تكثر النصائح حول أهمية العلاقات الاجتماعية في حياة الانسان المهنية والخاصة وأثرها على نجاحه. ولا يقتصر الأمر على الدراسات الحديثة في هذا المجال، فحتى العادات والتقاليد تفرض واجبات اجتماعية كثيرة هدفها الوحيد هو خلق فرص لتوطيد علاقات الفرد بمن حوله. هذه الواجبات الاجتماعية تثير تساؤلاً حول قدرة كل فرد على الانخراط في علاقات اجتماعية مع وسطه المحيط. هل يمكن لأي فرد أن يكون ناجحاً اجتماعياً؟
بالمطلق نعم يمكن أن يصبح أي شخص علماً من أعلام الحياة العامة ويمكن أن يخلق جواً من العلاقات الاجتماعية حوله يجعله يغرق في الواجبات الاجتماعية. بالتأكيد الأشخاص الذين ينجحون في هذا الأمر يجدون فيه متعة بالغة، حتى أن الكثير منهم يتفاخر بعلاقاته الاجتماعية وصداقاته كجزء من ثروته.
لكن مقابل هذا النجاح الاجتماعي الباهر نجد فئة من الأشخاص ترهقها العلاقات الاجتماعية. هؤلاء الأفراد يدركون مدى أهمية العلاقات الاجتماعية في النجاح المهني ويدركون أهمية الصداقة في الحياة. لكن مع ذلك لديهم أمور كثيرة تمنعهم من الانسياق وراء هذه الطقوس. أول هذه الأسباب هي طبعهم الهادئ الذي يمكن أن يتحمل مجموعة ضيقة من الأصدقاء ولا يمكن أن يطيق العيش تحت وابل من الواجبات الاجتماعية. بالنسبة لهؤلاء الاشخاص النجاح في العلاقات الاجتماعية هو أشبه بمصيبة لأنه يعني بكلمات أخرى فشل في الحفاظ على خصوصيتهم وحياتهم الهادئة. ومهما تكن فوائد الصداقات الكثيرة، فهم يفضلون حياة هادئة بمزايا أقل على حياة صاخبة بمزايا عديدة.
ليس ملائماً أن يتحول النجاح الاجتماعي إلى واجب. وحافزه الوحيد يجب أن يكون ميول الشخص نفسه. بالمقابل النجاح الاجتماعي هو بالتأكيد ميزة لمن يستمتعون به. أما بالنسبة للآخرين فمزايا الوحدة والهدوء تغلب على مزايا العلاقات الاجتماعية الوافرة