| واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
صفوان فاروق وراق
| موضوع: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الأربعاء 5 أغسطس 2009 - 18:29 | |
| الذكر عكس الغفله اوالنسيان فاذا كنت تحب الخالق سبحانه وتعالى فلا تنساه واذكره دائما واذكره دوما حيث يقول سبحانه وتعالى فى سورة الحشر: ﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون﴾ وقد وردت آيات الذكر فى كتاب الله صراحه فى اكثر من سبعين ايه.وذكر الله هى العبادة الوحيدة السهلة واليسيرة والتى لها ثواب كبير والوحيدة التى طالبنا المولى تبارك وتعالى فيها بالكثرةوفي نفس الوقت لابد من الاتباع يقول المولى عزوجل في ذلك(الرحمن فأسأل به خبيرا)(وأسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) وأهل الذكر هم المشتغلون بذكر الله عمن سواه مثل ان تقول اهل الطب هم الاطباء وأهل القانون هم المحامين والقضاة وماالى ذلك وعليه يصبح سؤال العلماء المشتغلون بالذكر ولايتصدون للفتوى ويتكسبون بها امر هام وهم مايطلق عليهم (الاولياء) وفي شأنهم قال الحبيب عليه الصلاة والسلام(مااتخذالله من ولي جاهلا ولو اتخذه لعلمه) وايضا(علماء امتي كانبياء بني اسرائيل)وعليه فان الذكر ضروري وايضا اتباع الخبير, واليك امثله من ايات الكتاب التى حث الله فيها المسلمون والمؤمنون بدوام ذكر الله ومع اى حال وفى اى وقت ما عدا الاماكن النجسه واوقات قضاء الحاجة . فقال تعالى: ﴿لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا﴾ الاحزاب 12. ﴿والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون﴾ آل عمران 135. ﴿فاذكرونى اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون﴾ البقرة 152. ﴿ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم﴾ آل عمران 191. ﴿ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا﴾ النساء 142. ﴿فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله﴾ الزمر 23. ﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين﴾ الزخرف 36. ﴿استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله﴾ المجادلة 19. ﴿يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله﴾ المنافقون 9. ﴿ومن يعرض عن ذكر ربه نسلكه عذابا صعدا﴾ الجن 17. ﴿فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدني﴾ النجم 29. ﴿اذهب انت واخوك بآياتى ولاتـنيا في ذكرى﴾ طه 42. ﴿ان الحسنات بذهين السيئات ذلك ذكرى للذاكرين﴾ هود 114. ﴿واذكر ربك فى نفسك تضرع وخيفه ودون الجهر من القول بالغدو والآاصال ولا تكن من الغافلين﴾ الاعراف 205. ﴿قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون﴾ الانعام 91. ﴿قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾ الاعلى 14، 15. ﴿ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره﴾ الحج 40. ﴿واذكر ربك كثيرا وسبحه بالعشى والإ بكار﴾ آل عمران 41. ﴿واذكر اسم ربك بكرة واصيلا﴾ الانسان 25. ﴿فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنون كتابا موقوتا﴾ النساء 103. ﴿الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ الرعد 28. ﴿يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون﴾ الانفال 45. ﴿يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما﴾ الاحزاب 41. ﴿وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون﴾ الجمعه 10. ﴿انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا﴾ الانفال 2. ﴿ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها اولئك ماكان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الاخرة عذاب عظيم﴾ البقرة 114. ﴿فى بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه﴾ النور 3. ﴿رجال لا تلهيهم تجاره ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاه يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار﴾ النور 37. ﴿ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر﴾ العنكبوت 45. ﴿ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا﴾ الكهف 28. ﴿والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما﴾ الاحزاب 35. ﴿واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا﴾ المزمل 8. | |
|
| |
عماد منصور حمدالنيل
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الخميس 6 أغسطس 2009 - 13:54 | |
| فصل ذكر الله من القرآن الكريم: قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:152]. وقال تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191]. وقال تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ [آل عمران:41]. وقال تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً [الأعراف:205]. وقال تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [المزمل:8]. فوائد ذكر الله تعالى: 1 - أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره. 2 - أنه يرضي الرحمن عز وجل. 3 - أنه يزيل الهم والغم عن القلب. 4 - أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط. 5 - أنه يقوي القلب والبدن. 6 - أنه ينور الوجه والقلب. 7 - أنه يجلب الرزق. 8 - أنه غراس الجنة فعن جابر عن النبي قال: { من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة }. 9 - إن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. فضل الصلاة على النبي من القرآن الكريم: قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب:43]. فوائد الصلاة على النبي : 1 - امتثال أمر الله سبحانه وتعالى. 2 - موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه . 3 - موافقة ملائكته فيها. 4 - حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة. 5 - أنه يرفع له عشر درجات. 6 - أنه يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات. 7 - أنه يرجى إجابة دعائه إذا فتح بها الثناء على الله تعالى. 8 - إنها سبب لشفاعته . 9 - إنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة. 10 - إنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل مماته. 11 - أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة. 12 - أنها سبب لنيل رحمة الله. مواطن الصلاة على النبي : 1 - في التشهد الأول وآخر القنوت والصلاة في آخر التشهد. 2 - في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية. 3 - في خطبة الجمعة والعيدين والإستسقاء وغيرها. 4 - بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة وعند الدعاء. 5 - عند الدخول للمسجد وعند الخروج منه. 6 - عند ذكره وعند كتابة اسمه . 7 - عند إلمام الفقد والحاجة وأول النهار وآخره. 8 - بعد الفراغ من الوضوء ودخول المنزل. فضل دعاء الله من القرآن الكريم: قال تعالى: رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء [آل عمران:38]. وقال تعالى: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء [إبراهيم:40]. وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]. فوائد الدعاء لله تعالى: 1 - أنه دليل على الإيمان بالله والتوكل عليه. 2 - أنه سبب لنزول الرحمة ودفع البلاء. 3 - إن الدعاء محبوب لله عز وجل. 4 - أنه طاعة لله عز وجل وسبب لدفع غضبه سبحانه وتعالى. 5 - أنه سبب لانشراح الصدر وتفريغ الهم وزوال الغم وتيسير الأمور. أوقات وأماكن إستجابة الدعاء لله تعالى: 1 - ليلة القدر. 2 - يوم عرفة. 3 - شهر رمضان. 4 - ليلة الجمعة ويوم الجمعة وساعة الجمعة. 5 - جوف الليل الآخر. 6 - وقت السحور. 7 - إلتقاء الصفوف في القتال. 8 - بين الآذان والإقامة. 9 - عند السجود. 10 - دُبر الصلوات المكتوبة. 11 - في السحور. 12 - عند قول الإمام ( ولا الضالُّين ). 13 - عند شرب ماء زمزم. 14 - عند صياح الديكة. 15 - عند اجتماع المسلمين في مجلس الذكر. 16 - عند نزول الغيث. وأسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يبصرنا بأرشد أمرنا إنّه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه واتباعه. [ | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الخميس 6 أغسطس 2009 - 15:04 | |
| اللهم صلي عليه وعلى اله واصحابه وسلم وتسلم اخي عماد,,, إعلم أن أهل الذكر هم أفضل عباد الله على الإطلاق لأنهم هم الذين لبوا نداء الله سبحانه وتعالى في قوله : {فاذكروني أذكركم} فاجتهدوا في الذكر وأكثروا منه كما أمر الله في كثير من آياته مثل قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} (الأحزاب 42,14)، وقوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب35). فرقاهم الله سبحانه وتعالى من ذكر اللسان إلى ذكر القلب إلى أن ذُكروا في الملأ الأعلى مصداقاً لقوله تعالى في الحديث القدسي : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنا الأعْمَشُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: (قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) متفق عليه.