طريق الانفتاح والحرية الذي حول الإعلام المحلي اتجاهه إليه في السنوات الأخيرة، يجدر بنا تعزيزه و(توظيفه) جيداً في خدمة القضايا الوطنية، وفي دعم مسيرة الإصلاح (الداخلي)، بمختلف أشكاله ومستوياته. فعلى الرغم من أن هذا الطريق اكتشف متأخراً، أو بعبارة أكثر صحة (فرض) فرضاً بفعل المتغيرات وبعون واضح من الكوارث التي تقع هنا وهناك، إلا أنه يبقى هو الأنسب لنا ولصحافتنا في هذه المرحلة، لتعدد مسالكه واتساعها، الأمر الذي سيساعدنا على الإسراع في اللحاق بقافلة التقدم والتطور.
قد يسأل سائل هنا: معنى كلامك أنه لولا حدوث الكوارث لما تغيرنا؟ فهل نحن، في أصل حقيقتنا لانريد أن نتغير؟ أعتقد أن واقع المراحل الماضية التي عشناها، يجيب، نيابة عنا، مثبتاً عدم رغبتنا في أن نتغير، ولكنها رحمة الله بنا، إذ يرينا سبحانه إلى أي مدى نظلم أنفسنا بأنفسنا، فتأتي المصائب والملمات والأحداث الجسيمة حاملة من الرسائل والإشارات (المغلفة) ما ينذرنا ويدعونا للانتباه والتوقف قليلاً كي نراجع، بما نستطيعه من الأمانة والدقة، حالنا، واضعين واقعنا تحت مجهر (التحليل) وفق العقل والمنطق، لا وفق الهوى والعاطفة كما نفعل في كل مرة، مع الأسف… والآية الكريمة «إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فهل نعي أولاً ثم نؤكد وعينا عبر الممارسة تالياً؟
من هذا المنطلق يمكن اعتبار كل ما مررنا به في الفترات الماضية وما نمر به حالياً من أزمات ومشكلات هي في اطراد في الاتجاهات كافة (بطالة، جريمة، مخدرات، فقر، تخلف)، يمكن اعتباره نافعاً إذا عرفنا (استخلاص) الدروس والنتائج المفيدة، مهما كان حجم الأضرار وهولها!