مفاتيح التفوق والنجـاح
يقولون أن سرعة الغزالة تبلغ 90 كيلو متر في الساعة، بينما بالكاد تبلغ سرعة الأسد 58 كيلو متر في السـاعة. وبالرغم من ذلك تنتهي المطاردة نهاية مأساوية للغزالة بسقوطها فريسة للأسـد. أتعلمون ما السـبب؟
إنها تلك الالتفاتة القاتلة من الغزالة، وفي ذات الوقت العزم والإصرار والمثارة من الأسـد الذي يحـدوه الأمل في اللحاق بفريسته، وأنه لا يلتفت لغير ذلك الأمل، واضعا أياه نصب عينينه، وممثلا لديه بؤرة تفكيره. فعندما ترى الغزالة الأسـد تطلق العنان لساقيها بأقصى ما وهبها الله من سـرعة، ويعدو واءها الأسـد بأقصى ما أوتي من قوة وعزم كذلك. ولكن بالرغم من سرعة الغزالة التي تبلغ تقريبا ضعف سرعة الأسـد، إلا أن نقطة ضعفها تكمن في إيمانها بأن الأسـد لا محالة لاحق بها ومفترسها.. حيث يظهر لها ذلك عندما تقارن ضعفها بقوته.. فمن هنا تستغرق في حالة من الخوف والهلع من الفشل الذي يؤدي بها إلى الوقوع ضحية وفريسة للأسد. فتكون التفاتتها نتيجة خـوف وليست التفاته من أجل تقييم الموقف والتحفيز على رفع مستوى العزم وبذل مزيدا من الجهد لإدارك طوق النجاة. فيكون الحاصل حتما الشعور بقرب الإخفاق وحتمية السقوط. وهذا ما يولد ضعف العزيمة وغلبة الإحباط على الأمل.. وخصوصا مع معاودتها وتكرارها من الغزالة التي لا تؤمن ولا تدرك بالتفوق على الأسـد في السـرعة.. فتكون النهاية غالبا مأساوية للغزالة.
ومن هنا يمكن الإدراك أن الإيمان بالقدرات الذاتية وحسن توظيفها وطرد الشعور الملازم بالإحباط والإخفاق والهزيمة والعمل على مضاعفة الجهد الذاتي وتطوير الذات هي مفاتيح التفوق والنجاح.