الزمن الجميل .. والحكى عن محمد الجاك أبوشمة (منقول)

عندما سطعت ذاكرة صديقى الجميل عاطف مكاوى
عن المناضل أبوشمة بسودانيز اون لاين.



سأحكي لك حكاية ... يُصدقني ويكذبني فيها (عضو المنبر .. عاطف إسماعيل عبدالرازق)
ذات إجازة زارني في بيتنا بالحصاحيصا أصدقائي الأعزاء جداً معروف علي أحمد وعاطف إسماعيل وذو الوجه السمح والأخلاق العالية المرحوم الذى إفتقدناه كثيراً عادل ميرغني
وبعد أن تغدينا وتونسوا مع كل أفراد البيت واحداً واحداً بما فيهم والدى عليه رحمة الله علي الرغم من دخوله في تلك الفترة في حالة نسيان بحكم عامل العُمر.
إقترحت عليهم أن نذهب للمناضل العنيد محمد الجاك أبو شمة .... وبالفعل مشينا وطلعت السراير وبتنا ليلتها معه ..........
محمد الجاك أبو شمة من قيادات إنقسام أغسطس 1970 في منطقة الجزيرة مع أعمامنا المرحوم شيخ الأمين محمد الأمين ويوسف أحمد المصطفي أمد الله في عُمره
وقد كونوا معاً وآخرين كما تعلم (إتحاد القوى الديمقراطية)

عندما طلبت من معروف وعاطف وعادل أن نذهب لأبي شمة كُنت أُخطط لدعوة محمد الجاك أبوشمة للعودة للحزب ...... وبالفعل بعد ساعات من الونسة فجرت طلبي له
لاحظ أن أبو شمة مُتفرغ حزبي مُنذ بداية الستينات حتي لحظة الإنقسام الشهير كما أنه يُكبرني سناً وخبرة ووعياً بأكثر من عشرين عاماً ...... المُهم صمت الجميع بعد سماعهم لهذه القُنبلة
بعدها خاطبنا المُناضل العفيف الشريف بالتالي :
وشرفي يا زُملاء .... أنا عُمرى ما كرهت الحزب الشيوعي السوداني ... وعُمرى لم أكن أتخيل بأني بعيداً عنه ... وكما تعلمون بأن علاقاتي بكل الشيوعيين جيدة ودائماً ما أعمل معهم في العمل العام
ولكني بعد الإنقسام تقدمت بثلاثة طلبات لفرع الحزب بمنطقة الحصاحيصا وقد تم رفضهم الثلاثة .... والآن كبرت في السن وما عدت أصلح لأى عمل تنظيمي لذلك أسمحوا لي أن أكون شيوعياً من علي البُعد
والود موصول بيننا إلي أن أنتقل من هذه الدُنيا.
إنتهي ...........
أخطأ في تقديرى فرع الحزب بالحصاحيصا كما أخطأنا نحن من قبل في فصل (المُفكر السوداني) الصادق حسن من الجبهة الديمقراطية بجمهورية مصر ليحتضنه بعد شهور المرحوم الشيخ صائم ديمة

هكذا أفهم الشيوعيين السودانيين الذين تربوا داخل الحزب الشيوعي بعد تربية آباؤهم وأُمهاتهم لهم
وكما تعلم يا دكتور أنا واحداً من القليلين جداً في هذا المنبر والمنابر السودانية الأخرى الذين يعتقدون أن فيك خيراً سيبين في يوم من الأيام
علي الرغم من أنني لم ألتقيك في حياتي غير مرة واحدة عن طريق الصُدفة (في مطار هيثرو) مع وزير التعليم العالي حينها دكتور بيتر ودكتور صدقي كبلو ودكتور محمد الحسن القدال
وعرفتك بنفسي فلم تبدى إهتماماً ولكني أنظر لك من زوايا أُخرى كثيرة.

فيا صديقي ...... أنت في تقديرى الشخصي من المُمكن أن تكون زول مُفيد ....... فلماذا تنسف سيرتك بلسانك وقلمك وكيبوردك
نهلة في عُمر بناتك وأكبر من إبني الأكبر بقليل .... فلماذا تستخدمها هذا الإستخدام السيئ لتصفية حسابات شخصية مع آخرين؟
ياخي لو غيرت دينها هي حرة.
ولو دعت لديانة أُخرى فهي حُرة أيضاً
فقد وُلد البشر أحراراً ليموتوا أحراراً
وبعض الناس كما تعلم أحسن إلحادهم من صلاتهم .......... وأنت سيد العارفين بان (سيمة الصلاة والصلاح) في السيدة زينب بالقاهرة كانت بخمسة قروش

