[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين إمامنا وقدوتنا وأسوتنا وشفيعنا وسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين. أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالي (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)الفرقان. إن الحق سبحانه وتعالي أختص بعض العباد بصفات لاتوجد عند غيرهم بل أنه تعالي في هذه الآية الكريمة نسبهم إلي إسم من أسمائه وصفة من صفاته فالرحمن هي الرحمة الواسعة التي تشمل كل الخلائق(ورحمتي وسعت كل شيء) بعكس الرحيم فهي الرحمة الواصلة التي تصل صنفا معينا من البشر وهم المؤمنون(بالمؤمنين رؤوف رحيم) ونعتهم بأعظم صفة وهي صفة العبودية. لأنها الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وعندما مدح الله سبحانه وتعالي نبينا الكريم لم يمدحه بالرسالة بل بالعبودية (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا....) (الحمد لله الذى أنزل علي عبده الكتاب....) (تبارك الذى نزل الفرقان علي عبده....) فاجمل صفة يمكن أن تطلق عليك أيها الإنسان أن تكون عبدا ذليلا خاضعا مستسلما لله ولكن عليك أن تحقق شروط هذه الصفة.... وللحديث بقية إن كان في العمر بقية إن شاء الله....