وهو أعظم الجزاء أن جعل الله سبحانه وتعالى جزاء من ذكره أن يذكره سبحانه وتعالى وقد أهداهم الله سبحانه زيادة على ذكره لهم طمأنينة قلوبهم لقوله عز وجل { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } أي بذكر الله لكم تطمئن قلوبكم أيها الذاكرون. فاطمأنت قلوبهم بذكره وزادهم جل شأنه فللذين أحسنوا الحسنى وزيادة ففتح لهم باب حمده وحمد حمده وشكره وقال مادحاً لهم {وقليل من عبادي الشكور} ولأفضليتهم عند الله تعالى نصب لهم الفتوى في أمور الدنيا والآخرة فقال جل شأنه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل 43). وفي تفسير ابن كثير لهذه الآية جزء 2 ص 493 قال : ( قال الضحاك عن ابن عباس لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك أو من أنكر منهم وقالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فأنزل الله {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} وقال {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} يعني أهل الكتب الماضية أبشرا كانت الرسل إليهم أم ملائكة. فإن كانوا ملائكة أنكرتم وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا. قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} ليسوا من أهل السماء كما قلتم وكذا روي عن مجاهد عن ابن عباس أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب وقاله مجاهد والأعمش وقول عبد الرحمن بن زيد الذكر القرآن واستشهد بقوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} صحيح لكن ليس هو المراد ههنا لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه وكذا قول أبي جعفر الباقر نحن أهل الذكر ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السالفة. وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة كعلي وابن عباس وابني علي الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وعرف لكل ذي حق حقه ونزل كل المنزل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين والغرض أن هذه الآية الكريمة أخبرت بأن الرسل الماضين قبل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا بشرا كما هو بشر كما قال تعالى {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} وقال تعالى {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} وقال تعالى {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين} وقال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وقال تعالى {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ} ثم أرشد الله تعالى من شك في كون الرسل كانوا بشرا إلى سؤال أصحاب الكتب المتقدمة عن الأنبياء الذين سلفوا هل كان أنبياؤهم بشرا أو ملائكة.إذاً أهل الذكر هم أهل البيت ، ولم يتقيدوا هؤلاء الذاكرين بهيئة معينة في الذكر لماذا، لأن الله سبحانه وتعالى لم يأمر بتقييد هيئة معينة في الذكر لقوله سبحانه {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(191 آل عمران) ، وقوله تعالى : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (103 النساء) ،قال ابن عباس في هذه الآية أي بالليل والنهار وفي البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية. إذاً فلن يستطيعوا أن يذكروا الله بهيئة، الهيئة معناها في هذا الموطن كل الأحوال مثل الأوراد كمثال. وهم الذين مدح الله سابقيهم وأسلافهم رضي الله عنهم {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (82 الكهف).في تفسير ابن عباس لهذه الآية قال : حكيت حكاية عن سيدنا رسول الله ( وجد يوم جمعة بعد الصلاة مجلس علم ومجلس ذكر فجلس إلى مجلس العلم وقال كلا المجلسين خير وإنما بعثت معلماً وبعد انتهاء المجلس ذهب إلى بيت عائشة ليستريح فنزل عليه جبريل عليه السلام وقال {واصبر نفسك} الآية فرجع إلى المسجد ثانياً وفي رواية مسرعاً وجلس في مجلس الذكر وعقب صلاة العصر قال الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم )، وهذا كلام سيدنا عبد الله بن عباس. نأتي إلى كلام ابن كثير في الآية:وقوله {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء يقال إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود وليفرد أولئك بمجلس على حدة فنهاه الله عن ذلك فقال {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء فقال {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الخميس 6 أغسطس 2009 - 15:05 | |
| وقال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد هو ابن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب ''وقال أحمد أيضًا: حدثنا هاشم حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت كردوس بن قيس وكان قاص العامة بالكوفة يقول: أخبرني رجل من أصحاب بدر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول )لإن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب) قال شعبة فقلت أي مجلس قال كان قاصًا وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا محمد حدثنا يزيد بن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لإن أجالس قومًا يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إليَّ من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفًا) فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس فبلغت ستة وتسعين ألفًا وههنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل والله ما قال إلا ثمانية دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفًا وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم وهو الكوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم) هكذا رواه أبو أحمد عن عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر مرسلا وحدثنا يحيى ابن المعلى عن منصور حدثنا محمد بن الصلت حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الحج أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم) وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن بكير حدثنا ميمون المرئي حدثنا ميمون ابن سياه عن أنس ابن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مامن قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورًا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات) تفرد به أحمد رحمه الله وقال الطبراني حدثنا إسماعيل بن الحسن حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد عن أبي حازم عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية فخرج يلتمسهم فوجد قومًا يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال (الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم) عبد الرحمن هذا ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة رضي الله عنهم وقوله {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا {وكان أمره فرطًا} أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ولا تكن مطيعًا له ولا محبًا لطريقته ولا تغبطه بما هو فيه كما قال {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}.وقال الإمام أحمد حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَخْبَرَنَا مَيْمُونٌ الْمَرَائِيُّ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذكُرُونَ اللَّهَ لا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلا وَجْهَهُ إِلا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَات).إذاً من يأتي لحضور الحضرة أولاً ذنوبه تغفر وثانياً تُبدل سيئاته حسنات ·وروى الطبراني عن عبد الله بن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله وهو في بعض أبياته {واصبر نفسك} الآية فخرج يلتمسهم فوجدهم يذكرون الله. منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال (الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرني أن اصبر نفسي معهم).ويعلق ابن كثير على ذلك فيقول : ذكره أبو بكر ابن أبي الدنيا في الصحاح أنه من الصحابة وأما أبوه الذي هو سهل ابن حنيف فهو من سادات الصحابة. ويتضح مما ذكرناه بطلان ما يقول المدَعون أن حلق الذكر هي دروس العلم · كدرس فلان وفلان . إذاً مجلس العلم غير مجلس الذكر لأنهم يقولون الحضرة على هيئتها لم ترد والحضرة معناها أن واحداً يقعد يعمل درس.وقد ورد في هذه الآية لابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى {تريد زينة الحياة الدنيا} أي مجالسة العظماء والأشراف وروى. أن المؤلفة قلوبهم عيينة والأقرع بن حابس وأمثالهم قالوا يا نبي الله لو جلست في صدر المجلس ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون بذلك سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب صوف ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى {واصبر نفسك} فقام رسول الله يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخرة المسجد فقال (الحمد لله الذي لم يميتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات )· انتهى كلام ابن جرير.وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في بعض العبادات بإظهارها وإعلانها وفي بعض العبادات بإسرارها وإخفائها منها الصلاة والصوم والحج أمرنا الله بإظهارها وإعلانها، مثال الحديث حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإيمَانِ ) مسند أحمد - سنن الترمذى- سنن بن ماجه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} الآيَة. في حالة الصوم النبي يقول لو ضايقك إنسان و أنت صائم فلتقل ( اللَّهم إني صائم ) وفي الحج تسافر ويري جميع من حولك أنك ذاهب للحج وتلبي لتظهر الحج وهناك عبادات أخرى أمرنا الله بإخفائها مثل الصدقة كما في الحديث حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ قَالَ حدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عبيد الله قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عبد الرحمن عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ الإمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفق عليه.و مثل الدعاء في الصلاة أمرنا الله بإخفائه اتفاقا أي باتفاق المذاهب و هذا في الصلاة فقط.و نأتي لموضوعنا الرئيس وهو الذكر هل يكون سراً أم علنا هناك من يقول اذكر ربك في نفسك و نحن نقول نأتي بالآيات و الأحاديث التي تكلمت في هذا الموضوع ونرى هل هي أمرت بالذكر جهراً أم سراً أم فاضلت ما بين الاثنين فلو قالت ممكن جهراً أو سرا إذاً فممكن نعمل الذكر جهراً وممكن نعمله سراً. لو فاضلت بأن أحدهم أفضل من الآخر فنقوم بعمل الأفضل· لكن هذا لا يعني عدم عمل النوع الآخر.مر رسول الله بالمسجد فوجد سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر رضي الله عنهما يقرآن القرآن أما سيدنا أبو بكر الصديق يقرا خافضاً صوته وسيدنا عمر رافعاً صوته· فسأل النبي سيدنا أبو بكر (لِمَ خفضت صوتك فقال لقد أسمعت من ناجيت· فقال لسيدنا عمر لِمَ رفعت صوتك فقال لأطرد الشيطان وأوقظ النيمان).إذاً النبي هنا لم يوافق على السرية ولا الجهرية وقال كن وسطاً · أصلاً الآية تقول {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (الإسراء 110) ،النبي طبق ذلك على القرآن بدليل أن الصلاة إما سرية أو جهرية ولا وسط ، { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الثلاثاء 11 أغسطس 2009 - 10:56 | |
| أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إن لكل شيء صقالةً وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع. وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع.لأن الله تعالى يقول في كتابه {ولذكر الله أكبر}. وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع الذكر هو السبب الرئيسى لصلاح القلب الذى فيه صلاح الجسد كله حدثنا أبو نعيم: عن النعمان بن بشيررضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلال بَيِّن، والحرام بَيِّن، وبينهما مُشَبَّهَات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات: كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يواقه، ألا وإن لكلِّ ملِكٍ حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).البخاري وعَنِ النّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (وَأَهْوَى النّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إلَىَ أُذُنَيْهِ) إنّ الْحَلاَلَ بَيّنٌ وَإنّ الْحَرَامَ بَيّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنّ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، فَمَنِ اتّقَى الشّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرّاعِي يَرْعَىَ حَوْلَ الْحِمَىَ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإنّ لِكُلّ مَلِكٍ حِمىً، أَلاَ وَإِنّ حِمَى اللّهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلّهُ وَإذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْب مسلم.وفي شرح النووي على مسلم: في قوله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب قال أهل اللغة: يقال صلح الشيء وفسد بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر، والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها، قالوا: المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب. وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد، واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس... قال رسول الله ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب البخاري ومسلم.فما هو صلاحه وفساده؟....عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ(إِنَّ الْمُؤْمِنَ، إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ فَلْبُهُ. فَإِنْ زَادَ زَادَتْ. فَذلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ فِي كَتَابِه.كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَاكَانُوا بَكْسِبُونَ) أحمد- بن ماجه- الترمذي | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الأربعاء 12 أغسطس 2009 - 14:58 | |
| قال رسول الله (إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار) السيوطي الجامع الصغير ولكن ما الذي أتى بهذا الصدأ قال تعالى: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون}، {كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون} (المطففين14-15) والران والصدأ هو من الذنب والغفلة وعلاج الذنب الاستغفار وعلاج الغفلة الذكر لأن الغفلة والذنب يؤديان إلى اتباع الشخص لهواه وكذلك قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28) فيصبح المتحكم فيه المسيطرعلى أفعاله وأحواله وأقواله الهوى بدلا من النص والأمر الإلهي أما إذا كان من أهل الذكر والاستغفار استقام القلب وانصلح وأدى ذلك إلى استقراره ودوام ذلك، فيكون الذكر صقالة تمنع تحكم الشيطان فيه لأن القلب سمي قلبا من التقلب وإلى هذا يشير رسول الله فيما روى عبد الله عن عمرو رضي الله عنهما أن النبي كان يقول: (لكل شيء صقالة وأن صقالة القلوب ذكر الله عز وجل)البيهقي السيوطي ولهذا قيل الذكر للقلب سبب إصلاحه وحياته كالماء للسمك سبب إصلاحه وحياته حتى أن الإنسان ليتجه إلى الله وتصبح إرادته كلها وحبه لله الكريم؛ فيتفضل الله تعالى عليه بأن يكون نصب عين رسول الله ، قوله تعالى{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم} الكهف وهنا ترى كيف أن الله تعالى وَجَّهَ رسولَه إلى صبر نفسه معهم وألا يعدو عينيه عنهم وهم أهل الصفة وألا يطع هؤلاء الذين يريدون زينة الحياة الدنيا أغفل الله قلوبهم عن ذكره وجعل أمورهم مترددة متشككة جزاءً لهم، وقد قال رسول الله (الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له) مسند أحمد، فهؤلاء هم الصادقون المتقون. الذكر سبب النجاة فـي الآخرة قال رسول الله: (ما عمل بن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) ابن أبي شيبه الذكر سبب عمار الأرض وعن أنس قال: قال رسول الله (لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله) أحمد مسلم الترمذي..... قال العلامة علي القاري فـي كتاب (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) حين شرح هذا الحديث ما نصه: أي لا يُذكر الله فلا يبقى حكمة فـي بقاء الناس. ذكر الله والأستقامة عليه سبب تنزل الملائكة والرحمة والسكينة أخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله (إن لأهل ذكر الله أربعا ينزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحف بهم الملائكة، ويذكرهم الرب فـي ملأ عنده) بذكر الله تصيب خيرى الدنيا والآخرة أخرج ابن أبي الدنيا فـي كتاب الشكر والطبراني والبيهقي عن ابن عباس إن النبي قال: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا فـي نفسها وماله) وهنا يجب أن ننوه أن الذكر المقصود فـي كل هذه الآيات والأحاديث إنما يُعنى به ترديد إسم المحبوب المعبود المشهود دون طلب لمنفعة أودفع لمضرة أي ترديد الإسم الله كما ورد فـي سورة المزمل {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا}. الذاكرون هم الذين يباهى الله بهم ملائكتة أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي عن معاوية (أن رسول الله خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. قال آلله ماجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة). هم أهل الكرم وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري (أن رسول الله قال: يقول الله يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم. فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل مجالس الذكر) هم أهل معية الله وأخرج ابن ماجه وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي قال (إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه). فهو مع من يذكره بقلب ومع من يذكره بلسانه ولكن معيته مع الذكر القلبي أتم وخص اللسان بإفهامه دخول الأعلى بالأولى ولكن محبته وذكره لما استولى على قلبه وروحه صار معه وجليسه ولزوم الذكر عند أهل الطرق من الأركان الموصلة إلى الله تعالى وهو ثلاثة أقسام: ذكر العوام باللسان وذكر الخواص بالقلب وذكر خواص الخواص بفنائهم عن ذكرهم عند مشاهدتهم مذكورهم حتى يكون حق مشهود فـي كل حال. قالوا وليس للمسافر إلى لله فـي سلوكه أنفع من الذكر المفرد القاطع من الأفئدة الأغيار وهو (الله) وقد ورد فـي حقيقة الذكر وآثاره وتجلياته ما لا يفهمه إلا أهل الذوق.(من شرح المناوي فـي فيض القدير). أحمد عبد المالك | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا السبت 15 أغسطس 2009 - 9:50 | |
| الذكر نعت إلهي وهو نفسي وملئي في الحق وفي الخلق ومع كونه نعتاً إلهياً فهو جزاء ذكر الخلق قال تعالى: {فاذكروني أذكركم} فجعل وجود ذكره عن ذكرنا إياه، وكذلك حاله فقال تعالى: (إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)، فأنتج الذكرُ الذكر وحال الذكر حال الذكر وليس الذكر هنا بأن نذكر اسمه، بل نذكر اسمه من حيث ما هو مدح له وحمداً، إذ الفائدة ترتفع بذكر الاسم من حيث دلالته على العين، لا في حقك ولا في حقه. فإن قلت فقد رجح أهل اللّه ذكر لفظة اللّه اللّه وذكر لفظة هو على الأذكار التي تعطي النعت، ووجدوا لها فوائد.. قلت: صدقوا وبه أقول. ولكن ما قصدوا بذكرهم اللّه اللّه نفس دلالته على العين، وإنما قصدوا هذا الاسم أو الهو من حيث أنهم علموا أن المسمى بهذا الاسم أو هذا الضمير هو من لا تقيده الأكوان ومن له الوجود التام فإحضار هذا في نفس الذاكر عند ذكر الاسم لذلك وقعت الفائدة. فإنه ذكر غير مقيد فإذا قيده بلا إله إلا اللّه لم ينتج له إلا ما تعطيه هذه الدلالة. وإذا قيده بسبحان اللّه لم يتمكن له أن يحضر إلا مع حقيقة ما يعطيه التسبيح. وكذلك اللّه أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا باللّه. وكل ذكر مقيد لا ينتج إلا ما تقيد به، لا يمكن أن يجني منه ثمرة عامة، فإن حالة الذكر تقيده. وقد عرفنا اللّه أنه ما يعطيه إلا بحسب حاله في قوله: (إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)، الحديث فلهذا رجحت الطائفة ذكر لفظة اللّه وحدها أو ضميرها من غير تقييد فما قصدوا لفظة دون استحضار ما يستحقه المسمى، وبهذا المعنى يكون ذكر الحق عبده باسم عاج لجميع الفصائل اللائقة به، التي تكون في مقابلة ذكر العبد ربه بالاسم اللّه. فالذكر من العبد باستحضار، والذكر من الحق بحضور لأنا مشهودين له معلومون. وهو لنا معلوم ومشهود. فلهذا كان لنا الاستحضار وله الحضور. فالعلماء يستحضرونه في القوة الذاكرة، والعامة تستحضره في القوة المتخيلة. ومن عباد اللّه العلماء باللّه من يستحضرونه في القوتين يستحضره في القوة الذاكرة، عقلاً وشرعاً، وفي القوة المتخيلة شرعاً وكشفاَ، وهذا أتم الذكر لأنه ذكره بكله. ومن ذلك الباب يكون ذكر اللّه له ثم إن اللّه ما وصف بالكثرة شيئاً إلا الذكر وما أمر بالكثرة من شيء إلا من الذكر. قال: {والذاكرين اللّه كثيراً والذاكرات}. وقال: {اذكروا اللّه ذكراً كثيرا}. وما أتى الذكر قط إلا بالاسم اللّه خاصة معرى عن التقييد فقال {اذكروا اللّه} وما قال بكذا وقال: {ولذكر اللّه أكبر} ولم يقل بكذا، وقال {اذكروا اللّه في أيام معدوات}. ولم يقل بكذا، وقال {اذكروا اسم اللّه عليها} ولم يقل بكذا وقال: {فكلوا مما ذكر اسم اللّه عليه} ولم يقل بكذا وقال صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول اللّه. فما قيده بأمر زائد على هذا اللفظ لأنه ذكر الخاصة من عباده الذين يحفظ اللّه بهم عالم الدني. وكل دار يكونون فيه. فإذا لم يبق في الدنيا منهم أحد لم يبق للدنيا سبب حافظ. يحفظها اللّه من أجله فتزول وتخرب وكم من قائل اللّه باق في ذلك الوقت. ولكن ماهو ذاكر بالاستحضار الذي ذكرناه فلهذا لم يعتبر اللفظ دون الاستحضار. {وإذا ذكرت ربكَ في القرُآن وحدهُ ولوْا على أدبارهمْ نفُوا} لأنهم لم يسمعوا بذكر شركائهم واشمأزت قلوبهم، هذا مع علمهم بأنهم هم الذين وضعوا آلهة ولهذا قال: {قل سموهم} فإنهم إن سموهم قامت الحجة عليهم فلا يسمى اللّه إلا اللّه. ودرجات الذكر عند العارفين من أهل اللّه إحدى وخمسون وتسعمائة درجة. وعند الملامية تسعمائة وعشرون درجة. وأما ذكر الاسم الشريف المفرد (اللّه) بالقصر يعني من غير مد. وكذا جميع أسماء اللّه تعالى الحسنى فهو جائز. وقد ألف فيه العلامة السكندري رسالته المشهورة بالقول المسموع في بيان أن ذكر الاسم المفرد بالقصر من الذكر المشروع. وقد قال العلامة قوله المشهور: اللّه قل وذر الوجود وما حوى فالكل دون اللّه إن حققتــه إن كنت مرتاداً بلوغ كمــال عدم على التفصيل والإجمال وإذا جاز القصر في الاسم المفرد الذي هو جامع لجميع أسماء اللّه تعالى الحسنى، أفلا يكون في غيره من باب أولى؟ ومعنى كونه جامعاً أنك إذا قلت الملك، فلا يسعك إلا أن تقول: (اللّه)، وإذا قلت الصبور فلا يسعك إلا أن تقول: (اللّه) وهذكا في جميع الأسماء الحسنى. وكذا أيضا جميع أسمائه تعالى التي غير الأسماء الحسنى التوفيقية، فمرجعها أيضاً إليه سبحانه وتعالى كالحنان، فلا يسعك إلا أن تقول: (اللّه) والمنان كذلك. وقد جمع المرحوم الشيخ عبدالرحمن عليش من القرآن الكريم مائة وسبعين اسماً لله تعالى من غير الأسماء الحسنى في رسالة وهي مطبوعة الآن. وقال بعض الأفاضل معنى كونه، جامعاً لجميع الأسماء، أن الحرف الواحد منه يدل عليه تعالى كالألف من الاسم الشريف تنطق به (آ) وهي لغة كل طفل عند إرادة النطق ولغة المريض وهي الأنين في المرض فيكون التجاؤه إليه تعالى من غير إدراك ومعناها (أ إله من اللّه) أو {للّه أذن لكم أم على اللّه تفترون} وكذا آخر حرف من الاسم الشريف كالهاء {هو اللّه الذي لا إله إلا هو}. وكذا إذا ضممت حرفين من الاسم الشريف كالألف والهاء (آه) وهو ذكر المسغرق وهو فضلاً عما قدمنا من لفظ الجنين والمريض، كما قال: آهـ وآهـ ثـم آها آهـا قد أبدع الأجناس ثم براها وكذا لو ضممت اللام إلى الهاء لصار (له) ما في السماوات وما في الأرض). وأما ذكره بالقصر بل بسكون الهاء (اللّه) فهو من أجل الذكر كما عرف عن الأماثل، الأوائل، ولم تعرف عنه في النطق إلا الألف المدغمة في الهاء وهي حالة المستغرق. وهو آهـ لغة في (اللّه) كما في قول أبي طالب: لهم إن ا لمرء لغة في اللّهم. وأما الضالون الذين يجهلون هذا ويذيع مذيعهم في الإذاعة ويقول هؤلاء لا يعني الذاكرين يغيرون في أسماء اللّه تعالى ويقول: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} وهو يجهل معنى الآية. إذا معناها لا تبالوا بإنكارهم ما سمى به نفسه. كقولهم: ما نعرف إلا رحمن اليمامة. أو ذروهم وإلحادهم فيها باطلاقها على الأصنام. واشتقاق في أسمائها منها (كاللات من اللّه والعُزى من العزيز ومناة من المنان) هذا ماعليه اجماع المفسرين يا أيها الغر الأخرق. أهؤلاء يلحدون في أسماء اللّه تعالى يا أيها الأحمق؟. وأما اللّه تعالى هو علم على الذات الأقدس الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد وأصله الإله وهو يطلق على كل إله ثم غلب على المعبود بالحق الواجب الوجود واشتقاقه من إله آلهة وألوهية بمعنى عبد ومنه تأله واستأله وقيل: من أله إذا تحير لأن العقول تتحير في معرفته. وقيل أصله لاه مصدر لاه يليه ليها ولاه. إذا احتجب وارتفع لأنه سبحانه وتعالى محجوب عن ادراك الأبصار ومرتفع على كل شيء سبحانه. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:26 | |
| مسألة - في الذكر والتسبيح والدعاء، هل هو معادل للصدقة ويقوم مقامها في دفع البلاء؟. الجواب - الأحاديث والآثار صريحة في ذلك، وفي تفضيله على الصدقة، وأما كونه سبباً لدفع البلاء فهو أمر لا مريه فيه، فقد وردت أحاديث لا تحصى في أذكار مخصوصة من قالها عصم من البلاء ومن الشيطان ومن الضر ومن السم ومن لدغة العقرب ومن أن يصيبه شيء يكرهه، وكتاب الأذكار للشيخ محيي الدين النووي مشحون بذلك، وكذا كتاب الدعاء للطبراني واللبيهقي، فلا معنى للاطالة بذلك، وقد صح في (لا حول ولا قوة إلا باللّه) أنها تدفع سبعين بابا من الضر أدناها الفقر، وفي رواية (أدناها الهم).وأخرج الحاكم - وصححه - عن ثوبان مرفوعاً (لا يرد القدر إلا الدعاء). وأخرج الحاكم أيضاً من حديث عائشة مرفوعاً (الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل. وأن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) وأخرج مثله من حديث ابن عمر.وأخرج أبو داود وغيره عن ابن عباس مرفوعاً (من لزم الاستغفار جعل اللّه له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرج. ورزقه من حيث لا يحتسب).وأخرج ابن أبي شيبة عن سويد بن جميل قال - من قال بعد العصر لا إله إلا اللّه الحمد لله وهو على كل شيء قدير قاتلن عن قائلهن إلى مثلها من الغد.وأخرج اسحق بن راهويه في مسنده من طريق الزهرى قال - أتى أبو بكر الصديق بغراب وافر الجناحين، فقال - سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول (ما صيد صيد ولا عضدت عضاه ولا قطعت وشيجة إلا بقلة التسبيح) وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق ابن عون بن مهران عن أبي بكر موقوفاً، وأخرج أبو نعيم في الحلية مثله في حديث أبي هريره، وأبي الشيخ في العظمة نحوه من حديث أبي الدرداء مرفوعاً (ما أخذ طائر ولا حوت إلا بتضييع التسبيح) ومن حديث أنس مرفوعاً ( آجال البهائم كلها وخشاش الأرض في التسبيح، فإذا انقضى تسبيحها قبض اللّه أرواحها) ومن حديث يزيد بن مرشد مرفوعاً (لا يصاد شيء من الطير والحيتان إلا بما يضيع من تسبيح اللّه).أما تفضيل الذكر على الصدقة ففيه أحاديث كثيرة مرفوعة وموقوفة فمن الموقوفة ما أخرجه الحاكم والترمزي عن أبي الدرداء مرفوعاً (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا وما ذاك يا رسول اللّه؟ قال - ذكر اللّه).وأخرج الترمزي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (سئل أي العباد أفضل درجة عند اللّه يوم القيامة؟ قال الذاكرون اللّه كثيراً قلت يا رسول اللّه من الغازي في سبيل اللّه؟ قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دماً لكان الذاكرون اللّه كثيراً أفضل منه درجة).وأخرج الحاكم عن البراء مرفوعاً (من قال لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات فهو كعتق نسمة).وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق أنس مرفوعاً (لأن أقعد مع قوم يذكرون اللّه منذ صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد اسماعيل)، ففي هذين عدل الذكر بالعتق وتفضيله عليه.ومن الموقوفات - أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابي مسعود قال: (لأن أسبح تسبيحات أحب إلي من أن أنفق بعددهن دنانير في سبيل اللّه).وأخرج عند قال (لأن أقول سبحان اللّه والحمد لله ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر أحب إلي من أن أتصدق بعددها دنانير).وأخرج عن عبداللّه بن عمرو بن العاص، قال: (لأن أقول سبحان اللّه، والحمد لله، ولا إله إلا اللّه أكبر أحب إلي من أن أحمد على عدتها من خيل بأرسانها).وأخرج عن ابن عمر قال: (ذكر اللّه الغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل اللّه واعطاء المال سَحا).وأخرج عن أبي الدرداء قال: (لأن أسبح مائة تسبيحة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار على المساكين).وأخرج عن معاذ بن جبل قال: (لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل اللّه والآخر يذكر اللّه، لكان الذاكر أعظم وأفضل أجرا) وأخرج عنه قال (لأن أذكر اللّه من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على الجياد في سبيل اللّه).وأخرج عن عبادة بن الصامت مثله.وأخرج عن سلمان الفارسي قال: (لوبات رجل يعطي القيان البيض، وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر اللّه، لرأيت أن ذاكر اللّه أفضل).وأخرج عن ابن عمرو قال: (لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والآخر من المغرب مع أحدهما ذهب لا يضع منه شيئاً إلا في حق والآخر يذكر اللّه حتى يلتقيا في طريق كان الذي يذكر اللّه أفضلهما) فهؤلاء سبع صحابة صرحوا بتفضيل الذكر على الصدقة.ومن أقوال غير الصحابة - أخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص قال (لتسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفي في عام أزبة أو لزبة أي شدة وجدب ومحل).وأخرج عن أبي برده قال: (لو أن رجلين أحدهما في حجره دنانير يعطيها والآخر يذكر اللّه كان ذاكر اللّه أفضل).والآثار في هذا المعنى كثيرة، وفيما أوردناه كفاية.ومما استدل به على تفضيل الذكر على سائر العبادات أنه لم يرخص في تركه في حال من الأحوال، أخرج ابن جرير في تفسيره عن قتادة قال: (افترض اللّه ذكره عند أشغل ما تكونوا، عند الضراب بالسيوف). فقال: {يا أيها الذين آمنو إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا اللّه كثيراً لعلكم تفلحون} واللّه أعلم. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:28 | |