ياخي خلي الخلق لخالقها ..... وساهم بفكرك النير مع الآخرين لتخليص شعبنا مما هو فيه
ويا زول ما يحدث في السودان يخلي الشيوخ الصالحين يكفروا دعك عن (إبنتك نهلة)

أما الحزب الشيوعي السوداني وكما تعلم أكثر مني فهو صخرة تتكسر أمامها كل القرون ...........
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

شهادتى المتواضعة عن العزيز أبوشمة :

يا عاطف ... لك عميق الشكر على تذكر تلك الامسية النادرة ،
ونحن فى ضيافة أسرة العزيز أبوشمة المضيافة ، وزوجته الخالة
علوية ابوعلامة الهاشه الباشه ، التى تمثل هرماً من إهرامات بلادنا
فى الجود والكرم ، وأريحية بنات وأولاد وأبوشمة الحميمين . على
ما أذكر لقد كان معنا الزاهد الرشيد محمد الحسن ،وشيخ العرب
معروف على والمرحوم عادل ميرغنى الذى مازالت افتقده كثيراً ، كما
أفتقد فى هذا الشتات المُر ضحكة أبوشمة المزيلة للكآبة ، فما أروع حكى
أبوشمة ، ومواقفه وصلابته فى منازلة الانظمة الديكتاتورية ( عبود
، نميرى ، البشير) التى أنهكت بلادنا ، وأضاعت الحرث ، وخيرات بلادنا ،
وشردت ، وعذبت ، وسجنت ،وفصلت ، وإغتصبت ، وأعدمت شرفاء بلادنا .
وأزيدك فى القصيد بيت عن مواقف العزيز أبوشمة ، عندما عزمت على الزواج
فى 1989، إتصل عليه عمنا إبراهيم القيلاوى ، لمعرفة تفاصيل عنى وأسرتى ،
فلم يتوان أبوشمة عن شُكر أسرتى وإسترساله عن مدح علاقته بأبى وأخوالى ، و
عن فخره بإنتمائى للحزب الشيوعى السودانى ، فلم تخالجه لؤثة العداء للشيوعية
إطلاقاً ، فما زال العزيز أبوشمة يحترم وينسق فى نضاله السياسى مع الشيوعيين
وتربطه علائق إجتماعية مُميزة مع الشيوعيين والديمقراطيين.
لك ولهم ولإنعام وشبابك الأشواق والود.[/size]
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

العزيز جداً / عاطف
مشتاقين كتير والله ... كما تعلم لقد آثرت البعد عن الكتابة فى سودانيزاون لاين،
وذلك لدوشة القاهرة ومُساسقة المعايش،ومما هو مُتاح من وقتِ بعد ذلك ، للمساهمة
فى منتديات الحصاحيصا ، يعنى أخوك إقليماً قُح ، بين كنارٍ وبحرٍ ، مُتشبثا بالجزيرة
التى جف ضرعها ، وصارت بلقعاً، من جراء سياسيات الإنقاذ الخرقاء ، المؤسف أن
تشوهات الانقاذ الحمقاء طالت حتى قيمنا السمحه، إذ أضحى الوفاء سلعة تباع وتشترى !!
ما عدا عند بعض من شرفاء بلادنا . إن فخ تشوهات نظام الانقاذ البغيض كشيمة
البحر،قد (تشيل) أعز من نحب ، إلا من آمن بأن زبد نظام الانقاذ الذى لا محالة
لزوال مهما طال إستبداده ، وقهره، وتعسفه ، وتبقى سماحة ووفاء شعبنا .

يا ليت الذى بيننا وبين الذين فارقوا الحزب الشيوعى السودانى أن يظل عامراً.
إن نبل العزيز محمد الجاك أبوشمة وأسرته الكريمة بالحصاحيصا والمسلمية ،
ونبل عمنا يوسف أحمد المصطفى بصراصر ، مثالاً ساطعاً على الوفاء الذى
رضعاه من قيمنا الاصلية ، ومن الحزب الشيوعى السودانى ، الذى
يضج بالأوفياء والنبلاء.[/size]

مودتى
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

وكتب عضو المنبر/ صديق الهادي :
((ولكننى على قناعة راسخة من ان الذين تشكلت بواكير
وعيهم فى فضاءات الحزب الشيوعي لن يضلوا طريق الوطن.
ومهما تفرقت بهم السبل ستمطر سحائب افكارهم فتسيل
اودية تسقى بذور الخضرة والنماء))).

