الزواج مؤسسة اجتماعية تضم طرفين على أساس المودة والرحمة في بدايتها ثم تتسع بقدوم الأطفال، وطبعا بحسب العادات والتقاليد السودانية القديمة كان الزواج وسيلة لمزيد من الترابط الاجتماعي بين افراد الاسرة الواحدة او القبيلة الواحدة وتجد نادرا ما يخرج الشخص من نطاق قبيلته ليس لعيبا في القبائل الاخري وانما للخوف من الخروج عن نطاق المألوف والعقل الجمعى التقليدى السائد ،ودائما ما ينظر للفتاة التي تأتي من خارج نطاق الاسرة او القبلة كغريبة ... الخوف هذا كان طبيعيا ومفهوم ومبرر في عالم كانت الحياة فيه تتمحور حول القبيلة او الاسرة الكبيرة بحكم لم يكن هنالك الكثير من الاتصال والتداخل بين القبائل في ذلك الوقت .... مع تطور وتعقد الحياة وخروج الناس عن حدود القبيلة وتعرفهم بحضارات وثقافات اخري وتفهمهم لها بدأ امتداد اخر عن طريق المصاهرة فنظرا لتماذج الاعراق في السودان بكثرة كنتيجة للهجرة والترحال الداخلي فاصبح الناس اكثر قبولا للتماذج بين القبائل السودانية. وبعدها بدأت مرحلة أخرى بفعل البعثات الدراسية الخارجية والسفر بغرض العمل حيث ذادت وتيرة تجاوز الأطر القديمة التى تدرجت فيها جغرافية الزواج ببنات الأسرة والقبيلة ثم الفريق ثم الحِلة ثم المدينة ثم الوطن ثم المحيط الأقليمى .
هجرات السودانيين بسبب البحث عن سبل العيش والأمان الوظيفى بعدما أحالت الأنقاذ السودان لغلاية ، أستتبعت تلك الهجرات فى ظل تطاولها الزمنى الطويل أجيال من أبناء السودانيين الذين ولدوا وترعرعوا ودرسوا فى تلك المهاجر ، ثم تأتى مرحلة عملهم ومن ثم البحث عن شريك حياة بعيداً عن الوطن الأم .
الزواج بأجنبى أو أجنبية كل هذا يحتاج الى جهد مضاعف من الابوين لصقل الاطفال بهاتين الحضارتين المختلفتين الشئ الذي لن تجده في زواج سوداني / سوداني حيث يتشبع الطفل بثقافة واحدة .
هذا الأثر الذى أحدثته العولمة فى رأيك هل يؤشر فى الأجيال الناتجة عن مثل هذا الزواج عن تعقيدات الهوية ؟ وهل نحن كسودانيين -دعك من الزواج - إتفقنا على الأجابة عن ماهية هويتنا ؟