يقول عادل القصاص .....
ولدت فى أحدى سليلات النيل الأزرق ,هى قرية الشكابة ,ولتمييزها عن عدد من الشكاكيب,سميت الشكابة شريف,نسبة الى محمد شريف أبن عم الأمام محمد المهدى , كما كانت هى الموقع الذى دارت فيه احدى معارك الانجليز الأخيرة ضد المهدية,حيث استشهد , من بين ما استشهد ,أبنا المهدى ,,بشرى والفاضل, لهذا فأن قاطنى قريتنا تربطهم ْالوشيجة الانصارية ,ألى جانب اواصر القربى والنسب والمصاهرة التى تجمع غالبيتهم ...
هنالك فى تلك الشكابة كانت طفولتى مفعمة بالنيل الأزرق,بطميه بجروفة ,بأسماكه بتمساحه العشارى الذى لم أراه ,برماله البيضاء, التى يتراقص فيها بعض لمعان ذهبى ,بجميزته التليدة التى تثمر , ما بين ما تثمر , ظلالا .
كانت طفواتى تغص بالبلدات , بالمطامير , بأكواخ القش, بغرف الجالوص بجنينةجدى لأمى , هى بستان فاكهة وخضروات ,باللبن المقنن, بروث البقروالأغنام
بعواء كلاب ,(ومرافعين لم أراها )ونهيق حمير , بالهجليج والسدر والطندب ذى ثمار وردية اللون,لاذعة المذاق,ببشارة الخريف , الدعاش , بأعراس نهاية الموسم ,الدرت, بالعزيمة والبخرة ,اللوح والمحاية , بغسل النساء للملابس على الشاطئ ومهارة خالتى مريم فى السباحة .
لم تنجب جدتى سوى أمى ,لذا كان حب جدتى لنا بالغ التركيز . كنت لصيقا بجدتى ,لهذا كانت ابجديتى مكتظة بالاحاجى والخرافات والاساطير كانت جدتى وامى تحكيان لى ملامح مؤسطرة من تاريخ المهدية . كانتا تقولان لى أن المهدى انتصر على النصارى فى الجزيرة أبا وقدير وشيكان بسيف العشر , وأن وجبتة المفضلة كانت عبارة عن كسرة بالماء التى كانتا تطلقان عليها -تحببا وتسويفا عبارة (سمن المهدى )لم تكونا شأنهما فى ذلك شأن كل قاطنى القرية , تتحدثان عن (واقعة شيكان)كهزيمة ,,,أكتشفنا ذات لهو , نحن بعض أطفال القرية أجزاء هياكل عظمية بشرية قديمة ,كانت مقبورة فى منطقة تقع ما بين القرية والشاطئ, حيث جرفت سيول الأمطار بعض القبور ,فظهرت لنا أجزاء من تلك الهياكل العظمية , وحين اخبرت جدتى وأمى بما أكتشفنا قالتا لى دون تردد وبلهجة واثقة أن تلك بقايا جثث الأنصار الذين هزموا الانجليز فى الشكابة
.....................................................ونواصل