هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صداح فاروق وراق

صداح فاروق وراق



الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟  Empty
مُساهمةموضوع: الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟    الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟  Icon_minitime1الإثنين 18 مارس 2013 - 18:02



تأليف: د . عبدالحي زلّوم

1/1

أصدق وصف لحالة العالم العربي هو مثل صيني يشبه الأوضاع السيئة التي نعيشها (كسمكة كبيرة أُخرجت لتوها من الماء تتحرك بعنف علها تستطيع استعادة مكانها ومحيطها . وفي هذه الحالة لاتسأل السمكة إلى أين تذهب بها حركتها التالية لأنها تشعر فقط بأن وضعها الحالي لا يمكن احتماله، وهو أصلاً غير قابل للاستمرار) . هذه هي حال الشعوب العربية هذه الأيام التي سُميت بأيام الربيع العربي .

هناك الآن مزيج عجيب من الطاقة الثورية الكامنة في نفوس الجماهير بين قيادات لم ترق إلى طموح تلك الجماهير، وبرامج ضبابية لمن أصبحوا في السلطة والمعارضة على حد سواء، وضيق أفق استراتيجي، وتركات ثقيلة من أنظمة الاستبداد من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنظيمية كافة، وقوى (ثورات مضادة) وجماهير جائعة تنتظر السماء أن تمطر خبزاً وذهباً في يوم أو بعض يوم، وفوضى منظمة تديرها غرف سوداء في الداخل والخارج . . هناك نظام عالمي جديد يتشكل هذه الأيام، وعالمنا العربي والإسلامي هو أحد أكبر وأخطر مسارح صراعاته . لن يكون الوليد الجديد بمواصفات واشنطن ولا غيرها من القوى المتصارعة، وسيأتي من رحم قانون العواقب غير المحسوبة .

انتفاضات لا ثورات

وضع القائد الشيوعي فلاديمير لينينLENIN) ) ثلاثة شروط لإنجاح أي ثورة: أولها، حزب سياسي منظم ومتين، وقيادة قوية الشكيمة والعزيمة، وبرنامج واضح . ولو قبلنا بهذه النظرية فلم يتوفر لأي من الانتفاضة المصرية، ولا التونسية من قبلها تلك العناصر . لم يكن للانتفاضة اهداف واضحة حيث إن الأهداف كان يصوغها الشارع ساعة بساعة وبطريقة عفوية، كما لم يكن لها قيادة محددة باعتراف الجميع، ولم يكن يقودها تنظيم أو حزب مُحدد في بداياتها . هذه الهبّة الشعبية العارمة أطاحت رأس النظام ولكنها أبقت على النظام برموزه ومؤسساته، فبقيت المباركية دونما مبارك الذي تم استبداله بمجلس عسكري تم تعيين كافة اعضائه من مبارك . بقيت هياكل الأجهزة الأمنية كما كانت، اللهم عدا إفراغها من أي مستندات قد تدين رموزها . سلطة القضاء بكاملها من النائب العام إلى كافة المراكز القيادية فيه بقيت كما كانت عليه . التعاون الأمني والاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة و”إسرائيل” بقي كما كان عليه . أصبح الحاكم بأمره الجديد، رئيس المجلس العسكري محمد حسين طنطاوي يتمتع ليس بسلطات كونه قائداً عاماً للجيش ورئيساً للدولة فقط، بل بسلطات مجلس الشعب أيضاً، وبقى ذلك الحكم العسكري قرابة السنة والنصف ترّص فيها (الفلول) صفوفها إلى انتخابات كان المطلوب والمأمول منها شرعنة عودة الفلول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع، وقد كادت . (ونشير هنا إلى الفصل الخامس الذي يبين كيف تمكنت ماكينة المال والاعلام الأمريكية من رفع نسبة قبول الرأي العام بالرئيس الروسي يلتسين من 4 في المئة قبل توليهم حملته الانتخابية إلى إنجاحه بنسبة 35 في المئة وخلال 3 شهور) . ولكن مَن غير البسطاء أو البلهاء كان يتصور خلاف ذلك، فنظرة واحدة إلى سيرة الحاكم بأمره الجديد تكفي لأولي الالباب . ولد محمد حسين طنطاوي سليمان، ذوالاصول النوبية في 31/10/1935 وتخرج كضابط سنة 1956 وشارك في حروب مصر كلها . اختاره حسني مبارك رئيساً للحرس الجمهوري، وهو منصب يتم تعيين من هو شديد الولاء فيه قبل أن يكون شديد الكفاءة . بعدما اعترض قائد القوات المصرية المُرسل إلى السعودية للمشاركة في الحرب على العراق على تحويل مهمته من دفاعية في درع الصحراء إلى هجومية هي عاصفة الصحراء، اصطحب حسني مبارك طنطاوي إلى السعودية حيث عزل القائد (المتمرد) وأقام مقامه طنطاوي تحت امرة الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال نورمان شوارتسكوف . بعدها عاد لمصر، وعُين مباشرة كوزير للدفاع بدءاً من شهر مايو سنة 1991 وحتى سنة ونصف من بعد رحيل مبارك، أي أنه بقي 21 سنة بالتمام والكمال، أتمّ خلالها شهر العسل بين الجيوش الأمريكية والجيش المصري وذلك عبر مشاركته في المناورات العسكرية مثل “النجم الساطع” والتي كانت تحضرها “إسرائيل” بصفة مراقب . وهكذا أصبح صاحب هذا السجل الناصع الثائر الأول على رأس “الثورة المصرية” .