| واذا سألت - أكرمك اللّه - عما اعتاده الصوفية من عقد حلق الذكر، والجهر به في المساجد، ورفع الصوت بالتهليل وهل ذلك مكروه أم لا؟ الجواب - أنه لا كراهة في شيء من ذلك وقد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر، وأحاديث تقتضي استحباب الإسرار به والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص كما جمع النووي بمثل ذلك بين الأحاديث الواردة باستحباب الجهر بقراءة القرآن والأحاديث الواردة باستحباب الإسرار بها وها أنا أبين ذلك فصلاً فصل. ذكر الأحاديث الدالة على استحباب الجهر بالذكر تصريحاً أو التزام. الحديث الأول - أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم - (يقول اللّه - أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) والذكر في المأ لا يكون إلا عن جهر. الحديث الثاني - أخرج البزار والحاكم في المستدرك وصحهه عن جابر قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها الناس، إن الله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة، قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر اللّه). الحديث الثالث - أخرج مسلم والحاكم - واللفظ له - عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة سيارة وفضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض، فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضم بعضاً بأجنحتهم إلى السماء، فيقول اللّه: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك، فيقول: ما يسألون؟ وهو أعلم، فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا يارب، فيقول فكيف لو رأوها؟ ثم يقول ومم يستجيروني؟ وهو أعلم بهم، فيقولون: من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوني، وأجرتهم مما استجاروني، فيقولون: ربنا إن فيهم عبداً خطاء جلس اليهم وليس منهم، فيقول: وهو أيضاً، قد غفرت له، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم). الحديث الرابع - أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنهما قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما من قوم يذكرون اللّه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وذكرهم اللّه فيمن عنده). الحديث الخامس - أخرج مسلم والترمذي عن معاوية (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر اللّه ونحمده، فقال: إنه أتاني جبريل فأخبرني أن اللّه يباهي بكم الملائكة). الحديث الساديس - أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر اللّه حتى يقولوا مجنون). الحديث السابع - أخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي الجوزاء رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر اللّه حتى يقول المنافقون أنكم مراءون) مرسل.ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن هذا إنما يقال عند الجهر دون الإسرار. الحديث الثامن - أخرج البيهقي عن أنس قال - قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا يا رسول اللّه وما رياض الجنة؟ قال - حلق الذكر). الحديث التاسع - أخرج بقي ابن مخلد عن عبداللّه بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم (مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون اللّه ويرغبون إليه، والآخر يعلمون العلم، فقال - كلا المجلسين خير، وأحدهما أفضل من الآخر). الحديث العاشر - أخرج البيهقي عن عبداللّه بن مغفل قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (ما من قوم اجتمعوا يذكرون اللّه إلا ناداهم مناد من السماء - قوموا مغفوراً لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات). الحديث الحادي عشر - أخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الرب تعالى يوم القيامة سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم، فقيل - ومن أهل الكرم يا رسول اللّه؟ قال: مجالس الذكر في المساجد). | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:30 | |
| الحديث الثاني عشر - أخرج البيهقي عن ابي مسعود قال - إن الجبل لينادي الجبل باسمه - يا فلان هل مربك اليوم لله ذاكر؟ فإن قال نعم استبشرا، ثم قرأ عبداللّه ﴿لقد جئتم شيئاً إذاً تكاد السموات يتفطرن منه﴾ الآية، وقال - أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير. الحديث الثالث عشر - أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض﴾ قال - ان المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر اللّه فيه. وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عبيد قال - إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبداللّه المؤمن مات، فتبكي الأرض والسماء فيقول الرحمن - ما يبكيكما على عبدي؟ فيقولون - ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك.وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به. الحديث الرابع عشر - أخرج البزار والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال اللّه تعالى - عبدي إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه وأكثر). الحديث الخامس عشر - أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال - ابن الأدرع (انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليله، فمر برجل في المسجد يرفع صوته، قلت - يا رسول اللّه عسى أن يكون هذا مرائياً؟ قال - لا، ولكنه أواه). وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر (أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين - إنه أواه، وذلك أنه كان يذكر اللّه). وأخرج البيهقي عن جابر بن عبداللّه أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل - لو أن هذا خفض من صوته، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (دعه فإنه أواه). الحديث السادس عشر - أخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال: (إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال - ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا اللّه، ففعلنا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم - اللّهم إنك بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، إنك لا تخلف الميعاد، ثم قال - ابشروا، فإن اللّه قد غفر لكم). الحديث السابع عشر - أخرج البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم، فيقول اللّه تعالى - اغشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم). الحديث الثامن عشر - أخرج الطبراني وابن جرير عن عبدالرحمن بن سهل بن حنيف قال: (نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾ الآية، فخرج يلتمسهم، فوجد قوماً يذكرون اللّه تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم وقال - الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم). الحديث التاسع عشر - أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال (كان سلمان في عصابة يذكرون اللّه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا، فقال - ماكنتم تقولون؟ قلنا - نذكر اللّه اللّه، قال إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها، ثم قال - الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم). الحديث العشرون - أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي رزين العقيلي (أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال له - ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة؟ قال - بلى قال - عليك بمجالس الذكر، وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر اللّه). الحديث الحادي والعشرون - أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي والاصبهاني عن أنس قال - قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (لأن أجلس مع قوم يذكرون اللّه بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أجلس مع قوم يذكرون اللّه بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها). الحديث الثاني والعشرون - أخرج الشيخان عن ابن عباس قال (إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس - كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته). الحديث الثالث والعشرون - أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال (من دخل السوق فقال لا إلا إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب اللّه له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة) وفي بعض طرقه (فنادى). الحديث الرابع والعشرون - أخرج أحمد وأبو داود والترمزي وصححه والنسائي وابن ماجه عن السائب أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال (جاءني جبريل فقال - مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير). الحديث الخامس والعشرون - أخرج المروزي في كتاب العيدين عن مجاهد أن عبداللّه بن عمر وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران، لا يأتيان السوق إلا لذلك. وأخرج أيضاً عن ميمون بن مهران قال - أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرته. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:32 | |
| إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنها لا كراهة البتة في الجهر بالذكر، بل فيه ما يدل على استحبابه، إما صريحاً أو التزاماً كما أشرنا إليه.وأما معارضته بحديث (خير الذكر الخفي) فهو نظير معارضة أحاديث الجر بالقرآن بحديث (المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام، والجهر أفضل في غير ذلك، لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين، ولأنه يوقظ قلب القارىء، ويجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد في النشاط. وقال بعضهم - يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر، والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار، انتهى. وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل، وب يحصل الجمع بين الأحاديث. فإن قلت - قال اللّه تعالى ﴿واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة، ودون الجهر من القول﴾. قلت - الجواب عن هذه الآية من ثلاثة أوجه: الأول: أنها مكية كآية الإسرار ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت به﴾ وقد نزلت حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقرآن فيسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن أنزله بترك الجهر سدا للذريعة، كما نهي عن سب الاصنام لذلك في قوله تعالى ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون اللّه فيسبوا اللّه عدوا بغير علم﴾ وقد زال هذا المعنى وأشار إلى ذلك ابن كثير في تفسيره. الثاني: أن جماعة من المفسرين - منهم عبدالرحمن بن زيد بن أسلم شيخ مالك وابن جرير - حملوا الآية على الذاكر حال قراءة وأنه أمر له بالذكر على هذه الصفة تعظيماً للقرآن أن ترفع عنده الأصوات، ويقويه اتصالها بقوله - ﴿وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا﴾. قلت - وكأنه لما أمر بالإنصات خشي من ذلك الإخلاد إلى البطالة فنبه على أنه وإن كان مأموراً بالسكون باللسان إلا أن تكليف الذكر بالقلب باق حتى لا يغفل عن ذكر اللّه، ولذا ختم الآية بقوله ﴿ولا تكن من الغافلين﴾. الثالث: ما ذكره الصوفيه أن الأمر في الآية خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم الكامل المكمل، وأما غيره ممن هو محل الوساوس والخواطر الرديئة فمأمور بالجهر، لأنه أشد تأثيراً في دفعه.قلت: ويؤيده من ا لحديث ما أخرجه البزار عن معاذ بن جبل قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويسمعون قراءته وإنه ينطر بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فسَّاق الجن ومردة الشياطين).فإن قلت - فقد قال تعالى - ﴿ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾ وقد فسر الاعتداء بالجهر في الدعاء.قلت: الجواب عنه من وجهين: أحدهما: أن الراجح في تفسيره أنه تجاوز المأمور به أو اختراع دعوة لا أصل لها في الشرع، ويؤيده ما أخرجه ابن ماجه والحاكم في مستدركه وصححه عن أبي نعامه رضي الله عنه أن عبداللّه بن مغفل سمع ابنه يقول: اللّهم أني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة، فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول - سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء، فهذا تفسير صحابي وهو أعلم بالمراد. الثاني: على تقدير التسليم فالآية في الدعاء لا في الذكر، والدعاء بخصوصه الأفضل فيه الإسرار لأنه أقرب إلى الإجابة ولذا قال تعالى: ﴿إذ نادى ربه نداء خفي﴾ ومن ثم استحب الإسرار بالدعاء في الصلاة اتفقا، لأنها دعاء.فإن قلت - فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوماً يهللون برفع الصوت في المسجد، فقال - ما أراكم إلا مبتدعين، حتى أخرجهم من المسجد قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم، وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن ابن مسعود، قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد حدثنا حسين بن محمد حدثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال - (هؤلاء الذين يزعمون أن عبداللّه كان ينهى عن الذكر ما جالست عبداللّه مجلساً قط إلا ذكر اللّه فيه) وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البناني قال: (إن أهد ذكر اللّه ليجلسون إلى ذكر اللّه، وإن عليهم من الآثام أمثال الجبال، وإنهم ليقومون من ذكر اللّه تعالى ما عليهم منها شيء | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:33 | |
| أما حلقة الذكر فقد جاءت في كتاب اللّه تعالى والسنة المطهرة. أما الكتاب العزيز فقي قوله تعالى ﴿والذاكرين اللّه والذاكرات﴾ بطريق الجمع في كل الآي كما يؤخذ من بيان حضره من أسند اللّه تعالى إلى حضرته البيان والتبيين من قوله الشريف (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه عز وجل يذكرون اللّه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده) وفي قوله صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة يلتمسون أهل الذكر فإذا حلقة تداعوا إليها هلموا إلى حاجتكم حتى يبلغون العنان) الحديث تقدم بطولة قريباً فراجعه غير أن هذه الرواية عند البخاري أيضاً (فإذا وجدوا حلقة تداعو إليها) ومن قوله الشريف صلى الله عليه وسلم حين دخل مسجده فوجد حلقتين حلقة علم وحلقة ذكر فجلس في حلقة العلم وقال (إنما بعثت معلما) وقدمنا قريباً الحديث القدسي من قوله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال: (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في خير من ملئه) والمراد بالملأ الجماعة وهي لا تكون إلا حلقة أو مستطيلة وهي هيئة الحلقة أيضاً وغير ذلك كثير وفي هذا القدر كفاية خشية الإطالة فحلقة الذكر ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع فمن ينكر ذلك فهو بعيد عن آي الكتاب والسنة والإجماع، إذاً لا يعول على قوله، فمن الآن المحيي لسنة سيد العالمين بحلقات الذكر؟ هل التجار أو الصناع أو العلماء وهم أشغل من هذا وذاك؟ وقد قلت مراراً من يعترض على الصوفية فهو جاهل الجهل المركب وكان الأليق به أن يعترض على أمراء الآن وقضاة الآن وعلماء الآن والناس أجمعين الآن نسأل اللّه تعالى التوفيق. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:36 | |
| وأما النشيد على الذكر فهو من باب تشجيع الذاكر على الذكر ليجمع همته ويطرب قلبه ويتعلق بالمذكور فتتحرك الروح في الجسد فيه ليحصل له الوجل من اللّه تعالى والخشية منه تبارك وتعالى. قال عز من قائل ﴿الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايماناً وعلى ربهم يتوكلون﴾ وقوله تعالى ﴿يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال﴾ وفي قوله تعالى ﴿وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا﴾ وكل ذلك في معنى التحريض والتشجيع والحث على فعل ما أمر اللّه تعالى عباده به. وإليك ما رواه البخاري وغيره في السنة المطهرة: أن الأحابيش كانوا يلعبون بالدرك في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم للسيد عائشة (تشتهين؟) قالت نعم، فقامت خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وجعلت تنظر من على كتفه الشريف وهو يقول هيه ذونكم بني أرفدة فصار يشجعهم حتى قال لها حسبك قالت نعم وفي قوله صلى الله عليه وسلم لبني اسماعيل (ارموا فإن أباكم كان رامياً) تشجيعاً لهم وفي قوله في حفر الخندق: اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجـرة فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمــدا على الإسلام ما بقينا أبــدا ويقول كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب في يوم الأحزاب ويقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـا فأنزلن سكينة عليـــنا وثبت الأقدام إن لاقينـا إن الألى قد بغوا عليـنا وإن أرادوا فتنة أبينــا وفي قوله صلى الله عليه وسلم لأنجشه سائق الإبل التي تحمل النساء وهو يحدوا عليها وهي تتحرك وتشتد في سيرها لتحمسها بالنشيد، فقال صلى الله عليه وسلم (رويدك أنجشة بالقوارير) وهكذا كان النشيد مشجعاً في الجاهلية والإسلام حتى كان أكثره في الحروب وفي الأفراح وفي الأعياد فهو سنة قديمة وعادة مستقيمة لئلا تفتر الهمم وتضعف عما هي بصدده.وأما تمايل الذاكر في الذكر فهو حالة طبيعية وعادة فطرية، فطر اللّه الناس عليها وذلك إذا ما رأى شعيرة من شعائر اللّه تعالى أو آية من آيات عظيم قدرته أو بديع صنعته فإن الروح التي جعلها اللّه تعالى في عباده من المؤمنين تحن وتهيج إلى تلك العظمة الربانية فلا يسعها إلا الإضطراب والاهتزاز الخارج عن حالته العادية، هذا فيمن يشاهد آثار صفات الحق سبحانه وتعالى فكيف بمن ذكره سبحانه وردد اسمه تعالى على لسانه وقلبه كما وصفه تعالى ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم﴾.روي سفيان عن السدي في قوله عز وجل ﴿الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم﴾. قال: (إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له - اتق اللّه كف ووجل قلبه) - أي خاف - والوجل هو الخوف، ووصف اللّه المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكر اللّه تعالى لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه. ونظيره هذه الآية ﴿وبشر المخبتين الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم﴾ وقال تعالى ﴿وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه﴾ فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب والوجل الفزع من عذاب اللّه فلا تناقض وقد جمع اللّه تعالى بين المعنيين في قوله ﴿اللّه نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه﴾ أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى اللّه وإن كانوا يخافون اللّه. فهذه حالة العارفين باللّه الخائفين من سطوته وعقوبته فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم. وروى الترمذي عن العرباض بن الحديث. وسأل رجل الحسن (أي البصري) فقال: يا أبا سعيد، أمؤمن أنت؟ فقال له: الإيمان إيمانان، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والحشر والحساب فأنا مؤمن به، وإن كنت تسألني قوله تبارك وتعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم - إلى قوله - أولئك هم المؤمنون حقاً فو اللّه ما أدري أنا منهم أم لا، وقال أبو بكر الواسطي: من قال: أنا مؤمن باللّه حقاً، قيل له: الحقيقة تشير إلى إشراف واطلاع وإحاطة، فمن فقدهم فقد دعواه فيه. وقد جاء في مجمع الزوائد عن عبداللّه بن عقبة: (كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يتمايلون في الذكر كما يمايل الريح الأشجار).فقد عرفت مما قدمنا أن الخوف والفزع يحصل للقلب عند وجود ما يحصل للشخص ما يكون سبباً لذلك وأيضاً عند حصول ما لم يألفه من قبل كما يحصل لكل انسان عند ذلك وإذا حصل للقلب الخوف والفزع يحصل الإضطراب لجميع الجسم فيرتعد لذلك وتضطرب أعصابه وهذا في كل بشر كما حصل لحضرته صلى الله عليه وسلم في بدء الوحي من قوله الشريف للسيدة خديجة رضي اللّه تعالى عنها (دثروني دثروني) وأيضاً عند فترة الوحي من قوله: اللّهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين (زملوني زملوني رأيت الذي جاءني بحراء ساداً الأفق) فالوجل إذا حصل للقلب يحصل الأضطراب لجميع الأعصاب، لأن القلب للجسم كعمود الرمي فبأقل حركة منه تحرك جميع الجسد فإذا عرفت ذلك فاعرف أنه لا يحركه إلا أحد شيئين وهو الفزع أو السرور وحركة الفزع والخوف لها حالة خاصة، وحركة السرور لها أحوال عند صاحب القلب وهي أشد من الأولى لما في ذلك من فيض الفياض الكريم فيكون هذا عند صاحبه خير من الدنيا وما فيها ولقد شاهدنا العبد الصالح يقول واللّه لو ختم لي على الإيمان لرقصت قبل الموت بأيام، وإن أيامه قربت للآخرة وجاء بعد أيام وهو جالس مع الناس فقام وأخذ عصاه ووقف في الشارع يرقص ويقول: ختم لي بالإيمان ووصل منزله ومات رحمة اللّه تعالى عليه وعلى جميع المسلمين. ومن الوجل الذي يحصل للقلب المغامرة الشديدة والإغلاق الفادح الذي لا يعرف صاحبه ما خرج منه من الكلام وهو الغضب الشديد حتى أن الشارع الشريف لم يؤاخذه بما يصدر عنه. روى أبو داود في سننه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) قال الخطابي شارحه عقب الرواية كأنها من المتن أي في غضب يعني أن من دواعي اهتزاز الجسد شدة الغضب بل أحيانا يكون صاحبه في منتهى الرعشة فإذا كانت هذه دواعي الاهتزاز للجسم أفلا يكون الفرح من أكبر دواعي الاضطراب والرقص وخاصة إذا كان فجأة كما قال العارف: هجم السرور عليً حتى أنه من فرط ما قد سرني أبكاني فالفرح تحصل منه انفعالات في القلب تحصل منها الاضطرابات الجسمانية فيحصل الرقص وما هو أكثر من الرقص فما بالك بالذاكر لله تعالى المتعلق قلبه به سبحانه فإنه يكون أعلى وأرقى في الفرح والسرور ويكون صاحبها أكثر اضطراباً وتمايلاً لأن الذكر له لذة عجيبة وطرب غريب فإذا ما سمع المنشد وكان جالساً هام وقام ونزل الذكر مهتزاً متمايلاً من غير قصد ألا ترى أن الخيل إذا سمعت الطبل ترقص في مربطها والإبل بالغناء كما في حديث أنجشة وفي الواقع أن المسألة مسألة شعور وإحساس كما قال: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيهــا فإذا كان الحيوان الأعجم يهتز للطرب أفلا يهتز الإنسان للذكر؟ لا يعرف هذا إلا من ذاق وعرف كما قال سيدي أبي يزيد البسطامي: من ذاق طعم شراب القوم يدريه ومن دراه غدى بالروح يشريـه وقال سيدي أبو مدين الغوث شيخ سيدي محيي الدين بن العربي: إذا هتزت الأرواح شوقاً إلى اللقا ترقصت الأشباح يا جاهل المعنى | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:37 | |
| وأما الطبل والبندار والطاس والصفير والمزمار فهو من قبيل الدعاية. والدعاية أمر اللّه بها في كتابه العزيز والسنة المطهرة. أما الكتاب العزيز فقوله تعالى: >ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله وفي قوله تعالى ﴿وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً﴾ وفي قوله تعالى: ﴿يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال﴾ يعني كل كلام فيه تحريض وتشجيع وبيان لما سيكون فهو دعاية والدعاية إلى الذكر ذكر، والدعاية إلى الخير خير، فمن أراد أن يدعوا إلى ذكر الله تعالى فليفعل بكافة طرق الدعاية من القول والإعلان عن ذلك بكافة طرقه وهو من عمل الخير. هل رأيت مطبلاً أو مزمراً يذكر؟ كلا - بل هم كل مشتغل بما في يده ملتفت لإتقانه من النغم والحركة فهو دعاية للذكر وهو حسن مشجع محرض مهيج وليسواهم في ذكر اللّهم إلا أن يقال (هم القوم لا يشقى جليسهم) وأما بيان السنة في نشر الدعاية وتعليم العباد لها فهو كثير وكان يكفينا أمر اللّه تعالى لحضرته صلى الله عليه وسلم في الكتاب العزيز وبيانه فيه فمنها ارسال حضرته صلى الله عليه وسلم - الكتب للملوك - وإرسال أصحابه إلى الجهات لنشر الدعوة الإسلامية ومنها ترغيب المجاهدين في الجهاد وبيان حضرته صلى الله عليه وسلم ما وعد اللّه تعالى به المجاهدين في سبيله من النـعيم المقيم في الدنيا والآخرة التي أخذت منها جميع الدول في العالم وزارة خاصة تتسمى وزارة الدعاية، والدعاية في كل شيء بحسبه ولا ينكرها إلا كل جاهل بالكتاب والسنة والإجماع وهي بمعنى الترغيب والتشجيع والتهيج والحدث على فعل الخير واللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. أما التصفيق الذي يحدث من قائد الذاكرين بالضرب على كفيه على مقتضى نغمة الذاكرين بالذكر فهو جائز لأنه من قبيل النشيد الذي هو منشؤه إشحاذ أذهان الذاكرين وحملهم على جمع الهمة وجدهم واجتهادهم ليكون باعثاً لهم على استحضار قوتهم وتعلق قلب الذاكر باسم المذكور سبحانه وتعالى فهو أكبر محرك لمشاعرهم وموقظ لنفوسهم ومنبه لأرواحهم لتعلقها بخالقها ليكون التوجه منهم ظاهراً وباطناً حتى ينالوا الرحمة التي وعدهم سبحانه. ولا يخرجون من الذكر إلا بحظ وافر كما وعدهم سبحانه في قوله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللّه ذكراً كثيرا﴾ ولا يلذ لهم ذلك ولا تسهل عليهم تلك الكثرة إلا بذلك المشجع. وأما قول أعدائهم المستشهدين بقول اللّه تعالى ﴿وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية﴾ فهو مردود لأن اللّه تعالى عاب على الكافرين صلاتهم بالتغيير لها. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:39 | |
| وأما هيئتهم ومسحتهم وصفتهم في الملبس فهم يقتفون آثار رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الهيئة التي كان عليها بين الناس كافة وفي الأعياد ومقابلة الملوك فلم يترك صلى الله عليه وسلم مما يلبسه الناس من خشن الملبوس إلا ولبسه وكان يجاري الفقراء في كل شيء حتى أنه كان لا يلبس النعال إلا قليلاً وكان ابن مسعود رضي الله عنه يحمل نعليه ويمشي خلفه صلى الله عليه وسلم حتى قال الشيخ النبهاني:
فاز ابن مسعود بحمله لنعاله وأنا السعيد بخدمتي لمثالها
وعاش الإمام مالك طول حياته بالمدينة لم ينتعل فيها قط، ولما قيل له لم هذا؟ قال كيف أطأ أرضاً وطئتها أقدام النبي صلى الله عليه وسلم بالنعال. وكان صلى الله عليه وسلم يلبس الخشن من البرود اليمانية التي أصلها من شعر وصوف ولبس صلى الله عليه وسلم في العمائم جميع الألوان وكان أيضاً صلى الله عليه وسلم يحب أكل الخشن من الطعام ففي فتح مكة بعد أن انتهى صلى الله عليه وسلم جاء إلى السيدة أم هانىء وقال: هل عندك من طعام؟ قالت: عيش يابس وخل وقدمته لحضرته صلى الله عليه وسلم وقال: (ما عال بيت فيه أدم من خل) وبعد أن أكل صلى الله عليه وسلم قال: (نعم الأدم الخل) ولما قبل صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس ملك الاسكندرية التي منها السيدة مارية القبطية فصنعت لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أقراص خبز مدهون وجهها يلمع. فقال صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ قالت طعام الملوك عندنا يا رسول اللّه. فقال صلى الله عليه وسلم ردي عليه ما أخرجته واصنعيه كخبزن. أراد أن لا يجعل لنفسه ميزة عن فقراء الناس ورد صلى الله عليه وسلم الطبيب إلى الإسكندرية وقال للمقوقس نعم إنه نبي زين جمع الحكمة في كلمتين وذلك أن صلى الله عليه وسلم قال للطبيب ما صنعت قال الطبيب: (نحن قوم لا نأكل إلا إذا جعنا وإذا أكلنا لا نشبع) وقال صلى الله عليه وسلم: (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) وكان للرشيد طبيب حاذق نصراني، فقال لسيدنا الحسين ابن سيدنا على زين العابدين عن سيدنا الحسين رضي اللّه تعالى عنهم: كتابكم ليس في علم الطب، والعلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان فقال له رضي الله عنه إن كتابنا جمع الطب في نصف آية، فقال: وماهي؟ قال: قال اللّه تعالى ﴿كلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾ وقال: هل قال نبيكم في هذا شيئاً؟ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لا نأكل إلا إذا جعنا وإذا أكلنا لا نشبع) فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجليانوس طبا، ثم أنه صلى الله عليه وسلم كان ينام على الحصير وكان يؤثر في جنبه وكان ينام على لطع من ليف ووسادة من أدم حشوها ليف، يروي الترمذي عن السيدة حفصة تقول: نام عندنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فمهدت له خميلة من صوف فلما أصبح قال: (لا تعمليه ثانية ألهتني عن ربي) فالصوفي هو المقتفى آثار رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مشغول باللّه تعالى وأما أحوال الدنيا عنده وفي نظره لا قيمة لها ويكتفي في كل شيء بأقل شيء ويؤدي له الغرض المطلوب وزيادة، فيا أخي... الضروريات في هذه الحياة الدنيا سهلة وميسورة، إنما التعب كل التعب في التكلف في الكماليات، والكماليات لا نهاية لها، فكان الإنسان يتعب نفسه طول حياته، فالصوفي آمن في سربه، مطمئن في نفسه، قرير العين راضٍ عن ربه، وربه راضٍ عنه، فهنيئاً له ثم هنيئاً وهو مؤمن بقوله تعالى: (أليس اللّه بكافٍ عبده) قال شقيق البلخي لمعروف الكرخي: كيف حالكم يا كرخي؟ قال: إن وجدنا أكلنا، وإن لم نجد صبرنا، قال: هذا حال كلاب بني بلخ فقال: معروف الكرخي لشقيق البلخي: وكيف أحوالكم يا بلخي؟ قال: إن وجدنا آثرنا وإن لم نجد شكرنا، فهكذا حال الصوفي كما كان صلى الله عليه وسلم ومن كان معه... من هؤلاء مصدر الصوفية وكما قال أبو هريرة رضي الله عنه حين سئل: ألم تتخذ لك منزلا في الدنيا؟ قال: وهل أنا مجنون؟ قيل له وكيف ذلك قال: أرأيت لو نزل رجل ببلد لقضاء حاجة ويرتحل عنها هل يبنى له بيتاً للإقامة؟ قال: لا، قال: ونحن مرتحلون من هذه الدنيا فكيف نوطد وندعم فيها ونحن مفارقوها وهكذا كان أشباهه الكثير من خيرة الصحابة كسيدنا حذيفة وابن مسعود وغيرهم من أجلاء الصحابة، قال في مجمع الزوائد عن علقمة قال دخلت على عليّ رضي الله عنه فإذا بين يديه طعام خشن فقلت يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا فقال كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا، فإن لم آخذ نفسي بما أخذ به نفسه خفت أن لا ألحقه فحال الصوفي كحال المستعد للسفر فليس له اطمئنان في الدنيا إلا برضوان اللّه تعالى عنه فيه. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:41 | |