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

عزيزى العزير (بركة) ..... أو المُستشار القانوني مبارك محمد عًثمان
لك من التحايا أجملها

طبعاً أسرة مُبارك في نفس الشارع اللي فيه محمد الجاك أبو شمة
وبالطبع أيضاً مبارك بيعرف أكثر مني من هو محمد الجاك أبو شمة
ولكن قد لا يعرف بحُكم الإغتراب الذى إمتد لسنوات بأنني يوماً ما تحدثت إلي إبن محمد الجاك راشد (عبدخالق محجوب)
بأن والده طلب منه أن يشترى له (5 فدان) في مشروع الجزيرة) عشان يقدر يصارع مع (تحالف المزارعين) من أجل هذا المشروع
وبالفعل بعد أيام وجدت صورته في صحيفة الميدان ..... قائداً من قيادات (تحالف الُمزارعين) في مشروع الجزيرة.


فيا مبارك أرجوك حدث القراء عن هذا ال (محمد الجاك أبوشمة) ....... هذا الرجل العظيم
الذى حدثني عنه ذات يوم شقيقي الأكبر علي وأنت تعرفه وقال لي بأن صاحبك محمد الجاك بعدما قفلوا مكتبته إشترى ليه خمسة مزهريات وعامل فيها ببيع فيها زهور
بس عشان يعرف يتكلم بعلو صوته عن الحكومة والنظام ونحن عارفين القصد!

يا بركة يا صديقي
تعال أتكلم عن محمد الجاك أبو شمة ............ عسي أن يعرف البعض شرف الخُصومة من هذا الإنسان النبيل!


http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

(حول فترة ارتباطي والتزامي الحزبي التي أعتبرها من أنصع وأغني مراحل حياتي لم أندم عليها رغم المصاعب التي واجهتني وإذا ما تيحت لي فرصة أختيار أن، أبدأ حياتي من جديد فلن أتردد مطلقا في إختيار نفس الطريق الذي سرت فيه لان ما أكتسبته من إنضمامي الحزبي لا يمكن حصره ويكفي أن الحزب قام بتربيتي ثوريا مقاتلا من اجل هذا الوطن وادين للحزب بكل حصيلتي الفكرية وتماسكي الروحي والنفسي .)
يا حسن ، إن إنقسام الحزب فى 1970 يحتاج لشحذ
الهمة البحثيه لتحليله وتقييمه ، و كما تعلم لقد فقد
الحزب جراء هذا الانقسام كوادر و زملاء قل أن يجود
بها الزمان ، فى تقديرى لقد شابت تلك الفترة مرارات
جسيمه ، أفقدت تصفية الانقسام المعايير التنظيمية
الموضوعية لدرء آثار الانقسام . بالرغم من ذلك أعتبر
تقديرى هذا خارج سياق تلك الفترة الموجعة ! لان
من حافظوا على وحدة وتماسك الحزب آنذاك كانت
لهم تقديراتهم الواقعيه .
أما عمنا يوسف أحمد المصطفى ، فأشهد له بالنُبل
والوفاء للحزب ، لقد تشرفت بمعرفته من خلال نشاطى
الحزبى بالجزيرة ، وزرت منزله العامر عدة مرات أبان إختفائى
،فكان عوناً لى لتجاوز حصار القبضة الأمنية لعناصر أمن
الأنقاذ . تأكيداً على المواقف النضره لعمنا يوسف ما
قاله العزيز صديق عبدالهادى عنه ( أما عن عمنا يوسف
أحمد المُصطفي فقد حدثني الصديق صديق عبدالهادى
عندما دعاه الحزب ليأتي ليكون مرشحاً بإسمه في
منطقتي العُقدة والهُدى وما جاورهما .
فقال لي لقد لازمني عمك يوسف وإبنه دكتور محمد
في كل الندوات التي أقمتها في المنطقة علي إتساعها
داعمين لترشيحي إلي أن قرر الحزب إنسحابه من كل
الإنتخابات المخجوجة).
دوام الصحة والعافية للشامخ عمنا يوسف أحمد المصطفى .



http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

أبوشمة مستقبلاً الراحل محمد ابراهيم نقد بالحصاحيصا.