في فصل لاحق وفي دراسة أمريكية تمت سنة ،2006 يتبين أنها وصلت إلى القناعة والنتيجة أن أياً ممن قد يصل إلى الحكم من الإسلاميين أو خلافهم، سوف يصعب عليه (إن لم يستحل عليه) أن يحدث تغييراً في الوضع الراهن اقتصادياً كون الاقتصاد المصري قد تمّت هيكلته وربطه بمشاريع ومؤسسات العولمة الأمريكية والغربية الرأسمالية، وحيث أصبح الجيش والأمن القومي المصري مرتبطاً بمساعدات أمريكية مشروطة بمعاهدة الصلح المصرية - “الإسرائيلية” بل وتصل الدراسة إلى حد القول إن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بمس العلاقة الاستراتيجية الأمريكية “الإسرائيلية” - المصرية!

عمل العسكر في المجلس العسكري الأعلى ثمانية عشر شهراً كل ما بوسعهم للإبقاء على ثوابت نظام مبارك مستعملين أجهزة مبارك القضائية والأمنية والإعلامية . حتى إن رئيسي الوزراء في عهد المجلس العسكري كانا من عهد حسني مبارك . جيء أولاً بعصام شرف بعد مسرحية ذهابه إلى ميدان التحرير يوماً أو بعض يوم وروج المجلس العسكري وإعلامه بأن عصام شرف هو اختيار الثوار علماً أنه ولآخر ساعة كان عضواً في لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك! وحين كُشف أمره جيء بالجنزوري وهو أيضاً رئيس وزراء سابق من عهد حسني مبارك .

وحيث إن التنظيم الوحيد الذي كان على الأرض قادراً على التنظيم هو جماعة الإخوان المسلمين، فقد تعاون العسكر معهم تكتيكياً لا استراتيجياً حيث إن سياساتهم المعلنة لا تتماشى مع عقيدة القوات المسلحة العلمانية . لكنه (أي المجلس العسكري الأعلى) أراد أن يكسب وقتاً يلتقط فيه فلول النظام القديم أنفاسهم مستخدمين اعلام مبارك وفلوله والذي بدأ يكشف عن هويته خصوصاً، أيام الانتخابات الرئاسية والتي كادت أن تأتي بأحمد شفيق ممثلاً للمباركية على رأس النظام من جديد، فكانت نتيجة الانتخابات هي بفارق بسيط جداً (49 إلى 51 في المئة) فتم حل البرلمان ذي الأغلبية الإسلامية بعد أيام من ذلك، ثم (شرّع المجلس) ذلك الاعلان الدستوري المكمل الذي سلب رئيس الجمهورية عملياً كافة سلطاته، ثم التأهب لحل اللجنة ذات الاغلبية الإسلامية لكتابة الدستور إلى أن قام الرئيس مرسي بحركته الاستباقية بإقالة طنطاوي وأغلب أعضاء مجلسه العسكري .


