انتليجنسيا نبات الظل
(باب في نقد الذات الجمعي)
كتاب جديد للأستاذ المفكر/ كمال الجزولي تناول فيه ثلاثة بحوث او أجزاء : ــــ
المبحث الأول : الحامض من رغوة الغمام : مائة عام من عزلة الدروس المهدرة (مبحث في قيمة الإعتبار التاريخي)
تناول فيه ــ من خلال المراجع والمذكرات ــ أخر أيام الدولة المهدية وهزيمة كرري والتي اشار فيها الي انه عندما فرغ من كتابته(مئوية معركة كرري 2/9/1898 ـــ 2/9/1998) في16/8/1998 بعد يومين ضُرب مصنع الشفاء 20/8/1998 أي بعد مائة عام بالتمام والكمال !!
اختتم الاستاذ/ كمال المبحث الأول وباسلوبه السلس الممتع بهذا (المتطع الأدبي الرصين ) : ـــ
..... هم .. هم، كما (البورون) لم ينسوا شيئاً، ولم يتعلموا شيئاً ، فمن ذا الذي يجادل في حقيقة ان الغزاة يوم كرري كانوا مدعومين بقوي حية من كرام قبائلنا وان جيشهم كان يضم كتائب بأكملها من اهل السودان ؟ ومن ذا الذي يكابر فيزعم انه في ليلة قصف (مصنع الشفاء) لم تملاء صماخ أذنيه استغاثة(الحردلو) تتمايح بها ابواق السيارات الجزلي عبر شوارع المدن الثلاث؟؟
ومن ذا الذي يتطاول فيصم شاعر الأمة (بالخيانة العظمي) او يصم الأمة ذاتها (بالخيانة) و(الإرتزاق) ؟؟ بل من ذا الماجد الذي يدلنا علي ما استوعبنا من درروس وعِبر ؟!
نقول ولا نمل التكرار ان الوطن ليسمحض ركام من صخور او صحاري اوغابات او مسطحات من طين ورمل او مجاري لمياه تحفها
الخضرة او لا تحفها، هنا او هناك ! (الوطن) في مبتدئه وخبره (علاقات)، ان صحت صحِّ وان فسدت فسد،فحتام ترانا لا نصيب من الخريف تلو الخريف سوي الحامض من رغوة الغمام ...ختام ؟!
مفارقة غريبة :
تزامن اكمالي قراءتي لكتاب المفكر/ كمال الجزولي في نفس الليلة والساعة التي دوي فيها صوت الأنفجار المرعب في مصنع اليرموك !!
نواصل استعراض المبحث الثاني والثالث لاحقاً