عاطف كيفك ياخي وكلي أسف على التأخير
وكل عام والناس جميعاً بخير
وانت بصحة وعافية
خالد المبارك زي أمين عمر وربيع عبد العاطي
أعاين ليهم وأسمع ليهم كلام طوالي بزيد الجرعات ومافي داعي أقول ليك جرعات شنو
المهم اليوم لقيت مكتوب عنو الكلام دا
(( لا تصلح الأنظمة الشمولية في البقاء على سدة الحكم دون أن تتعرض في النهاية للسقوط المشين ، ذلك بسبب خلل طبيعي فيها ، فهي تحمل في جيناتها عوامل فنائها ، ولأنها بصفتها وذاتها لا تتحمل الآخر فإنها لا تستطيع الاحتفاظ بشريك ولا مؤيد لها إلا إذا جردته من شخصيته ومسخته على هيئتها ، لستفيد منه في دعم وجودها ، وإذا ما أحست منه خروجا عن ما هو مرسوم له ، أو استنفذ الغرض منه لفظته بلا رحمة أو شفقة . يستوي في ذلك الأفراد والأحزاب التي لا تعي دروس الماضي والحاضر.
تعمد الأنظمة الشمولية للاستعانة بالآخر ليس حبا فيه أو لإيمانها بالتعدد أو لخبرته لدفع العمل العام . فكل هذه المفردات ليست واردة في عقل يظن أنه العالم بكل شيء والقادر على كل شيء . والآخر عنده غير موجود ولا معترف به .ولكن الهدف هو استغلاله والتذرع به للدلالة على عكس الصورة والظهور بمظهر المنفتح والديمقراطي .
وكثير من هؤلاء المستغَلين من الأفراد عادة ما يكونون من المتعلمين والمثقفين أو نجوم المجتمع في الفن أو الأدب أو الصحافة ممن يظنون أنهم سيحققون أهدافا من وراء الارتماء في أحضان تلك الأنظمة ، وأنهم محايدون في النهاية كما يرددون كلما حاصرتهم علامات الاستفهام ؟ ولأن الغرض مرض فإنه لا أحد منهم فيما يبدو بقادر على أن ينظر إلى الهاوية التي تردى ينظر إلى الهاوية التي تردى فيها .
ذلك هو حال كل من عمل مع الإنقاذ أو لا يزال يعمل معها . ومنهم من يأسف المرء علي حالهم وما وضعوا أنفسهم فيه من موقف لا يحسدون عليه . ولو أنهم ستروا أنفسهم أو تواروا في الظل لينعموا بأكلهم من لحم الوطن لرحموا أنفسهم ووفروا عليها عبء الحرج الذي يحاصرهم كل ما أطلوا على الناس .
و ما إطلالة د. خالد المبارك علي الناس عشية الاحتفال بذكرى الاستغلال إلا أبشع مثال لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان فكريا وأخلاقيا . فقد ألجم الحق فاه فما استطاع أن ينشئ جملة واضحة يبرر بها ولو كذبا دفاعة واندفاعه في تأييد حكومة مرفوضة في الداخل والخارج بل والعمل معها والانخراط في صفها في أخسر صفقة يخجل الشيطان نفسه من إبرامها .
لقد تحول الرجل الذي ظنناه متعلما وحسبناه مبدعا إلى مجرد مسخ إنقاذي أخرس . وكان الأحرى به أن يعصمه علمه وابداعه من التردى من الحالق . فمثله لا يخفى عليه خاف ولا يحتاج لشرح ولا توضيح أم عميت القلوب فطمست الأعين والآذان .
دعاء :
اللهم لا تجعلنا ممن وصفتهم في كتابك ” ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون )) د. زاهد زيد / حريات