ما الذي يستطيع أن يفعله أي رئيس يقف على رأس نظام معادٍ في جوهره لأي إصلاح، ذي اقتصاد منهار وفاسد ورثه بما فيه من تعفنات، وجماهير جائعة تظن أن السماء ستمطر خبزاً وذهباً بكبسة زر، وإعلام فاجر كان يخشى حتى أن يكتب عن صحة الرئيس مبارك لأنه إذا كتب فسيذهب إلى غياهب السجون . وإذا بنفس هؤلاء الذين سجنوا قد استأسدوا حتى بتجريح الرئيس المنتخب الجديد في أوركسترا إعلامية منسقة من غرف سوداء الله أعلم من يديرها . ولو أردت أن أبدي رأياً لجماعة الإخوان المسلمين لسألتهم أن يقوموا بتحليل لتاريخهم من حيث تكرار استعمالهم واستخدامهم من قبل الأنظمة ثمّ تخلي هذه الأنظمة عنهم، لا بل والتنكيل بهم أحياناً، وقد حدث مثل ذلك ثلاث مرات عبر تاريخهم في السنوات الثمانين الماضية: ساعدوا جمال عبد الناصر وجماعته من الضباط في ثورة 1952 تم نكل بهم أيّما تنكيل . ساعدوا أنور السادات في التخلص من نظام عبد الناصر وتغيير المنهج الاقتصادي إلى الانفتاح على الرأسمالية بأعلى وأوسخ مراتبها ثم تمّ التخلي عنهم، وبقوا معه ومع خليفته مبارك بين مدّ وجزر، كجماعة غير قانونية يتم استعمالها متى كان للنظام فائدة بذلك، ويتم التخلي عنها متى وجد النظام في ذلك مصلحةَ له .

ساعدوا النظام العسكري أخيراً بل وتحالفوا معه، إلى أن تمكّن العسكر، فكادوا أن ينقلبوا عليهم .

في الحالات الثلاث كان تنظيم الإخوان المسلمين ليس فاعلاً بل مفعولاً به . فهل تستحق هذه المقاربة شيئاً من التحليل؟!

دعني الآن أترجم مقال حسين آغا، وروبرت ماللّي والذي يصل كاتباه إلى أن ما حدث في مصر لتاريخه لم يكن ثورة

هذه ليست ثورة(1)


