الكوليسترول مواد دهنية شمعية يعتبرها البعض سامة، لكنها ضرورية جداً للحياة، ويستحيل أن يعيش الإنسان من دونها، إذ انها توجد في كل خلايا الجسم وهي تلعب الدور الرئيسي في تكوين وتقوية أغشية الخلايا وفي عزل الخلايا العصبية، وفي إنتاج أنواع معينة من الهرمونات الحيوية.
ينتج الكبد كل ما يحتاج إليه الجسم من الكوليسترول من أجل إنتاج الأحماض الصفراوية التي تساعد في عملية الهضم، وعليه فإن كل الكميات الزائدة عن حاجة الجسم نحصل عليها من تناول الأصناف الغذائية غير الصحية التي تصبح ضارة حين تزيد على المعدلات الطبيعية.
تحيط بالكوليسترول مفاهيم خاطئة بسبب اختلاط الأمور بين الكوليسترول الذي تكتسبه أجسامنا من الأصناف الغذائية التي نتناولها والكوليسترول الذي ينتجه الكبد من أجل إتمام العديد من العمليات الحيوية.
ومن المهم جداً أن نفهم الدور الكبير الذي يقوم به الكوليسترول في أجسامنا، وأن نعرف أنواع الكوليسترول في الدم والمستويات الطبيعية لكل من هذه الأنواع، لأن هذه المعرفة تعتبر المؤشر الأفضل للدلالة على صحة القلب والشرايين.
الخطوة الأولى هي أن نضمن الحفاظ على معدلات الكوليسترول ضمن الحدود الطبيعية، وذلك باتباع القواعد الصحية في غذائنا بالإضافة لممارسة حياة بعيدة عن الخمول من أجل قلب سليم، ولتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين كالنوبات القلبية والجلطات.
قبل الدخول في التفاصيل لا بد من الإشارة إلى أن جزءاً من سوء الفهم المحيط بالكوليسترول يعود إلى أن ليس كل أنواع الكوليسترول تسبب الضرر، فبعضها مفيد، بل مفيد جداً، والمهم أولاً أن نعرف ونفهم ما تعنيه أرقام اختبارات الكوليسترول، وفي
المرحلة الثانية يمكن، بالأكل الصحي وأسلوب الحياة النشطة، التقليل من أضرار الأنواع السيئة والعمل على زيادة الفوائد من الأنواع الجيدة.
فحص الكوليسترول
وفقاً لبرنامج التثقيف الصحي الذي أعدته جمعية أطباء القلب في الولايات المتحدة يمكن إجراء فحص معدلات الكوليسترول لكل شخص تجاوز العشرين من عمره بعد صيام كامل عن الأكل والشراب لمدة تتراوح بين 9 و12 ساعة، حيث يتم احتساب معدلات كل من الدهون عالية الكثافة والدهون منخفضة الكثافة والدهون الثلاثية، وتكون الأرقام النهائية معبرة عن مستوى كل من هذه الدهون بالميلليغرام في ديسيليتر (جزء من 10 من الليتر) الدم. وبالطبع فالطبيب المختص حين يقرأ هذه النتائج يأخذ في الحسبان العديد من العوامل الأخرى كالتاريخ الطبي للعائلة (العامل الوراثي) والسن، وما إذا كان المرء مدخناً أو مصاباً بارتفاع ضغط الدم