حديقة من نور .... تلك الإنسانة ...... الملائكية البشرية ... نقية كما الأطفال ... وفية كما المطر ... صادقة كما الحقيقة ... ليست كما البشر .... تختصر كل معاني روعة الإنسانية ونقاء حضاراتها وعصارة معارفها ورجع تراثها وعمق مشاعرها ... بتلك الابتسامة الطفولية البرئية تحول الأرض الجدباء خضرة ، والهجير ظلالاً والجفاف مطرا ، والعطش ارتواء والبحر الأجاج نهر فرات.. تلك الإنسانة .... تستنطق حروف الكلمات المعبرة، وتستولد معانيها، وتترنم ببديع بلاغتها، وتستعيد جرسها وتناغمها ... تلك الإنسانة .... تهب في زمن الانهيار فرحة...... وزمن الزيف صدقا وزمن الكرامة حباً.. تلك الإنسانة .... تسعى في الأرض حبا وتوهجا وأصالة .... بحبها الأصيل المطلق غير المشروط تستشعر هموم الآخرين عن بعد ...... لتحملها على على ظهرها مسافات ومسافات دون أنات وآهات ..... وتداوي جروح المكلومين وتُصلح بين المتخاصمين برجاء وأناة، وتستسمحُ الغاضبين وتسترضيهم، وترسمُ بخاطرها الأمنيات. تلك الإنسانة ... كانت الحلم الفتي الشامخ المشرأب العنق إلى دنيا الآمال والأمنيات.... ولكنه وؤد في زمان الأحزان البهيمية وصحارى الوهم الغبي وعلى عتبات الانهزام والتقهقر ... فحينما تحترق الأحلام في نار الواقع المر وتتحول الأيام إلى سياط لاذعة تجرح الإحساس قبل الجسد تصبح الحياة أشد قسوة من الموت.