يهبط الظلام على العالم العربي . القمامة والموت والدمار بساحات القتال للوصول لحياة أفضل . الأجانب يتصارعون للهيمنة وتصفية الحسابات . أما المظاهرات السلمية التي بدأت هذه المرحلة بها فقد أصبحت من ذكريات الماضي البعيد . والانتخابات مناسبات احتفالية مفرغه من أي فكر سياسي، والبرنامج الثابت الوحيد هو ديني، والصراع على النفوذ قد انطلق على عنانه دونما قواعد واضحة، أو قيم، أو هدف، وهذا لن يتوقف بتغيير النظام أو بقائه، والتاريخ هنا لا يمشي إلى الامام ولكنه ينحرف إلى الأطراف . هناك أحداث داخل أحداث: الصراعات ضد أنظمة استبدادية، وصراع مذهبي للسنة والشيعة، وصراع تضارب القوى في المنطقة، وكأنها حرب باردة جديدة . تقسم الأمم، وتصحو الأقليات علّها تنطلق من عقال الدولة المقيدة لها، والصورة ضبابية . هذه هي صورة الواقع وجزيئاته وصورة ذلك غير واضحة وليس معلوماً إلى اين ستكون نهاياته . أما تلك التغيرات التي يظن بأنها مهمة، فتسقط ضمن هذه الرحلة الطويلة إلى المجهول أما الفاعلون الجدد والذين تم تحفيزهم حديثاً فلقد قفزوا إلى الواجهة: “الشارع” الذي لم يتم تعريفه، فسريعاً ما يلتئم وسريعاً ما ينفض، والإخوان المسلمون الذين اعتبرهم الغرب بالأمس القريب كمتطرفين خطرين يتم اعتبارهم اليوم كعقلاء عمليين، والسلفيون التقليديون الذين كانوا يتوجسون من كل أشكال السياسة تجدهم الآن متحمسين للمشاركة في الانتخابات . كما توجد جماعات سلفية مجهولة ومليشيات ولاءاتها غامضة لايُعرف من المستفيد منها، فضلاً عن وجود عصابات من المجرمين، وقطاع الطرق والخاطفين . أما التحالفات فحّدث ولا حرج، فليس لها من منطق يحكمها كما أنها تتغير باستمرار . فالأنظمة الثيوقراطية تدعم العلمانين، وتنادي بالديمقراطية، والولايات المتحدة تشكل شراكات مع إسلاميين، وإسلاميين يتطلعون إلى أنظمة طالما قاوموها، وبعض الدول الشمولية تشجع العلمانين ضد الإخوان المسلمين والسلفيين ضد العلمانيين . والولايات المتحدة تتآلف مع العراق والتي تتآلف بدورها مع إيران التي تساند النظام السوري والذي تعمل الولايات المتحدة على إسقاطه . وتتحالف الولايات المتحدة مع دول تموّل حماس وتموّل السلفيين الذين يمولون الجهاديين والذين يحاولون قتل الأمريكيين أينما كانوا، وفي وقت قياسي تحوّلت تركيا من دولة دون أي مشاكل مع جيرانها إلى دولة تنازع كل الجيران، لقد أغضبت إيران، والعراق، و”إسرائيل” وعملياً فإنها في حالة حرب مع سوريا، أصبح أكراد العراق حلفاء لها بينما تقاتل أكراد تركيا مع أن سياستها في العراق وسوريا تحرضّ الأكراد الأتراك على الانفصال . أما إيران فلقد عارضت الأنظمة العربية، بينما طورت علاقاتها مع الإسلاميين باعتبار أن نظرتهم الإسلامية ستكون عاملاً مشتركاً . ولكن أول ما إن يصل هؤلاء الإسلاميون إلى السلطة يقومون بالابتعاد عن إيران ليطمئنوا الغرب وحلفاءهم العرب . تعاونت الولايات المتحدة مع بعض دول الخليج في إزاحة معمر القذافي بالأمس وتتعاون معهم لإزاحة بشار الاسد اليوم . وتدّعي أنه يجب عليها أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ بينما تساند أنظمة تريد لدولٍ غيرها ما لا تريده لنفسها . وما الذي يجمع أدعياء الديمقراطية المنتفضين على دولهم مع دول لا تطبق ما يدعون أنهم “يجاهدون” من أجله غير المال؟ إن نظام التحالفات الجديد في المنطقة يرتكز على العديد من الافتراضات الكاذبة والمخادعة . فهذه التحالفات ليست صحية لصعوبة اعتبارها حقيقية إذ إنها في أفضل حالاتها تحالفات مغرضه ومصلحيه نفعيه لا تستند إلى قيم مبدئية . شيء ما بها غير طبيعي لذلك فلن يكون لها نهاية سعيدة . يجتمع الناس في ميدان التحرير وتصوب الفضائيات كاميراتها صوب المحتجين . ولكن ماذا عن الملايين الذين فضلوا البقاء في منازلهم؟ هل كانوا جميعاً فرحين برحيل مبارك؟ وماذا عن شعورهم الآن نحو الفوضى الحالية، والانهيار الاقتصادي، وعدم الوضوح السياسي؟ في الانتخابات الاخيرة 50 في المئة من المصريين لم يشاركوا في الانتخابات كما أن نصف هؤلاء صوّت لأحمد شفيق ممثل النظام القديم . وهل هؤلاء ال50 في المئة هم على الجانب الصحيح من التاريخ؟

