كانت صرخة ميلاده التى انتظرها اهله بالفرح والزغاريد التى وصلت للسحاب ... وعندما ابصر نور الدنيا ليرى فرحة والديه بعينيه وليستمد منهما فرح الحياة
ولم تكتمل لحظة العناق والتهانى بمقدم الفارس امجد القادم للتو للدنيا حاملا الحلم والبشاره والرؤى المغروسه فى عمق الجذور
كان قدر الطفل الفارس ان يواجه اول معركه ضد قساوة الحياة وضد الاخطا ء الطبيه وهو يبتسم ليتفرس وجه امه باحثا عن ينابيع الحليب
ومكمن الدفء والحنان وامه ملهوفه تعمل جاهدة لضمه لصدرها ليرتاح قليلا من نعب السفر ومن رهق رحلة الالم ووجع المخاض استبسل الفارس امجد
ليواجه بالدموع والنحيب غربة الزمن وخطأ الطبيب .... كانت حاضنته الزجاجيه ذات الدفء المصتنع تحاول جاهدة ان نستعيد نموه واكتماله وتحاول
معالجة الشرقه التى لازمته بسبب اهمال قابلة زمن اللاوعى .... خرج امجد من المستشفى حاملا معه ابتسامته وصبر والديه واشفاق اسرته
حمل امجد رساله ليوزعها لكل اطفالنا فى كل مكان وكل زمان كتب امجد بمداد اليقين المسنمد من ايمان والديه على رقاع الصبر .... كتب امجد بلغة اليراءة
و اللهو والامل وعشم باكر ... رساله تحمل كل قيم الانسان المؤمن المتوكل ... تحمل فى طباتها حروف الجسارة ومفردة البشاره استلهما من قوة الارادة من شموخ والده وكبرياء امه هى معانى متجسده فى الصدور ومكتوبه على السطور
هى حكايه من قلب المواجع فى واقعنا المؤلم ... لم تكن الاعاقه الجسديه لحركته وعوامل نموه التى حرمته من اللعب والجرى وشقاوة الاطفال
لم تقسم ظهر والديه ولم بفقدوا الامل فى علاجه وعشمهم فى الله كبير .. ولم تتوقف قوافل الرحله لعلاج الفارس امجد ولم تتوقف دوامة الزمن فهى من حال الى حال ....ومازال اهله متمسكون بخيوط الامل رغم دجى الايام وليالى القسوة والمعاناة ..
ومازال امجد مبتسما لايابه كثيرا بصروف الدهر وماجنته عليه يد الاخطاء الطبيه وهاهو يضحك للدنيا تغنى ارادته للصباحات البواكر وينشد نشيد الفجر الجديد
وفى عزمه قوة الفوارس ولن تنتهى ارادة البطل ... ظل يرسم وظل يبسم لكل اقمار الضواحى ظل يحكى للطفوله بكل احاسيسه النبيله فهطلت رؤاه على الخميله فانتشى عطر الحقول الظليله ... امجد مثله مثل الاف الاطفال الذين واجهوا ظروف الحياة بالاعاقه والمرض وكانوا ضحايا للاخطاء الطبيه الشايعه
والمتكرره..دفعوا ثمن هذه الاخطاء من عمرهم ومن فرحتهم ومن برائتهم ولهوهم ... كانت ارادتهم قويه لانها مستمده من ارادة ابويهم ولو حرمتهم الاعاقه من الحركه والنطق واالقفز فوق حواجز الزمن الا ان ابائهم عوضوهم بدلا عنها كميه من الحنان والحب ودفء الابوه والرضى بالمقسوم من رب العالمين
هكذا كانوا يجددون الشكر لله ويتلون ايات الحمد ويتقلدون اوسمة الصبر ووشاح الايمان والعرفان وذادتهم الاعاقه قوة وتمسك بالله ... ومازالت امانيهم واحلامهم
من اجل الوصول لمرافئ الشفاء والسلامه مشرعة بمراكب الامل والوصول للبر الامن وكل الامانى ممكنه
ورغم العثرات التى وقفت فى طريقهم من رهق السفر والمشوار... التى لم تثنيهم عن الطريق ...الا ان اسف الزمان والمحنه التى ابت الا ان تعيد القهقرى وتواجه
الصعوبات جسد الطفل البرئ امجد من جديد فتتكرر الاخطاء الطبيه االقاسيه لتنال من جسده الرهيف عبر اذنه التى لم تحسن اخصائية الجراحه استخراج
خرزه صغيره من اذنه ... لقد تاذى الطفل مرة اخرى من ذات المستشفى التى اعاقته فى ولادته وثم لاحقته بمديتها الخاطئه دوما لتثقب اذنه وتهتك طبلته
ومازال هذا البطل الجسور يدفع الثمن فى صمت ويحتمل فوق ما يحتمله البشر ... اى صلابة هذه التى يستمد منها هذا الرضيع الوجيع ويواجه بها كل هذا العنت
وقساوة الايام ومشرط الطبيب اى عزيمة هذه ايها البرئ فى عصرنا المدان وواقعنا المهان ... الم اقل لكم ان امجد قد ارسل لنا رساله
وحكايه لنقرئها لاطفالنا قبل اللوم وليس النوم لانها حكايات مؤلمه وموجعه ومفزعه للطفوله المحرومه من الزمن الحبيب ومن مصاصة الحليب والتى ارضعوها الالم والنحيب قفدت فيها امان الزمان والطبيب ... فى هذا الزمان الغريب والوضع المريب ادركوا اطفالنا فلذات اكبادنا وحشى ايامنا ووجدانا
ادركوهم ... لكى يلعبوا مع الانسام وزعب الحمام الاطفال يااهلنا بغنوا الاحلام لابد من ترجع عودوا لتنقذوا العيون البريئه
عشان منانا وعشان جنانا ونرجع للدنيا الرحيمه عشان عيون اطفالنا ماتضوق الهزيمه