غيبوبة البشير ..على كرسي العبادة !
محمد برقاوي..
bargawibargawi@yahoo.com
من المعروف عن الإنسان أنه إذا ما دخل في غيبوبة أو كان مخدراً أو سكراناً أو أصابه جنون أو حتى نائماً بعمق فانه يخطرف أو يهضرب بما يعتمل في نفسه من أحداث أو مخاوف أو يجول في خياله من الصورالمزعجة أو الأفعال المشينة التي ينكرها عن نفسه أمام الآخرين أثناء يقظته !
بالأمس إستمعت الى خطاب الرئيس البشير أمام المؤتمر العام لإتحاد شباب السودان الذي هو حقيقة يضم شباب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية المنعّم بالدلال الإنقاذي على خلاف الشباب السوداني الغالب و الغير منظّم معهم والمشتت متسكعاً في طرقات التبطل والضياع !
وبعد أن قدمه وزير الشباب صديق محمد توم برقصة نفاق شاكراً على التكرم بثقة التوزير .. رغم إعترافي بأن الرجل وأعني الوزير يملك ناصية الخطابة وأدب اللغة والشعر !
قال البشير أنهم يعدون برنامجاً حاسماً لإحلال السلام الشامل بكل مناطق الصراعات لتنتهي من ثم كل النعرات القبلية والجهوية التي ينبذها نظام حكمه بحلول أو نهايةعام 2014 .. وبالتالي سندخل في العام الذي يليه إنتخابات تتسم بالشفافية والمساواة في التسابق
، لآن الحكم النزيه لا يؤخذ بالبندقية أو الإنقلابات ، فضجت القاعة بتكبير ممزوج بالضحك !!!!
ثم قال أنهم والله العظيم ما جلسوا على الكرسي إلا عبادة لله سبحانه تعالى !
ثم أردف قائلاً ، إنهم حريصون على حل المشاكل الداخلية مع بقية الفعاليات السياسية وحتى الحركات المسلحة بروح وطنية ، ولسنا في حاجة لمن يتدخل
ليعلمنا ذلك من الخارج !!!!
ولعل كل تلك الكرات المعكوسة من زاوية العقل الباطن لرئيسنا في مرمى نفسه ، تؤكد إنه فعلاً في غيبوبة جلوسه الطويلة على الكرسي بات يهضرب بما يشيء بأن صلاحية الرجل إنتهت ليس كحاكم ، لان تلك حقيقة مفروغ منها منذ يونيو 89 وإنما كإنسان فقد سوية التفكير حتى يخاطب جلسة يؤمها أناس أجانب يدركون حقيقة الأمور في السودان بحسهم الدبلوماسي والإنساني ولن يفوتهم قراءة أول سطور تلك المعطيات وهو أن الرجل مطلوب للعدالة الدولية لأنه ببساطة هو من فجر كل شلالات الدماء التي يزيد من جريانها بفشله ومعالجالته المأساوية على مدى أكثر من عشرين عاماً ..فكيف سينجح في إطفاء نيرانها في عام واحد وبمياه الخطب السرابية و خراطيم التمنيات المثقوبة !
خاصة وإنه قال في ذات الخطبة الحالمة بالفم المليان ..أنه يريد أن يسلّم شباب الغد وطناً موحداً صاغ سليم ..فربما أيضاً سيعيد لنا من ثنايا أحلام غيبوبته الجنوب الى تراب الوطن .. ومن يقال له سمين ..قال آمين !!!
فأما إستخفافه بعقولنا نحن أهل السودان من خلال تلك الخطرفات والهضربة ، فذلك أمر تعودنا عليه في بلاد يبنيها حكامها بالهتافات وتكبير المنتفعين ..ورقص المذبوحين تحت سكين قاتلهم الذي يرقص هو الآخر من خلف غيبوبته الطويلة ..على الكرسي والتي يعلم كل ذي بصر وبصيره أنها جلسة ليست للعبادة.. وإنما للإستعباد الذي بلغ سيله الزبى وتجاوزها !
وعن رئيسنا بقول لكم .. ويلا صفقوا كلكم ..!