأنها لم تقرأ صحفًا في ذلك اليوم بعكس أهل وأصدقاء أبو الطفل عمر البشير... غضب المواطن مما اعتبره تجاهلاً متعمدًا من رئاسة الجمهورية، فذهب إلى المستشفى وغيّر اسم المولود من عمر البشير إلى «عوض الله» شقيقه الذي أهدى الكبشين، وحمل شهادة الميلاد الجديدة ودفع بها إلى الصحيفة التي كانت قد نشرت خبر المولود عمر البشير، وقصة إعجاب الرجل بالرئيس، وطلب من الصحيفة أن تنشر الأسباب والملابسات التي دفعته إلى تغيير اسم مولوده من عمر البشير إلى اسم شقيقه عوض الله، فكتبت الصحيفة في أخيرتها قصة تغيير الاسم مع صورة المواطن، وانتشر الخبر الذي يبدو أنه قد أزعج وأحرج مسؤولي الإعلام في مكتب الرئيس مما حدا بهم للبحث عن المواطن فجمعوا كمية من المعلومات عن الرجل، مكان سكنه، وضعه الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي، السايكولوجي والفسيولوجي، والبايولوجي، واشتملت الدراسة على جيرانه ومعظم سكان الحي الذي يقطنه... ثم كانت الخطوة التالية أن حمّلت رئاسة الجمهورية «بوكسيًا» بكل أنواع المواد الغذائية إلى جانب عدد من الكباش، وشوية «ضحّاكات» زي حوالى «5» ملايين جنيه، وذهبت إلى المواطن في عقر داره... استقبل المواطن رتل السيارات «السوداء» مع «البوكسي» الذي كان يئن من الحمل «الثقيل »، استقبله بالهتاف والتهليل والتكبير... في الصباح الباكر ذهب المواطن إلى المستشفى لتغيير الاسم للمرة الثالثة من عوض الله إلى عمر البشير... أبو الزفت... ومن المستشفى إلى الصحيفة التي ربما طالعها القراء في اليوم التالي بالعنوان: أبو الطفل عمر البشير يستقبل قافلة من رئاسة الجمهورية ويتراجع عن اسم شقيقه عوض الله... بعض أصحابه يمازحونه: يا راجل تبيع أخوك بالسهولة دي، فيرد عليهم: عوض الله أخوي كان داير كبشينو ما يجي يشيلُم، في زول قال ليهو لا؟!!
صحيفة الانتباهة