اذا فتحت ابواب خير فأقبلوا,كل عمل يشجع على فعل الخير فهو خير وكل شهر نتقرب فيه الى الله هو خير !!واذا كان افضل مخلوق صام هذا الشهر فهو دليل على اهميته عندالله وبالتالي يحبب فيه التقرب الى المولى ,يقول الحق تبارك وتعالى فى أوائل سورة الدخان ﴿إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنَّا كنا منذرين0 فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ قيل فى معنى هذه الآية الكريمة أنها ليلة النصف من شعبان.روى أن رجلا أتى سيدنا عبد الله بن العباس وقال له: يقول الحق تبارك وتعالى ﴿إنا أنزلناه فى ليلة القدر﴾ فكيف نزل القرآن فى ليلة القدر وكان ينزل متفرقا على رسول الله ؟ فقال سيدنا عبد الله بن عباس : إن الحق تبارك وتعالى أنزل القرآن من البيت المعمور إلى السماء السابعة فى ليلة القدر ثم أنزله إلى السماء الدنيا فى ليلة النصف من شعبان ثم نزل بعد ذلك متفرقا على رسول الله .وقد قال حجة الإسلام الإمام الغزالى أنها تُسمى ليلة الشفاعة وقد ورد عن الحبيب المحبوب صلوات ربى وسلامه عليه أنه سأل الله تعالى ليلة الثالث عشر من شعبان الشفاعة فى أمته، فأعطاه الثلث، وسأله ليلة الرابع عشر، فأعطاه الثلثين، وسأله ليلة الخامس عشر، فأعطاه الجميع، لذلك سُميت بليلة الشفاعة.ومن الأحداث الهامة فى ليلة النصف من شعبان تحويل القبلة، وكان ذلك فى السنة الثانية من الهجرة وعلى الرغم من أن هذا الحدث كان جليلا وعطاء عظيما للمسلمين لم يعطى لأى أمة قبلهم، حيث أن هذه القبلة كانت هى الكعبة التى يحجون إليها ومع ذلك فهم يتوجهون إلى قبلة الأنبياء السابقين التى هى بيت المقدس، ولكن الله كرم نبيه المصطفى حيث قال سبحانه ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾، ومعنى ذلك أن هذا التحول كان تحقيقا لرغبة النبى وإعلاء لشأنه وتمييزا له عن سائر الأنبياء السابقين، ولم لا فهو النبى الخاتم والأعظم ، وقد كان فى هذا الحدث بلاء عظيم للمنافقين، حيث انقلب من انقلب على عقبيه، ومن انقلب فلن يضر الله شيئا، وأما الذين آمنوا فقد ازدادوا إيمانا على إيمانهم، سُنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.وقد ورد فى الأثر: أن لله عز وجل فى هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم بنى كلب.وقال : (إذا كانت ليلة النصف من شعبان نُسخ لملك الموت كل من يموت من شعبان إلى شعبان وأن العبد ليغرس الغرس وينكح الأزواج ويبنى البنيان وأن اسمه قد نُسخ فى الموتى، وما ينتظر ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه).وقال أيضا : (من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).وشهر شعبان عامة له خصوصية بين الشهور حيث أنه شهر المصطفى حيث تقول السيدة عائشة : كان رسولُ الله يصوم حتى يقال لا يُفطر، ويُفطر حتى يقال لا يصوم، وما رأيتُ رسولَ الله استكمل صيامَ شهرٍ قطُّ إلاَّ رمضان، وما رأيته في شهرٍ أكثرَ صياماً منه في شعبان، -وكما ذكرت استاذ راشد-قد قال أيضا من حديث أسامة: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم)، وقال أيضا : (رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى)، وقال أيضا : (شعبان شهرى، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر).