هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل يتعظ البشير من قصص التاريخ قبل النهاية المتوقعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



هل يتعظ البشير من قصص التاريخ قبل النهاية المتوقعة Empty
مُساهمةموضوع: هل يتعظ البشير من قصص التاريخ قبل النهاية المتوقعة   هل يتعظ البشير من قصص التاريخ قبل النهاية المتوقعة Icon_minitime1الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 7:22

كان الملك لير ملكا على بريطانيا .. وكانت له ثلاث بنات .. البنت الكبرى .. جونريل متزوجة من دوق الباني .. و البنت الوسطي ريجان متزوجة من دوق كورنول .. أما البنت الصغرى كورديليا فقد كانت غير متزوجة .. وتقدم إلى خطبتها كل من ملك فرنسا و دوق برجا ندى اللذين كانا موجودين بقصر الملك لير عندما بدأت أحداث تلك المسرحية .
كان الملك لير وقتئذ عجوزا تجاوز الأعوام الثمانين .. وشعر بان الوقت قد حان ليتخفف من أعباء حكم مملكته لذلك قرر أن يقسم المملكة بين بناته الثلاث على أن يتحدد نصيب كل منهن بحسب ما تقوله من كلمات تعبر عن حبها لأبيها..
وهكذا استدعى الملك لير بناته الثلاث وطلب من كل واحدة منهن أن تعبر عن مدى حبها له ..
ولان البنت الكبرى جونريل كانت على قدر كبير من المكر و الدهاء . و القدرة على تنميق الكلمات فقد قالت أنها تحب أباها بما تعجز الكلمات عن وصفه وان أباها اعز من عينيها وحريتها وحياتها كلها وأعجب الملك لير بكلام ابنته الكبرى فوهبها هي وزوجها دوق الباني ثلث مملكته.
وكانت البنت الوسطي ريجان لا تقل عن أختها مكرا و دهاء .وقدرة على تزويق الكلام فقالت إن كل متع الدنيا لا تقارن بالسعادة التي تحسها بسبب حبها لأبيها .. وأعجب الملك لير بكلام ابنته الوسطي فوهبها وزوجها الدوق كورنول الثلث الثاني من مملكته.
وكانت البنت الصغرى كورديليا تدرك مدى الزيف في كلمات كل من أختيها وتعرف أن كل واحدة منهما قالت كلماتها المنمقة والمزوقة رغبة في الحصول على اكبر جزء من أموال أبيها ولذلك فقد أثرت هي أن يكون حبها لأبيها صامتا وصادقا في نفس الوقت وقالت أنها تحب أباها طبقا للأصول الواجبة باعتبارها ابنته
بهت الملك لير عندما سمع تلك الكلمات الجافة من ابنته الصغرى .. كورديليا فقد توقع أن تكون كلمات هذه الابنة الأثيرة لديه أكثر رقة وأجمل تعبيرا من الكلمات التي قالتها كل من أختيها.
وعندما طلب منها الملك أن تهذب حديثها وتختار كلمات أخرى رقيقة وجميلة قالت كورديليا أنها تحب والدها الذي أنجبها وأحسن تربيتها وعلمها الطاعة و الصدق ولذلك فهي لا تستطيع أن تقول مثل أختيها بأنها لا تحب احد غيره في هذا العالم لان معنى ذلك أنها ستقصر حبها على أبيها وحده ولن تحب أحدا سواه ولو كان زوجها وأبنائها.
ولان الملك لير كان عجوزا هرما فقد أفقده السن قدرته على التمييز السليم بين الكلام الصادق الذي يخرج من القلب والكلام الزائف الذي قد ينطق به اللسان لذلك فقد اعتقد أن ابنته كورديليا تتكبر عليه فصب عليها غضبا شديدا وقرر أن يحرمها من الحصول على أي جزء من مملكته بل وأعطى الثلث الباقي من المملكة مناصفة بين الأختين جونريل وزجها دوق الباني وريجان وزوجها دوق كورنول.
وجمع الملك كل رجال الدولة الذين كانوا موجودين بالقصر وتنازل أمامهم عن تاجه لابنتيه الكبرى و الوسطي كما تنازل لهما عن جميع سلطاته في الحكم على أن يحتفظ لنفسه فقط بلقب الملك وبحقه في أن يقيم طوال حياته لمدة شهر بالتناوب في قصر كل من ابنتيه ومعه مائة من فرسانه.
أصيب النبلاء ورجال القصر بدهشة شديدة من تصرف الملك على هذا النحو الخاطئ وغير العاقل وحزنوا كثيرا لمصير الابنة الصغرى كورديليا التي كانت أكثر صدقا من أختيها ومع ذلك فقد كان عليها أن تواجه هذا المصير التعس.. ولكن أحدا من هؤلاء النبلاء لم يستطع أن يعترض على تصرف الملك فلزموا الصمت ولم ينطقوا بكلمة فيما عدا النبيل ايرل كنت الذي كان أكثر النبلاء أخلاصا للملك فقد تجرأ ونطق ببعض كلمات طيبة في صالح كورديليا فغضب الملك وطلب منه أن يسكت وإلا أمر بإعدامه.
لم يهتم ايرل كنت بتهديد الملك فواصل كلامه الطيب في نصح الملك الذي استشاط غضبا وأمر بطرد ايرل كنت من القصر وبنفيه من البلاد كلها وأعطاه خمسة أيام ليرحل وإذا بقى في المملكة حتى اليوم السادس فسوف ينفذ فيه حكم الإعدام.
أما كورديليا فأصبحت الآن لا تملك سوى نفسها فتراجع دوق برجا ندى عن طلب يدها للزواج ولكن ملك فرنسا لمس من تصرف هذه الابنة الطيبة مع أبيها أنها مخلصة وصادقة ومن معدن نفيس طيب لذلك فقد أصر على طلب يدها لتصبح زوجته وتصبح بالتالي ملكة على فرنسا.
وودعت كورديليا أباها وأختيها وطلبت منهما أن تكونا رحيمتين بابيهما وان تعاملاه معاملة حسنة وهكذا رحلت كورديليا إلى فرنسا وقلبها مفعم بالحزن على أبيها وعلى المصير الذي تتوقعه من جانب أختيها المخادعتين.
وبدا الملك لير إقامته لمدة شهر في قصر ابنته الكبرى جونريل على أن يقيم في الشهر التالي في قصر ابنته الوسطي ريجان ثم يعود للإقامة في قصر جونريل لمدة شهر وهكذا.
ولكن وقبل أن ينقضي الشهر الأول الذي قضاه الملك لير في قصر ابنته الكبرى بدأ يكتشف الفرق الهائل بين الواقع المرير و الوعود الزائفة التي قطعتها الابنة على نفسها حين أعلنت قبول إقامة الملك في قصرها ومعه فرسانه المائة.
لقد ضاقت الابنة الجحودة بابيها وفرسانه بل طلبت من خدم القصر بان يتغافلوا عن تلبية طلباته وان يتظاهروا بعدم سماعه.
وكان النبيل ايرل كنت قد قرر البقاء في بريطانيا متخفيا ليظل في خدمة مليكه فخلع ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس الخدم وانتحل لنفسه اسما جديدا هو كايوس والتحق بخدمة الملك لير ليكون بقربه بصفة دائمة.
ولاحظ كايوس أن احد الخدم بإيعاز من جونريل نفسها قد عامل الملك بطريقة خالية من الاحترام الواجب فقام كايوس على الفور بضرب هذا الخادم غير المؤدب وطرحه أرضا وهكذا حاز الخادم كايوس وهو في الوقت نفسه ايرل كنت المتخفي ثقة الملك لير وحبه.
وعلى عادة ملوك هذا الزمان كان الملك يحتفظ بمهرج ليضحكه وكثيرا ما كان هذا المهرج يقول كلمات مرحة يسخر فيها من حماقة الملك حين قسم مملكته إلى قسمين أعطاهما لابنتين جاحدتين.
وأخيرا جاءت اللحظة التي فهم فيها الملك لير أسباب ودوافع المعاملة السيئة التي كانت تعامله بها ابنته .. فقد أعلنت جونريل بكل وضوح وبكل تذمر أنها لا تطيق أباها الذي أصبح مخرفا ولا تطيق فرسانه المائة الذين يملئون القصر بالضجيج ولا يفعلون شيئا سوى أكل الطعام كما قالت أنها لا تستطيع تحمل تكاليف كل هؤلاء الفرسان وانه من الأفضل للملك أن يطردهم جميعا وان يحتفظ فقط ببعض كبار السن منهم
إذ سرعان ما بدأت بناته يعاملانه بعقوق ووحشية حتى أنهما بعد أسبوعين يطردانه من القصر فيضْحَى طريدا فقيرا متشردا.
تعرف كورديليا بما جرى للملك فتتحرك من فرنسا إلى إنجلترا على رأس جيش كبير، وفى نيتها إنقاذ أبيها، بيد أن جيشها ينهزم وتقع هي وأبوها أسيرين في يد أختيها، وفى السجن تموت ويموت لير بعدما أدركته النهاية المأساوية.
فهل يستطيع البشير أن يتدارك الأمر ويبعد عن تنفيذ مشورات المستشارين الذين حوله، ومنهم من يزين له الباطل بأنه الحق والعدل وفي النهاية سوف تكون نهايته مثل نهاية الملك لير ، بل أشد سواداً من نهاية قصة كل ظالم سردها لنا التاريخ بأن الحق سوف يعود إلى أهله ولو طاال الزمن، وأن عقاب الظالم سوف يكون في الدنيا قبل الآخرة و يكتمل العقاب في الآخرة فهل يعلم ذلك أصحاب الرسالة الإسلامية والحضارية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل يتعظ البشير من قصص التاريخ قبل النهاية المتوقعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابتسامات من التاريخ
» في النهاية هم نساء
» رساله لكل الاعضاء الكرام
» البشير يرشح البشير !
» بنطون رفاعة يختفي في ظروف غامضة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: