ما في شيء بعجبني في المنطقة دي كلـها زي السوق
أيوة "سوق الحصاحيصا الواحد دا"
عشان كدا إخترتو لدراستي الحا أقدما لنيل "ضرجة" الماجسطير
مش قبال كم يوم جامعة الجزيرة منحت درجة الماجستير لأحد الدارسين ؟؟
مع إنو كانت رسالته في "تحديات تطبيق الشريعة في المجتمعات المعاصرة"
طيب ما دام عندنا سوابق زي دي ما حقو نستفيد منها !!
أهو تبقى دراسة واستثمار شنو البمنع ؟؟
وقد يندهش "المرء" من قصة العجب حبيبي دي فوالله بغران ولست بحاسد
وممكن أقل "المتفائلين" يقول علي "مستـهبل" ومعجب بي دكاكينو
والماعارفين ممكن يقولو عاجباهو "شركاتو" أو "عرباتو"
وإمكن كمان يقولو أغنية "سجل لي براي أنا سجل الريدة" فيني
ويا كافي البلاء لا "فيني" ولا "زادنا"
ويشهد الله "وزول ساي فيكم طالبني حليفة مافي"
فإلى الآن لم أتمكن من إقتناص فرصة إمتلاك "كُشك" ساي في السوق
ياخي "الكُشك" دا "جلي" لأنو الغالي بي غلاتو بزوغك من زنقاتو
وأمانة ما بقت في زنقات ما بفكك منـها إلا الجليل الرحيم
ومافي زول حا يصدقني لو قلت "الركشة" أصبحت لي من جلائل الأمور
وشوف العين ما "كتل" غزال
والركشة "ذاتا" بقت أرحم من دمورية المصنع
وأقيم من قطن ماربلس
ومافي داعي نمشي كتير في قصة الشركات لأني "مابحبـها
قبال ما تبقى هي لله هي الله
وإمكن دا بسبب تعقيد إجراءآت التسجيل والتأسيس وكدا
مش لقلة راس المال "زي ما بشيع المشككون في المقدرات الإستثمارية"
وللجراد قصص كتيرة في السوق دا ممكن أستفيد منها في الدراسة دي
وكنا لمن "نعيرو" بعدم إمتلاكه لـ"دكان" ساكت بقول :
"تربيزتي دي بي دكان الوداعة ما ببدلا"
المهم في الأمر قلت مستحيل أطلع من السوق دا بدون "تُرمُس"
وقبال ما أبدأ في الرسالة لازم أجمع داتا تعينني في نوائب الماجسطير
وقلت أجرب
وتحركت لا ألوي على شي وقلت يا غرق يا جيت متأبطا
ففي نـهار ينذر ب"الهطول" قابلت في السوق "محل التعاسة والعواسة والدراسة"
قابلت مجموعة من أصحاب "السعادة"
وسطاء عندهم معرفة بأماكن الإستثمار
اللقاء تحت ضل شجرة قدام بنك الإدخار
ما شاء الله الشجرة التقول حقت "نبق"
مقسمة على ستة "ستات شاي"
الكراسي مجدعة والضل بارد يستاهل الهباب بجدارة وإستحقاق
والتوثيقات زي المذكرات قبال ساعة الامتحانات دكاني وحوشك
والونسة قاجة بس مربعات مربعات
ولمعرفتي السابقة بـستات الشاي للبينا وبينك والأيام والعشرة "النبيلة"
اليوم داك "رضينا" على تلاتة منهن وجاملننا
وإن شاء الله نجاملن في "السمح"
إتنين جبنة وواحد شاي
طبعاً أمال أيه ؟؟؟
أصلي "مستثمر" والمستثمرين بحبو شراب القهوة "بالنـهار"
والمعروض كانت أسعارو تقول "واغربتي"
جاتني فكرة "جهنمية" وفي الحقيقة هي موضوع "الرسالة"
ولمن طرحتـها على الوسطاء "بدون تفاصيل" كانت الأتوس قدامنا
فحملتنا مع تلاتة من الوسطاء "وهناً على وهن" نحو "الشرق" بالكبري
وتذكرت في سري "للغاية" وبالمناسبة نفسـها
"والذي خلق الأزواج كلـها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون
لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه
وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
وإنا إلى ربنا لمنقلبون"
وصلنا رفاعة وقابلنا واحد من الخبراء "الأجانب"
وطبعاً لا تتعدى دائرة إختصاصه أطراف الكبري جهة رفاعة
وعرفوني بيهو وعمل لي "إسكاننق" سريع كدا
وأنا واقف قدامو زي ود "الطهور"
نـهايتو شرحنا ليـهو الفكرة
وبيني وبينكم شرحنا ظاهر الفكرة
وطلبنا منه معاينة "قطعتين" "سكنيتين" بس ما يكونن "سكند هاند"
والقطع المشيدة أسعارا بتقطع القلوب
وبصراحة رأس المال المستثمر كلو لا يزيد عن تمانية مليون جنيه سوداني
أها قلنا نتوكل على الحي القيوم ونشتري القطعتين
ونجي بعد سنة سنتين المقدم الله بتكون أسعارن زادت
نقوم نبيعن ونشتري دكان في سوق الحصاحيصا
ونقدر نستثمر الدكان عشان رسوم الرسالة
الخبير "الأجنبي" جاب أتوس تاني
وكلو علي "أحسابي "
وتحركت المسيرة القاصدة لفيافي البطانة
والليلة جينا وكية للمابينا
ضربني الهواء وسبقني إشتكى
وقبال الأتوسات تطلع من وسط البلد "دقست"
المهم لمن صحصحت لقيت نفسي بوداي ذي زرع
وتوقفت "الأتوسات" بالقرب من طريق مدني الخرطوم الشرقي
جهة رفاعة
"وترجلنا" من الأتوسات ووقفنا ميممين وجوهنا شطر القبلة
لزوم المسوحات الكنتورية ودراسة التضاريس والجغرافيا
ودا كان ضروري عشان الواحد ما يتمقلب وياخد "خازوق"
وفي أثناء المسوحات تراءت لي قرية "بانت" رهاب رهاب
مساحات بدون حدود لطموحات لا ليـها حد ولا عندها ما "يُعد"
وأنا كـ"مستثمر" واقف قدام ......
والجماعة خلفي
وقربت أصلي بيهم ظهر الخلاص حاضر "بي تمانية مليون بالقديم"
فقد بـهرتني المساحات ومن فوقـها السماوات الزرق
وأظنـها سماوات فارس البطانة القال :
"الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشت
وسارية تبقبق با الصباح ما انفشت
هاج فحل أم صريصر والمنايح بشت
وبت أم ساق على حدب الجميل اتعشت
فقد كانت بحق "ماعون خريفاً ماطر"
كساها توب أخدااااااااااااااار"
وزاد من شدة الإخدرار غياب شمش تلك الظهيرة
حتى تصورت بأن السماء بالفعل تنوء بأثقال هذه السحب الداكنة
سحب توشك على الصببان أو الصبيب
وسالت مني دمعة
والأمة مستمعة
فتوجهت لله بـ"اضعف الايمان"
ودعوت في سري على البعوس "ساكت" في السوق
ولسان حالنا المابسر عدوء ولا صليح :
"سكاتك منازل حلال الحرام
سكاتك علي حين أهش الحمام
سكاتك عليك لما تصحى المسام
سكاتك عليـهم سكوت والسلام"
أي والله من شدة التعاسة السوق إتعاس لقيمات
وكمان في "صاج سكات" سكسوني وسع السماء والارض
في حين ضاقت القلوب وخلت من متسع للباري القهار
أولم يقل المولى غز وجل في حديثه القدسي
"ما وسعني أرضي ولا سمائي
ووسعني قلب عبدي المؤمن"
الناس تقطع وترمي في الزيت "للتحمير"
ومن الصاج للخشم الإتحتت خياشيمو وعِدمت "الناب"
ونابنا من سوء الصنيع بوار البضائع
وكساد المنتجات
وسوء الخدمات
فإنشرت المستنقعات الآسنة حول كافة المحال
وبطبيعة الحال "المائل" نشطت تجارة البعوض
ومنو العوض وعليه العوض