بعد أن وثقت لأبناء حاج الصديق في عنوان(أقول عن هجو حاج الصديق)
أوثق في هذا الموضوع عن والدهم رحمه الله الذي غرس فيهم حب العلم والتعلم وكان له
الفضل بعد الله فيما وصلوا له من النجاح في حياتهم .
حاج الصديق محمد علي يعرفه كل إنسان الحصاحيصا لأن مقبرة الحصاحيصا تحمل إسمه
(مقابر حاج الصديق) .
حاج الصديق حفظ القرآن في خلوة الشيخ القرشي ودرس الفقه ،كان إماما للمسجد العتيق
أكثر من أربعين عاما كما كان عالم ومفتي الحصاحيصا في ذلك الوقت ،فتح خلوة لتحفيظ القرآن
في منزله ولم يتعاقد مع الحكومة على ذلك فلم يأخذ منها أجر ولا من أي جهة أخرى على ذلك
وكان يحتسب الأجر عند الله ،وبدأ باهل بيته معروف أن بنات حاج الصديق متفقهات حافظات
للقرآن كما اهتم بتعليم الاولاد أعطى البنات نصيب من هذا الإهتمام نشأنا ووجدنا خالاتنا
ووالدتنا متعلمات متثقفات حتى اللغة الانجليزية ملمات بها.
فتح الخلوة في ديوانه الذي كان من اوائل الدواوين في الحصاحيصاوكان وجهة لكل الضيوف
وخاصة القادمين لأول مرة للحصاحيصا لأنه إمام البلد فكانت وجهة الناس له .
إماميته للمسجد العتيق: أول إمام للمسجد العتيق كان يدعى الفكي المكي جد أولاد
الفكي في عهد المهدية وكان المسجد حينها من(شعب)، ثم آلت إمامية المسجد العتيق
إلي حاج الصديق عام(1910م) وفي فترة إماميته تطور المسجد من شعب إلى طوب أخضر
ثم تحول في الثلاثينات لصورته الحالية ، في 1953م تقاعد حاج الصديق بسبب المرض وعامل
السن فآلت الإمامية لإبنه الأكبر الدرديري .
سبب تسمية المقابر بإسمه : في عام 1962م توفي حاج الصديق ،وكانت المقابر الأولى قرب
المستشفى مقابر الفكي الزوين أرادت الحكومة تحويل المقابر فرفض الناس الموقع الجديد،
عندما توفي حاج الصديق جاء وفد من الحكومة والأهالي لأسرة حاج الصديق وطلبوا منهم أن
يدفن في الموقع الحالي لأن الناس عندما تجد رجل علم ودين في هذا الموقع تزول مخاوفهم
وقد كان ،وافقت الأسرة وكان أول من دفن في الموقع الحالي وصارت المقابر تحمل إسمه،
من طرائف هذا الموضوع أن أخته كل يوم تبكي وتقول أخوي جدعوا مع الكلاب.
الذي عرف عن حاج الصديق أنه كان رجلا موحد فوصى أن لا يضع على قبره شاهد أو علامة
وأخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور فعمل اولاده بوصيته فكان
قبره وقبور الأسرة من حوله من غير شواهد.
الكلام يطول ويطول عن هذا العالم الجليل وهذا غيض من فيض،ومن أراد الأستزادة فليجلس
مع أستاذ هجو.
مرجعيتي الأولي في هذا التاريخ والدتي متعها الله بالصحة وهي مرجع لكل أهل البلد كل من
أراد معلومة عن اسرته جاء لها ،ووثق منها الكثير لتاريخ الحصاحيصا ،ومرجعيتي الأخري أستاذ
بانقا رحمه الله كنت اجلس معه كثيرا ،وأستاذ هجو إلى الآن يمدني بتاريخ الحصاحيصا.
وأختم حديثي وأقول كل ماسطرته عن هذه الشخصيات إذا بدر مني ثناء على أحدهم
فحسيبهم الله وحده ولا أزكي على الله أحدا.