(صديقى عاطف
نشأنا وترعرعنا فى كنف الأستاذ العزيز محمد الجاك أبو شمة ، ورفيقة دربه الوالده علويه ، كان يغذينا ثقافياً من خلال المكتبة التى تعرفها ، وكان يغذينا ايضا إجتماعياً حين يؤب إلى داره ذات مساء ليجدنا نلعب كرة القدم فى ( البالوبه ) الميدن الذى يتخذ مساحة من الارض شرق منزلنا .. كان حريصاً قبل الرجوع لداره بعد عناء يوم شاق من العمل أن يتفرج على التمرين ، ويجلس بعد انتهاء التمرين يحكى معنا ويوجهنا ... كان هذا احساساً زايداً فى الأبوة فيه ، كان يتلمس مشاكلنا فى ذاك الزمان البكر ، وكان يسعى جاهداً لحلحلة كافة المشاكل التى تواجهنا ، حقيقة الكل فينا فى ذلك الوقت كان يحس فيه بالصديق ، فقد كان ومازال ولوفاً ودوداً ، سباقاً لعمل الخير .. كان دوماً يغرس فينا روح التحدى ويذكى فينا روح المنافسة الشريفة ويغرس فينا الخصال الحميدة ، وكنا نجده اينما ذهبنا في الحصاحيصا ... فى الافراح والأتراح ، والملمات ، كان ومازال فينا أباً وأخاً وصديقا .. حلو السريرة ، طيب المشعر ، يتصف بصفات الملائكة والأنبياء .. هذا الرجل نعجز ان نوفيه حقه ، فهو من معجزات الدنيا التى لايعرفها ألا من عاشره
ولى عودة)
[/color]http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1362053103

# أعلاه مدخلة مُبارك محمد عثمان فى سودانيزاون لاين .
يا بركة بطل المزازة !![color=red]

الأعزاء / بالمنتدى والقراء الكرام
أدناها حكى ، و فيديو ، من الزمن الجميل ،
أمل يكون مُحفزاً للتحاور .
مودتى


القيادي الاسلامي دكتور علي الحاج يروي لصحفي قصة -----وهي شهاده للتاريخ--
على ذكر الشيوعيين كنت قد حدثتني أثناء التحضير لهذا اللقاء عن معلومات تحصلت عليها من صحافي يمني حول حادث القرصنة التي تعرضت لها طائرة الشهداء بابكر النور وفاروق حمدالله من قبل معمر القذافي ومشاهدات ذلك الصحافي من داخل الطائرة وما الذي دار بين حمدالله وبابكر النور وكيف كانا في حالة ثبات اسطوري يتناقشان حول قضايا السودان وهما يعلمان بالمصير الذي يواجههما في الخرطوم ساعة عودتهما , أرجو أن تذكر لي تفاصيل كلما سمعت وبتفاصيل؟
# الحديث عن الشيوعيين شدني في الأيام الماضية حديث وقع بالصدفة هنا في ألمانيا حيث تعرفت على أخ من جنوب اليمن أسمه سالم أحمد عبد الله سعيد. هذا الشخص في الأساس اعلامي درس الصحافة في جامعة القاهرة وتخرج منها في العام 1968 وعمل في الاهرام وقد عرفت منه أنه قومي عربي وكان في أيام معمر القذافي في ليبيا وبعد أن أصدر القذافي كتابه الأخضر غادر ليبيا إلى السعودية واستقر به المقام الآن في ألمانيا ومن ضمن أحاديثنا تطرق إلى موضوع هام وقد ذكر لي أنه عند وقوع انقلاب الشيوعيين في العام 1971، وعندما أرغم معمر القذافي الطائرة التي كانت تقل بابكر النور وفاروق حمد الله على الهبوط في مطار طرابلس. ذكر لي الرجل أنه وبينما كان يقيم في أحد الفنادق أرسل له القذافي مجموعة من الرجال وفي حراسة مشددة طالبين منه الذهاب معهم إلى أمر هام وعندما ذهب معهم طلبوا منه أن يسافر إلى الخرطوم لتغطية أحداث هامة وركب في نفس الطائرة والتي كانت تقل فاروق حمد الله وبابكر النور وهو كان الصحفي الوحيد في الطائرة وكان شعوره مزدوجا أو مختلطا كما ذكر لي فمن ناحية، الشخصين أي بابكر النور وفاروق حمد الله كانوا مصفدي الأيدي لكنهم كانوا في قمة الشجاعة وظلوا طوال الرحلة يتكلمون ويتناقشون بشكل عادي وبهدوء شديد ولم يظهر عليهم أي نوع من الاضطراب ولا يشعرونك أنهم يواجهون أي نوع من الخطر رغم أنهم يعلمون علم اليقين إلى أنهم ماضون في الطريق إلى الهلاك. وعندما علموا أنه من اليمن الجنوبي كانوا يتحدثون اليه ويمازحانه من جانبه قال لي الرجل أنه يعرف أن مهمته هي تغطية الأحداث وأن هؤلاء الناس مصيرهم الموت. تحدث الرجل بأعجاب بالغ عن جسارتهم وثباتهم الاسطوري.
لكن الشهادة الأكبر والأرفع شأنا من هذه هي حديثه عن عبدالخالق محجوب وقال لي أتضح له انه، أي عبدالخالق وحتى لحظة احضاره إلى المحكمة لم يكن يعلم بأي سبب قاده أليها، وقال لي الرجل أن هناك أناس من جماعة نميري قالوا له أن عبالخالق محجوب سوف يعترف ويعتذر بعد ذلك قد يطلق سراحه وبناءا على هذا فأنهم سمحوا له بالذهاب لحلق ذقنه وأتاحوا له فرصة أن يلبس ملابس أخرى ليظهر بمظهر جميل وبملابس نظيفة. وبالتالي يخرجون الأمر كأن عبدالخالق محجوب يريد أن يعتذر. ولما جاء إلى المحكمة وبدأ يتكلم بشجاعة نادرة وهاجم النظام المايوي هجوما شديدا وكانت الكاميرات التقطت حديثه. والقاضي كان عسكري وهو رئيس المحكمة وقد أبدى انزعاجا واضحا وانزعج لحديث عبدالخالق المرتب والقوي. وقد قال لي هذا الصحفي أنه يشعر بقشعريرة كلما يتذكر تلك اللحظات وفشل في أن يواصل حديثه معي وسكت لفترة طويلة جدا وفشل مرة أخرى في أكمال حديثه معي. المهم بالنسبة لي شخصيا وبالصورة التي رواها لي هذا الرجل والشجاعة النادرة عن هؤلاء الأشخاص وفي تلك اللحظة شعرت بأهمية حديث هذا الشخص وقد لا يكون هناك أي شخص يدري بأهمية تسجيل لحظة القاء القبض عليهم وحتى تسفيرهم إلى الخرطوم.
تنبع أهمية هذه الشهادة في أنها صادرة من شخص حضر لحظة تسفيرهم إلى الخرطوم ووقائع شاهدها داخل الطائرة ولحظة وصولهم إلى القيادة العامة في حضور جعفر نميري والانفعالات والتوترات التي حدثت..
كيف تصف ماسمعته من الرجل؟
أستطيع أن أقول أن ما قاله لي الرجل عبارة عن لوحة ... لوحة بطولية مشرفة جدا ومن واجبي أرى أنه لا بد من تسليط الضوء على هذه اللوحة الهامة. أقول قولي هذا بعيدا عن ارائي في الشيوعيين وعن مواقفهم.
أقول هذا الحديث وأنا قابلت المعز عبدالخالق محجوب وارجو أن تنقل له هذا الحديث ولأسرته ولأسر فاروق حمدالله وبابكر النور لانهم ربما لديهم مايودون معرفته لان هذا تأريخ , ربما تكون لديهم معلومات من اطراف اخرى لكن لان هذا الصحافي كان في الطائرة وسمع بعض الحديث منهم وسمع حديث عبدالخالق مباشرة هذه من جانبي اعتقد أنها مسألة مهمة. ربما تكون هذه الاسرة قد سمعت معلومات مختلفة لكن تنبع اهمية رواية هذا الصحافي لانه ذهب خصيصا لتغطية هذه المحاكمات . وقال لي أن عبدالخالق محجوب عندما عرف أنه من اليمن الجنوبي تحدث اليه.
أنا أعرف الكثير من الشيوعيين وأتذكر جيدا عندما التقيت في العام 2003 في لندن بالاستاذة فاطمة احمد ابراهيم عند تدشين كتاب السياسة والحكم ورغم مراراتها ومواقفها الحادة ضدنا الا أنني أثمن عاليا كل نضالاتها. هذه شهادة يتوجب علي أن أوصلها حسب ما سمعتها من راويها. وكان لا بد لي أن أبرز للعالم مثل هذه المواقف البطولية للسودانيين صرف النظر عن اختلافهم أو اتفاقهم.
كان في مقدوري سماع هذا الحديث ومن ثم أن أصمت , لكنها شهادة للتأريخ لابد لي أن أتحدث عنها وهذه رسالة مني لأسر هؤلاء الشهداء ليعرفوا بعض مما علمت به وهذه اشياء تهم ابناء وبنات أخوه واخوات وأسر هؤلاء الناس الذين قتلهم نميري. اعتقد هذه سانحه طيبه وهذه معلومات صادرة عن شخص غير شيوعي وغير سوداني حضر وسمع ويمكن أن يفيدهم هذا ماقصدته أنا.
أريد أن اذيب حركة الجمود الحادثه مثل هؤلاء شيوعيين والخ.. هذه اشياء متجذرة لاتفيد أحد وأريد أن اخلص منها أو تخفيف حدتها ناس الحكومة مزودنها كتير ولن أهتم لما سيقولونه..