أكثر السوريين لا يحاربون من اجل النظام ولا من أجل المعارضة فهم المتلقون لمصائب المواجهة . ولا أحد يهتم برغباتهم، ويستمع إلى صوتهم أو يهتم بمصائرهم وتصبح الكاميرا أداة للقلاقل والتعبئة والدعاية والاثارة وميزان القوى يميل لمصلحة النظام ولكن يتم التعويض عن ذلك بماكينة الدعاية التي تنحاز نحو المعارضة . أما دول الربيع العربي فلا يوجد في أي بلد منها قائد بارز يستطيع أن يخطّ لها طريقاً جديداً وإن وجدت قيادة فهي للجان من الخارج (كسوريا مثلاً)، فلا أحد أعطاها التفويض، حيث يتم تفويضها من الغرب الذي يعطيها المسؤولية ويبرزها ويدفع بها إلى الظهور . فبعض الدول تقدم المال والمؤسسات الدولية تقدم الدعم المعنوي أما القادة للحركات المعارضة فلا يبرزون بناء على ثقة تأتيهم من الداخل بل إنما يأتون بدعم أجنبي . وهكذا عليهم أن يكونوا حذرين وأن يعدلوا مواقفهم لتكون مقبولة من هؤلاء الأجانب، أما القادة السابقون فلم تكن تحكمهم مثل هذه الاعتبارات . سواء أكانوا على خطأ أم على صواب، كانوا يعاندون في قراراتهم بل ويتفاخرون بالاعتراض عليها . تماماً كما كان الحكام المعزولون يحاولون إرضاء “الغرب”، فكذلك الإسلاميون . وتماماً كما كان الحكام المعزولون يستعملون الإسلاميين كفزاعة لإخافة الغرب لابقائه بجانبهم، فالإسلاميون يستعلمون اليوم السلفيين كفزاعة لاخافة الغرب في ما لو فشلوا، في حين يحار السلفيون بين المحافظة على تاريخهم أو التلذذ بطعم القوة والنفوذ الذي وصلوا اليه . أصبحت “الجهاد” مقام “حماس” سابقاً تطلق الصواريخ من غزة لإحراج حماس حكام غزّة، وأصبحت حماس هي فتح الجديدة، تدّعي أنها حركة مقاومة في الوقت الذي تضايق أولئك الذين يقاومون، وأصبحت فتح كواحدٍ من الانظمة العربية التي طالما احتقرت .

السياسة في مصرمنقسمة بين الإخوان المسلمين المنتصرين، وسلفيين أكثر تشدداً، وغير إسلاميين خائفين، وبقايا النظام القديم . وتونس مرّت بمرحلة انتقالية آمنة، ونجح حزب النهضة الذي يقدم حلولاً ووجهاً معتدلاً للإسلام . ولكن محاولته للهيمنة على السلطة تثير القلق وسوف تظل بين الإسلامين والعلمانيين في ازدياد .


في اليمن تنحى الرئيس عن الحكم لكنه مازال يبقى مؤثراً في المسرح السياسي . هناك حرب تغلي في الشمال، والجهاديون يعرضون عضلاتهم، والثوار الشباب الذين أرادوا تغييراً شاملاً يرون فقط فئة مختلفة من الحكام أنفسهم يحتلون المسرح، ومازالت الطائرات الأمريكية من دون طيار تقتل مجاهدي القاعدة وأولئك الذين يصادف وجودهم على مقربة منهم .


أما القوى التي هُزمت لكنها لم تتحطم فسوف تعيد ترتيب صفوفها وتقاوم . أما ميزان القوى فهو غير واضح المعالم . والنصرلا يُقوّي المنتصرين أحياناً . المنتصرون يقبعون في سلطة الدولة، ولكنها ذات فائدة محدودة حيث ينظر المواطنون العرب إلى دولهم نظرة ريبة وشك، ولتكون في مقعد قيادة الدولة لا يعني ممارستك القيادة والقوة .