| واماعن السبحة، هل لها أصل في السنة؟ فجمعت فيها هذا الجزء، متتبعا فيه ما ورد من الأحاديث والآثار، واللّه المستعان. أخرج ابن أبي يبة وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال - (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده).وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم عن بسيرة - وكانت من المهاجرات - قالت - قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعتقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات ومستنطقات).وأخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية قالت: (دخل عليَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: ما هذا يا بنت حيي؟ قلت: أسبح بهن، قال: قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا، قلت: علمني يا رسول اللّه، قال: قولي سبحان اللّه عدد ما خلق من شيء) صحيح أيضا.وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص (أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى (أو حصى) تسبح فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي سبحان اللّه عدد ما خلق في السماء، سبحان اللّه عدد ما خلق في الأرض، سبحان اللّه عدد ما بين ذلك، وسبحان اللّه عدد ما هو خالق، اللّه أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا اللّه مثل ذلك، ولا قوة إلا باللّه مثل ذلك).وفي جزء هلال الحفار ومعجم الصحابة للبغوي وتاريخ ابن عساكر من طريق معتمر بن سليمان عن أبي بن كعب عن جده بقية عن أبي صفيه مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع، ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع، فإذا صلى الأولى أتى به فيسبح به حتى يمسى. وأخرجه الإمام أحمد في الزهد حدثنا عفان حدثنا عبدالواحد بن زياد عن يونس بن عبيد عن أمة قالت - رأيت أبا صفية - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جارنا - قلت - يسبح بالحصى.وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمي أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى.وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مولاده لسعد أن سعدا كان يسبح بالحصى، أو النوى.وقال ابن سعد في الطبقات - عن عبيد اللّه بن موسى عن اسرائيل عن جابر، عن امرأة حدثته، عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها.وأخرج عبداللّه بن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به.وأخرج أحمد في الزهد حدثنا مسكين بن نكير عن ثابت بن عجلان عن القاسم بن عبدالرحمن، قال، كان لأبي الدرداء نوى من نوى العجوة في كيس، فكان إذا صلى الغداة أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفدن.وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع.وقال الديلمي في مسند الفردوس - عن عبدوس بن عبداللّه عن أبي عبداللّه الحسين ابن فتحويه الثقفي حدثنا علي بن محمد بن نصرويه حدثنا محمد بن هرون بن عيسى بن المنصور الهاشمي حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي حدثني عبدالصمد بن موسى حدثتني زينب بنت سليمان بن علي حدثتني أم الحسن بنت جعفر بن الحسن عن أبيها عن جدها عن علي مرفوعا (نعم المذكر السبحة).وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري أنه كان يسبح بالحصى وأخرج من طريق نضرة عن رجل من الطفاوة قال: نزلت على إبراهيم ومعه كيس فيه حصى (أو نوى) فيسبح به حتى ينفد.وأخرج عن زادان قال: أخذت من أم يعفور تسابيح لها، فلما أتيت عليا قال: أردد على أم يعفور تسابيحها.ثم رأيت في كتاب تحفة العباد ومصنف متأخر عاصر الجلال البلقني فصلا حسنا في السبحة قال فيه ما نصه - قال بعض العلماء - عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة، لحديث ابن عمرو، ولكن يقال - إن المسبح إن أمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل، وإلا فالسبحة أولى.وقد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم، ويؤخذ عنهم، ويعتمد عليهم، كأبي هريرة رضي الله عنه، كان له خيط في ألفا عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به اثنتي عشرة ألف تسبيحة، قاله عكرمة.وفي سنن أبي داود من حديث أبي نضرة الغفاري قال: حدثني شيخ من طفاوة قال: تثويت أبا هريرة بالمدينة، فلم أر رجلاً أشد تشميراً ولا أقوم على ضيف منه، قال: فبينما أنا عنده يوماً وهو على سرير له ومعه كيس فيه حصى أو نوى وأسفل منه جارية سوداء، وهو يسبح بها، حتى إذا أنفد ما في الكيس فدفعته إليه يسبح.قوله (تثويت) أي تضيفته ونزلت في منزله، والمثوي - المنزل. وقيل - كان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح بالنوى المجزع يعني الذي حك بعضه حتى ابيض شيء منه وترك الباقي على لونه. وكل ما فيه سواد وبياض فهو مجزع. قاله أهل اللغة. | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الإثنين 17 أغسطس 2009 - 13:43 | |
| وذكر الحفاظ عبدالغني في الكمال في ترجمة أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه أنه كان يسبح في اليوم مائة ألف تسبيحه. وذكر أيضاً عن سلمة بن شيب قال: كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ، فلما وضع ليغسل جعل بأصبعه كذا يحركها - يعني بالتسبيح - ومن المعلوم المحقق أن المائة ألف، بل والأربعين ألف وأقل من ذلك، لا يحصر بالأنامل، فقد صح بذلك وثبت أنهما كان يعدان بآلة، واللّه أعلم.
وكان لأبي مسلم الخولاني رحمة اللّه عليه سبحة، فقام ليلة والسبحة في يده، قال - فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وجعلت تسبح، فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعه وهي تقول - سبحانك يا منبت النبات، ويا دائم الثبات، قال - هلمي يا أم مسلم فانظري إلى أعجب الأعاجيب، قال - فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح، فلما جلست سكتت، ذكره أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن الطبري في كتاب: كرامات الأولياء.
وقال الشيخ الإمام العارف عمر البزار - كانت سبحة الشيخ أبي الوفاء كاكيش (وبالعربي عبدالرحمن) التي أعطاها لسيدي الشيخ محيي الدين عبدالقادر الكيلاني قدس اللّه أرواحهم إذا وضعها على الأرض تدور وحدها حبة حبة.
وذكر القاضي أبو العباس أحمد بن خلكان فـي وفيات الأعيان أنه رؤى في يد أبي القاسم الجنيد بن محمد رحمه اللّه يوماً سبحة، فقيل له - أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟ قال: طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه، قال: وقد رويت في ذلك حديثاً مسلسلاً - وهو ما أخبرني به شيخنا الامام أبو عبداللّه محمد بن أبي بكر بن عبداللّه من لفظه، ورأيت في يده سبحة - قال أنا الامام أبو العباس أحمد بن أبي المحاسن يوسف بن البانياسي بقراءتي عليه ورأيت في يده سبحة، قال: عن عبدالصمد بن أحمد بن عبدالقادر ورأيت في يده سبحة، قال: عن أبو محمد يوسف بن أبي الفرج عبدالرحمن بن علي ورأيت في يده ســبحة، قال: أنا ورأيت في يده سبحة قال: قرأت على علي أبي الفضل بن ناصر ورأيت في يده سبحة، قال: قرأت على أبي محمد عبداللّه بن أحمد السمرقندي ورأيت في يده سبحة، قلت له: سمعت أبا بكر محمد بن علي السملي الحداد ورأيت في يده سبحة، فقال: نعم، قال: رأيت أبا ناصر عبدالوهاب بن عبداللّه بن عمر المقري ورأيت في يده سبحة، قال: رأيت أبا ا لحسن علي بن الحسن بن أبي القاسم المترفق الصوفي وفي يده سبحة، قال: سمعت أبا الحسن المالكي يقول: وقد رأيت في يده سبحة فقلت له: يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحة؟ قال: كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحة، فقلت له: يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحة؟ قال كذلك رأيت أستاذي سري بن مغلس السقطي وفي يده سبحة، فقلت يا أستاذ أنت مع السبحة؟ فقال: كذلك رأيت أستاذي معروفاً الكرخي وفي يده سبحة، فسألته عما سألتني عنه فقال: كذلك رأيت بشراً الحافي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال: كذلك رأيت أستاذي عمر المالكي وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال: رأيت أستاذي الحسن البصري وفي يده سبحة فقلت - يا أستاذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك وأنت إلى الآن مع السبحة؟ فقال لي: شيء كنا استعملناه في البدايات ما كنا نتركه في النهايات، أحب أن أذكر اللّه بقلبي وبيدي ولساني. فلو لم يكن في اتخاذ السبحة غير موافقة هؤلاء السادة والدخول في سلكهم والتماس بركتهم، لصارت بهذا الاعتبار من أهم الأمور وأوكدها، فكيف بها وهي مذكرة باللّه تعالى لأن الإنسان قل أن يراها إلا ويذكر اللّه، وهذا من أعظم فوائده. وبذلك كان يسميها بعض السلف رحمه اللّه تعالى. ومن فوائدها أيضاً الاستعانة على دوام الذكر، كلما رآها ذكر أنها آلة للذكر فقاده ذلك إلى الذكر، فيا حبذا سبب موصل إلى دوام ذكر اللّه عز وجل، وكان بعضهم يسميها (حبل الوصل)، وبعضهم (رابطة القلوب).
وقد أخبرني من أثق بقوله أنه كان مع قافلة في درب بيت المقدس، فقام عليهم سرية عرب، وجردوا القافلة جميعهم وجردوني معهم، فلما أخذوا عمامتي سقطت مسبحة من رأسي، فلما رأوها قالوا: هذا صاحب سبحة، فردوا عليّ ما كان أخذ مني، وانصرفت سالما منهم، فانظر يا أخي إلى هذه الآلة المباركة الزاهرة، وما جمع فيها من خيري الدنيا والآخرة، ولم ينقل عن أحد السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة، بل كان أكثرهم يعدونه بها، ولا يرون ذلك مكروهاً وقد روي بعضهم يعد تسبيحاً فقيل له: اتعد على اللّه؟ فقال: لا ولكن أعد له، والمقصود أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل غالباً، ولو أمكن حصره لكان الاشتعال بذلك يذهب الخشوع، وهو المراد، واللّه أعلم.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن بكر بن خنيس عن رجل سماه قال: كان في يد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبح بها، قال: فقام والسبحة في يده فاستدارت السبحة، فالتقت على ذراعه وجعلت تسبح، فالتفت أبو مسلم والسبحة تدور في ذراعه وهي تقول: سبحانك يا منبت النبات، ويا دايم الثبات، فقال هلم يا أم مسلم وانظري إلى أعجب الأعاجيب، فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح، فلما جلست سكتت.
وقال عماد الدين المناوي في سبحة:
ومنظومة الشمل يخلو بها اللبـ ـيب فتجمع من همتــــه
إذا ذكر اللّه جــل اسمـــه عليها تفرق مـ ــن هيبتـه | |
|
| |
صفوان فاروق وراق
| موضوع: رد: واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا الخميس 10 سبتمبر 2009 - 9:27 | |
| اللهم صلي على سيدنا محمد واله وسلم | |
|
| |
| واذكر اسم الحبيب مارمت وصلا وتبتل بذكره تبتيلا | |
|