في الولايات المتحدة تؤدي الخيانة الزوجية إلى خسارة المنصب. فبيل كلينتون ودومينيك ستراوس كان وأرنولد شوارزنيغر وألان ديفيد بترايوس دفعوا الثمن في بلد معروف بتقاليده المحافظة الصارمة حيث تعادل الغلطة الأخلاقية الخطأ المهني.
وكتب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس لدى إعلان استقالته من رئاسة هذه الوكالة الاستخباراتية النافذة الجمعة «بعد زواج استمر أكثر من 37 سنة، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر إقامتي علاقة خارج إطار الزواج».وقد أصيبت البلاد بالذهول في البداية ثم تساءلت عما إذا كان الأمن مهدداً؟ بدون أن يخلو ذلك من بعض التهكم أمام هذه القصة الغرامية التي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وتحتل الصفحات الأولى للصحف.ويوم الجمعة في الساعة نفسها التي أعلنت فيها مغامرة الجنرال (60 عاماً) العاطفية خارج إطار الزواج مع بولا برودويل (40 عاماً)، أعلنت شركة لوكهيد مارتن استقالة مديرها العام المقبل كريستوفر كوباسيك (51 عاماً) بسبب علاقة عاطفية في داخل المؤسسة.والعالم السياسي الأميركي غني جداً بهذه القصص التي تؤثر على مهنة الذي يقوم بخيانة زوجية. فيضطر إلى الظهور العلني مع عينين دامعتين وصوت متهدج ليعترف بخطأه.
وقبل بضعة أشهر فقد الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا (غرب) ارنولد شوارزنيغر بريق مسيرته النجومية بعد اعترافه بشكل يدعو للشفقة وبكتابته في مذكراته بأنه أنجب طفلاً من العاملة في منزله.
وبيل كلينتون كاد يضطر لترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة بعد اعترافه بعلاقته مع مونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض.وقبل أربع سنوات توقفت المسيرة المهنية للديمقراطي جون أدواردز الذي كان يرى كثيرون فيه كينيدي جديداً بعد الكشف عن ابن أنجبه خارج إطار الزواج.كذلك كان مصير الديمقراطي غاري هارت الذي كان في موقع جيد للانتخابات الرئاسية في 1987، بعد التقاط صور له مع عشيقته الشقراء دونا رايس في أحضانه. وهذا ما كلفه إنهاء الحملة.يضاف إلى هذه السلسلة مؤخراً الفرنسي دومينيك ستروس كان الذي اضطر إلى الاستقالة من منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي في واشنطن بعد اتهامه باغتصاب عاملة في فندق سوفيتل في نيويورك. لكن هل تعتبر التقاليد المحافظة السبب الوحيد في حالة استقالة الجنرال؟وكتبت صحيفة «نيويوركر» أن قضية الخيانة هذه «كان لها وقع المفاجأة، هذا أقل ما يمكن قوله، لكنها تطرح أيضاً السؤال لمعرفة ما إذا كان وراءها ثمة أمر آخر».وعلى غرار العديد من وسائل الإعلام الأميركية أشارت الصحيفة إلى «الخطر على الأمن» أو «خطر الابتزاز» الذي يمكن أن يتعرض له مسئول كبير لمؤسسة حساسة إلى هذه الدرجة. والأميركيون يتساءلون بدورهم.
قال فريد على موقع «سي إن إن» إن كل ذلك حصل «لأن أميركا كانت مستعمرة من قبل الطهرانيين (جماعة بروتستانتية) وليس من قبل الفاينكينغ (القبائل الاسكندنافية)».وكتب جوشوا أوزرسكي على موقع سليت «لا نأبه لذلك. لماذا قصة حياة خاصة تجعل سي آي أيه تخسر مسئولاً يتمتع بالقدرات؟ إنه ليس مستشاراً للشئون الزوجية».وأشار موقع «واشنطن بوست» إلى «توقيت مستغرب»، في حين كان من المفترض أن يدلي الجنرال بإفادته بشأن الأحداث التي أودت بحياة السفير الأميركي في بنغازي بليبيا.
وتحدث ستانلي بينيال الصحافي في ايكونوميست السبت بروح الفكاهة في تغريدة عن شائعات استقالة «في فرنسا لرئيس أجهزة الاستخبارات لأنه لم يعش مغامرة خارج إطار الزواج منذ عدة أشهر».