فريق 14 آذار استجمع قوته بينما كان في المعارضة ولكنه خسرها بعد استلامه السلطة ،2005 وحزب الله لم يكن يوماً في موقع دفاع كما هو الآن بعد كونه القوة وراء الحكومة اليوم .



سيطر الإخوان المسلمون في مصر، وتونس وتقدموا في المغرب ويسيطرون على غزّة، وهم أقوياء في سوريا والأردن . حتى عبارة سيطر المسلمون كانت قبل قليل من الزمان لايمكن نطقها . تعايش الإخوان لمّدة ثمانين عاماً من العمل “تحت الارض” وقُتلوا وعُذبوا وأجبروا على المقاومة ينتظرون يومهم هذا . لقد كان النزاع بينهم وبين “القوميين” مريراً وطويلاً ودامياً . فهل اقتربت نهاية العذاب والصراع؟ لقد غيّبت الحرب العالمية الاولى حكماً إسلامياً عثمانياً لأربعه قرون ورأت صعود الامبرياليه الغربية . وكان القرن العشرون قرن القومية العربية . وللكثيرين، فإنها حركة غريبة وفكر مستورد من الغرب، وانحراف كان يجب تصحيحه . ولقد أجبر الامر الواقع الإسلاميين على التعايش مع الدول التي نشأت بعد الدولة الإسلامية العثمانية ولكن سعيهم لتغيير هذا الواقع بقي ثابتاً .


أما عالم الإخوان المسلمون فهو “مسلمون بلا حدود” .


ملاحظة: تذكر أن هذا ليس رأيي ولا رأي الإخوان المسلمين بالضرورة، إنما هو تحليل الكاتبين وقراءتهما لما يريانه سياسة إسلامية مقبلة .


لقد تمت إطاحة مبارك لأنه في رأي الآخرين كان شديد الخضوع للغرب أما الإسلاميون الذين جاءوا بعده فهم سيقدمون ما لم يستطع تقديمه . كان مبارك طاغية ليس لديه برامج، أما الإخوان المسلمون فلهم برامج أخلاقية واجتماعية وثقافية، فهم يعتقدون أن بإمكانهم الالتزام بمعتقداتهم حتى لو أنهم ليسوا معادين للغرب . بعكس أصدقاء الغرب المخلوعين، فنحن سمعنا الإسلاميين يطالبون بالتدخل في ليبيا بالأمس، وسوريا اليوم . فهم يرون إمكانية استدعاء الكفار الأجانب لخلع الكفار المحليين الذين اضطهدوهم لعقود . فعدم السماح بالتدخل الأجنبي كان سمة عقود الاستقلال الأولى لكنه ليس الحال هذه الأيام .

ما سعت الولايات المتحدة للحصول عليه بالتدخل والإكراه، يمكنها أن تحصل عليه الآن بالتراضي، وهو أنظمة عربية لا تهدد مصالحها . فلهذا لا عجب إذاً من أن الكثيرين في المنطقة يعتقدون أن الولايات المتحدة كانت شريكاً في حركات الربيع العربي في كل مكان . تجابه “إسرائيل” صعود الإسلام، بقلق وهم يرون اعداءهم السابقين يتحكمون بالحكم، لكن الإسلامين لهم أجندتهم الخاصة وأهدافهم الأخرى هم يريدون تثبيت مشروعهم الإسلامي مما يعني تقوية حكمهم ساعين إلى عدم معاداة الغرب، ساعين إلى عدم الصدام مع “إسرائيل” .

أما حماس، أحد فروع الإخوان المسلمين فإنها لم تُغيّر أهدافها بأن الدولة اليهودية غير شرعية وأن أرض فلسطين التاريخية هي إسلامية، وأنه إذا لم يكن ميزان القوى اليوم لمصلحتها فلتعمل على تغيير هذا الميزان لمصلحتها . وخلاف ذلك فهو تكتيكات لا غير . لقد نجح الإسلاميون وهم في المعارضة لأنه كان بإمكانهم لوم الآخرين . لكنهم سيقاومون وهم في الحكم لأن آخرين يمكن أن يلقوا باللوم عليهم . وإذا خففوا من إسلامية أجندتهم في الداخل فقد يفقدون أناسهم، وإذا اتبعوا أجندتهم الإسلامية فسوف يعادون غير الإسلاميين والغرب على السواء، إذا اجّلوا الصراع مع “إسرائيل” فإن خطابهم سيكون مناقضاً مع خطابهم السياسي لكنه يهادن حلفاءهم الجدد في الغرب، وإذا فسرّوا أن اعتدالهم إنما هو تكتيكي فسوف يكشفون عن أنفسهم، وإذا التزموا الهدوء فسوف تضرب الفوضى كوادرهم .




انتهت الترجمة

وأنا أتساءل هنا هل أن سياسة مسك العصا من الوسط ستضع الإسلاميين في ورطة حين استلامهم الحكم في أي اتجاه يسيرون فيه كما جاء في الفقرة الأخيرة في الدراسة المترجمة أعلاه؟ فإذا كان النظام العربي ميتاً كما يدعي المحللون الغربيون فهل يعالج من هو في غيبوبة الموت بحبة أسبرين أو بصدمة كهربائية؟ يبدو أن الدراسات الغربية كانت تخطط لإفشال المشروع الإسلامي كما خططت لإفشال المشروع القومي من قبله . فهل سينجحون؟


قبل إرسال مسودة هذا الكتاب إلى الطبع برز جناحان في حزب النهضة بتونس . كذلك اشتكى الإخوان المسلمون في حماس بأن السلطات المصرية تقوم بضخ ماء الصرف الصحي في أنفاق غزة حيث صرح احد قادتهم أن “الانفاق الحدودية مع مصر كانت خياراً وحيداً أمام الفلسطينيين لمواجهة الحصار، وإن اغراقها المتكرر بالمياه في ظل الحصار هو بحكم عودة الحصار بقرار رسمي مسبق” .


فهل تحاصر جماعة في مصر أختها في غزة؟


(ليس كل ما يتمناه الغرب يدركه) كما علمنّا التاريخ القريب في العراق وأفغانستان . وهناك نظام عالمي جديد يتشكل هذه الأيام . نظرية الاستراتيجي الجيوسياسي البريطاني Mckinder بأن من يستحوذ على النفوذ في (يوارسيا) سيكون له اليد الطولى في الهيمنة على العالم . وعالمنا العربي هو قلب يوراسيا وهو قلب ساحة المعارك لنظام عالمي عربي وإسلامي جديد، وستكون الغلبة في النهاية (لقانون العواقب غير المحسوبة) من الغرب .

الخليج الأماراتية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد المنصوري

محمد المنصوري



الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟    الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟  Icon_minitime1السبت 23 مارس 2013 - 8:53


صداح لك التحية


الربيع العربي ثورة فرضها واقع الشعوب إنقضاضآ علي القهر والفقر


والجوع بحثآ عن الحرية والعدل والمساواة


للأسف المخرجات مخيبة للأمال والسبب الأساسي تكوين الشخصية العربية


وخلعتها في التعامل مع وضح صحيح


لايقع العتب علي الشعوب وحدها ولكن حتي من إنتخبوا ديمقراطيآ وقعوا في فخ التسلط


والتجبر والتكبر كما يحدث الأن في مصر


الخلاصة فشل قديم متجدد نسأل الله العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الربيع العربي ثورة أم فوضى غير خلاقة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الربيع العربي والحمل الكاذب
» الربيع العربي والكتاحة السودانية
» عمنا حسن وراق منتظر الربيع العربي جاهو الخريف يجري
» مأزق "الربيع العربي": مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان
» عاجل : فوضى فى التعليم قبل المدرسى الحكومى والاطفال فى خطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: