جاء في صحيفة الوطن يوم أمس خبرا مفاده أن أئمة الجريف غرب قد حملوا بائعات الشاي والفتيات الوافدات من دول الجوار وزر تفشي الفساد بالمنطقة ،وتناول السادة أئمة المساجد فئتين من فئات النساءواتهامهن بالفساد وبالافساد وبهذه الطريقة المعممة منافيا لقواعد الدين ذاته فالدين لايسمح بأخذ الكل بجريرة البعض ،وبائعات الشاي اللائي يتحدث عنهن (السادة) ائمة الجوامع المواطنات منهن والوافدات يعلن اسرا وابناء داخل وخارج السودان ،وستات الشاي اللائي صمت أئمة مساجد الجريف عن سبب أو اسباب بيعهن للشاي من فقر وحروب ونزوح ولجوء أكثر شرفا من بعض اولئك الأئمة ذاتهم ،لأن مهنة بيع الشاي نفسها ليست محل شبهه ،وهي تجارة قد تكون أشرف وانظف من (تجارة بعض) الذين يعتلون منابر المساجد ليسيطروا على الناس باسم الدين ويخدروا الناس باسم الدين ،فالجريف هذه التي يتحدث أئمة مساجدها عن الوافدات وفساد الوافدين من دول الجوار يمثل هؤلاء الوافدين فيها قوة اقتصادية مؤثرة ورافدة للسكان الذين يعيش معظمهم على ايجار تلك العقارات من الحبش والأريتريين
وانضم اليهم مؤخرا (مصريين) ،ويمتاز اولئك الوافدين بانهم يقننوا لعملهم فمحلات الانترنت والمقاهي ومحلات الاتصالات ومحلات المأكولات كلها مستوفية التصاديق بل وحتى بائعات الشاي في الجريف غرب يفتحن محلات (مقاهي) مصدق بها لبيع الشاي في الغالب الأعم ،لكن الاستبداد تكتمل أركانه بتسليط سيف الدين على رقبة النساء ،واسواء ما في الأمر أن هؤلاء الأئمة هم من اهم قادة الرأي الديني في السودان ،ويسهموا بصورة مباشرة في خلق الوعي الديني لعامة الناس في الأحياء الشعبية والقري والمناطق النائية ،ويحل الأمر محل الكارثة حينما يكون رجال الدين هؤلاء على علاقة (عشق) بالسلطة ،فتتحول الفتاوى (لغمزة مغازلة) ،تتمدد بعدها السلطة (بفعائلها) على أجساد النساء ؛فما يفعلونه بكل رضا ضمير وراحة روح هو ارضاء للرب حسب فتوى الذين ينصبون أنفسهم حراس بوابة الجنة ...وهذا العشق المنسجم يخدم مصالح الطرفين ...الطرف الذي اذاسئل عن الدولة العادلة قال ان علينا طاعة من يطبقون شرع الله ولا نسائلهم عن عدل هذه الدولة ،والطرف الذي ينعم بدفء هذه (الحصانة الدينية ) فيطيح في النساء (جلدا وتنكيلا ) ،في حين انه عندما تنام احداهن جائعة أو يموت احد ابنائها من المرض لأنها لاتجد حق الدواء لا تجد اماما يحمل الدولة مسئولية قتل الناس من الجوع والمرض ولاتجد دولة تستر عورة جوعها في حين أن ذات هذه الدولة تفرد عضلاتها لو جلست تبيع الشاي أو اردت ملابسا غير مطابقة لمواصفات الأمام والسلطان رضي الله عنهما ...آمين .
امل هبانى - اجراس الحرية