مختارات من درر الشافعي
تموت الأســـود في الغابات جوعا .... ولحم الضــــأن تأكـــــله الكــــلاب
وعبد قـــد ينـام على حــــــــــرير .... وذو نســــب مفارشــــــه الـــتراب
* * *
يخــــاطبني الســــفيه بكــــل قــبح .... فأكــــره أن أكــــون لـــــه مجــيبا
يزيــــد ســــــفاهة فأزيـــد حـــلما .... كعــــود زاده الإحــــــراق طــــيبا
* * *
نعـــيب زمـــاننا والعـــــيـب فــينا .... ومــــا لزمــــاننا عــــيب ســــوانا
ونهجــــوا ذا الزمــان بغـــير ذنب .... ولو نطــــق الزمـــــان لنا هجــانا
وليس الذئب يأكــل لحـــم بعـــض .... ويأكــــل بعضــــنا بعضــــا عـيانا
* * *
إذا المـرء لا يرعـــــاك إلا تكلفـــا .... فدعــــه ولا تكــــثر عليه التأســـفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة .... وفي القلـــب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهـــــواك قــــلبه .... ولا كـــل من صافــــيته لك قد صفا
إذا لم يكــن صفـــــو الوداد طبيعة .... فلا خــــير في ود يجــــيء تكــــلفا
ولا خير في خــل يخــــون خـليله .... ويلقــــاه من بعد المــــودة بالجــــفا
وينكر عيشـا قد تقــــادم عهـــــده .... ويظهــــر ســـرا بالأمــــس قد خفا
* * *
سلام على الدنيا إذا لم يكــن بهــا .... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
* * *
إذا ضــــاق صـــــــدرك من بلاد .... ترحــــل طــــالبا أرضــــا ســـواها
عجــــبت لمن يقـــــــــيم بدار ذل .... وأرض الله واســـــــــعة فضــــــاها
فذاك من الرجــــــال قـــــــــــليل .... عقــــل بلـــيد ليس يعـــــلم من بناها
فنفســــك فــز بها إن خفت ضيما .... وخــــل الــــدار ومــــــــن بناهــــــا
فـــإنك واجــد أرضـــــــا بأرض .... ونفســــك لم تجــــد نفســــا ســـواها
ومن كـــــانت مــــنيته بــــأرض .... فـــليس يمــــوت في أرض ســــواها
* * *
تعمدني بنصحــــك في إنفـــرادي .... وجنبني النصــــيحة فــــي الجمــاعه
فإن النصــــح بين النـــــاس نوع .... من الــــتوبيخ لا أرضــى إســـتماعه
وإن خالفتني وعصــــيت قـــولي .... فلا تجــــزع إذا لـــــم تعـــط طــاعه
* * *
صــــديق ليس ينفـــــع يوم بؤس .... قــــريب مـــن عــــدو فــي القــــياس
وما يبقى الصــــديق بكل عصـر .... ولا الإخـــــــــــوان إلا للتاســـــــــي
عبرت الدهــــر ملتمســـا بجهدي .... أخـــــا ثقـــــة فألهـــــــــاني التمـاسي
تنكـــــرت البـــلاد ومن عليهــــا .... كــأن أناسهـــــــا ليســـــــــوا بنـــاس